من الطرائق التي يلجأ إليها المتسوق الذكي للتحايل على غلاء الأسعار وتوفير الوقت والجهد؛ شراءُ ما يحتاج دفعة واحدة على فترات متباعدة من أسواق الجُملة، بدلاً من الذهاب إلى متاجر التجزئة على فترات متقاربة للشراء بأسعار أغلى، فكثير من الحاجات الضرورية من الأغذية الطويلة الأجل والمنظفات ولوازم البيت الأخرى والملابس الداخلية ومستلزمات النظافة الشخصية ذات الصلاحية الطويلة الأمد؛ تكون أسعارُ معظمها في أسواق الجملة أقل بمقدار يناهز الثلث أحياناً، ومن المُفضلِ لمن أراد التوفير أكثر تجنب السلع ذات العلامات التجارية الشهيرة وأن يستبدل بها منتجات أقل شهرة وأرخص ثمنا وبجودةِ مماثلة، أما المواد السريعة العطب فلا مهرب من شرائها من متاجر الحي القريبة، على أن يكون الشراء قدر الحاجة؛ خشية السرف والتلف، ومن الحيل الطريفة التي يستخدمها المُستهلك الفطن؛ التوجه للأسواق الكُبرى في مواسم التخفيضات لاستكشاف العروضِ الاستثنائية واقتناص البضائع المُخفضّة التي تقل أسعارها أحياناً عن الأسعار في أسواق الجملة نفسها، وبعد أن يغنَمَ ما كُتِبَ له من البضائع الجيدة الزهيدة الثمن، يهرب فوراً إلى سوقٍ أخرى لاصطياد فرائِسَ أخرى مخفضة، وهلمّ جرّا. وبهذا يكون قد وفر المال والجهد، ودرب نفسه على مهارة التسوق الذكي والاستهلاك الرشيد، ومن المهارات التي يجب أن يتعلمها المرء ويعلمها أهله وأبناءه التوجه لأسواق الجملة وغيرها من منافذ البيع، لا لغرض الحصول على أسعار زهيدة الثمن فقط، بل لتفحّص البضائع، ومعرفة جيدها ورديئها، والمقارنة الكاشفة بين الجودة مقابل الثمن؛ للحصول على منتج نظيف، إن مناخ التجارة في المملكة مناخ حر، والأنظمة تمنع الاحتكار، والأسعار يحددها العرض والطلب، وهذا ما يجعل التجار يتنافسون لجذب المُستهلكين، وإغرائهم بالعروض المنخفضة في بعض المواسم، والعاقل من يتحيّن الفرص ويتحرى أوقات العروض الموسمية؛ مستغلاً التنافس المحموم بين التجار على جيبِه والسباق المحمود على رضاه ليظفرَ بما يعجبه بالثمن الذي يعجبه، وإن من كمال عقل المرء؛ أن يتسوق بذكاء وحرص، وأن يستهلك برشد، كيما يعيش بلا قتر ولا بطر. كما أن ثقافة الاستهلاك لدينا في مسيس الحاجة إلى مزيد ضبط وتهذيب، فلا يجوز أن نكون أكثر شعوب الأرض استهلاكاً، وأكثرها رمياً لفوائض الطعام والشراب في حاويات القمامة.