رؤية ولي العهد في تحديد ملامح الرؤية المستقبلية للعاصمة الرياض، أنموذج رائع، لما سوف تكون عليه المدن الكبرى بالمملكة. وتمتلك مدينة الرياض كامل المقومات والممكنات، لتكون جزءًا من خطط تنويع مصادر الدخل ونمو الاقتصاد، وأن تكون محركا رئيسا لاقتصاد المملكة، وتجذب رؤوس الأموال الاستثمارية، ويأتي إعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، عن وجود استراتيجية خاصة بتطوير العاصمة داعمًا لذلك التوجه الذي يأتي في إطار رؤية 2030، حيث حدد سموه ملامح الرؤية المستقبلية للرياض، خلال مشاركته في الدورة الرابعة لمبادرة مستقبل الاستثمار. وأوضح وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح خلال جلسة حوارية بعنوان «مستقبل الرياض»، أن البيئة الاستثمارية التي يتم وضعها تشمل إصلاحات تشريعية، وإنشاء 20 منطقة اقتصادية خاصة، 6 منها ستكون في الرياض، إلى جانب المراكز المالية التي ستستضيف الشركات العالمية، ومناطق اقتصادية مخصصة للأمور الرقمية والإبداعية واللوجستية، وجميعها ستكون مدعومة ببيئة تشريعية تنظيمية وجاذبة للمستثمرين، بحيث تقلل مخاطر ممارسة الأعمال وتجعل ممارسة الأعمال في المملكة أكثر تنافسية. من جانبه نوه الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض فهد بن عبدالمحسن بن صالح الرشيد بالجهود التطويرية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - في مدينة الرياض حينما كان أميراً للمنطقة وما شهدته من إنجاز الكثير من مشاريع البنية التحتية لما يزيد على 55 سنة، متناولاً استراتيجية تطوير مدينة الرياض التي كشف عن ملامحها ولي العهد. وبيّن أن نمو السكان في مدينة الرياض تضاعف عدة مرات على مدار السنين الماضية، مما يثبت جاهزية المدينة للنمو الهائل وتطبيق خطط الاستراتيجية التي تشمل عدة أمور ومنها: توسيع البصمة الاقتصادية خاصة مع وجود عمل مصرفي قوي، ومركز دبلوماسي، والكثير من الصناعات التي يمكن العمل عليها مثل الصناعة اللوجستية التي ستجلعنا مركزا لأكثر من 100 مليون شخص في المنطقة، إلى جانب التقنية الحيوية والثقافة والفن وغيرها. إلى ذلك قال عدد من المحللين الاقتصاديين: «إن الرياض كانت على رأس القائمة لحديث سمو ولي العهد، فهي المدينة التي تساهم بنسبة 50 % من الدخل غير النفطي، و30 % من التشغيل، وتستهدف أن تصل إلى 10 و20 مليون نسمة، مشيرين إلى حديث سمو ولي العهد بمنهجية الاستراتيجية، ربط الماضي والحاضر والمستقبل لمدينة الرياض التي يعود الفضل فيما تعيشه من نهضة تنموية شاملة وتخطيط متطور لإدارة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله - على مدار 55 عامًا. وأكدوا أن عنوان الاستراتيجية ليس الاقتصاد فقط، بل رفاهية الإنسان، والحفاظ على الحياة الكريمة لهذه المدينة، انطلاقاً من تجارب سابقة، بأن اقتصاديات العالم تم بناؤها من المدن، بل أن هذه المدن ساهمت في بناء اقتصاديات عملاقة لدول العشرين.