اختتمت الخميس الفائت فعاليات الدورة الرابعة من مبادرة مستقبل الاستثمار بعد يوم استثنائي حافل شهد حضور متحدثين بارزين بمن فيهم سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي ناقش التنمية الحضرية والتطورات الحاصلة في مجال الذكاء الاصطناعي. وشارك صاحب السمو الملكي الأمير الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في جلسة حوارية حصرية مع السيناتور ماتيو رينزي، رئيس الوزراء الإيطالي السابق، كشف فيها النقاب عن رؤيته لمدينة الرياض، بما في ذلك زيادة عدد سكان العاصمة إلى 15 – 20 مليون نسمة وجعل الرياض من أكبر 10 اقتصاديات مدن في العالم. وأضاف سمو ولي العهد: "التنمية الحقيقية تبدأ من المدن، سواء في الصناعة أو الابتكار أو التعليم أو الخدمات أو السياحة، وغيرها من القطاعات. بلا شك الاقتصاديات العالمية ليست قائمة على الدول، بل هي قائمة على المدن". كما قال سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إنه ستكون هناك طروحات للمزيد من أسهم أرامكو في إطار الخطط الرامية إلى تحويل الأموال المتأتية من هذه الاكتتابات لصالح صندوق الاستثمارات العامة ليعاد ضخها داخل المملكة وخارجها لمصلحة المواطنين السعوديين. وقد شاهد أكثر من 4 ملايين شخص وقائع الجلسات عبر الإنترنت حيث استمعوا إلى المتحدثين وهم يعرضون آراءهم المتعلقة بسبل تعاون المجتمع الدولي لإحداث نهضة اقتصادية جديدة ورسم ملامح الاقتصاد العالمي الجديد. وقد أظهرت هذه الجائحة وجود حاجة حقيقية ملحّة لتجاوز الوضع الراهن والتعاون بهدف إحداث تأثير إيجابي للإنسانية جمعاء. وركّزت النقاشات على سبل تعزيز تجربة المستهلكين عبر الحلول التقنية المبتكرة والتحول الرقمي. كما تطرقت الجلسات الحوارية إلى كيف ساعدت الجائحة على تسريع وتيرة التغيير في التكنولوجيات الرائدة. ومع وصول أسعار بيتكوين إلى مستوى قياسي هذا الشهر، ناقش المتخصصون في هذا المجال السبل التي تساعدهم على مواجهة التحديات المتعلقة بإدماج التكنولوجيا المالية (الفينتك) ضمن نماذج عملهم. واستضافت صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود جلسة حوارية حول إعادة تعريف القيادة في حقبة ما بعد جائحة كوفيد – 19. وافتتح فخامة السيد كيفين رود، رئيس وزراء أستراليا السادس والعشرون اليوم الثاني، حيث ناقش كيف سيعمل قادة العالم على تحقيق الأهداف التي حددتها قمة دول مجموعة العشرين لعام 2020. وفي حواره، قال رود: "تمثل دول مجموعة العشرين 90% من الاقتصاد العالمي، و80% من التجارة العالمية وثلثي سكان العالم". وأضاف: "في الماضي، ساعدت الآليات على إنقاذ الاقتصاد العالمي من الكساد. وتظل هذه الآلية المتاحة عنصراً أساسياً بالنسبة للمستقبل أيضاً". وكانت مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار قد وقّعت مذكرات تفاهم تهدف إلى الدفع قدماً بتنفيذ رسالتها، بما في ذلك مع السوق المالية السعودية (تداول) في مجالات الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات (ESG)، ومع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية للتعاون في تنفيذ المشاريع البحثية وإقامة الفعاليات التي تهدف إلى إتاحة المعرفة العلمية للبشرية. كما وقّعت المؤسسة أيضاً خطاب نوايا مع أمانة منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية وشركة "أوريجينول" (OriginAll) لتطوير تكنولوجيا تهدف إلى حماية الدول من المنتجات المقلدة والمتداولة بطريقة غير مشروعة. وفي الجلسة الختامية، التي انعقدت بعنوان "الطريق نحو المستقبل" قال راكان طرابزوني، الرئيس التنفيذي للعمليات لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار: "ما قدمناه على مدى اليومين الماضيين يعد تجربة واعدة لاعتماد طريقة جديدة لعقد الفعاليات والمؤتمرات، ولقد أنجزنا ذلك بنجاح رغم التحديات اللي واجهتنا في 2020 ورغم فيروس كوفيد-19. شعرنا أن العالم يحتاج إلى أن يجتمع على طاولة واحدة لمناقشة أوضاع العالم ومستقبل الأعمال ما بعد كوفيد-19. وهنا كانت هذه الطاولة. هذه هي مبادرة مستقبل الاستثمار." وأضاف: "نعدكم بأن هذه هي البداية فقط، ونتطلع لرؤيتكم جميعاً في الدورة الخامسة من مبادرة مستقبل الاستثمار من 25 – 28 أكتوبر 2021."