اتهم مختصون مواقع تسويق إلكترونية عالمية باستغلال الجمعة البيضاء الموافق 24 من الشهر الجاري لمحاربة الأسواق المحلية الناشئة، بغرض إخراجها من السوق، خاصة أن السوق السعودي يشكل 60 % من المبيعات الإلكترونية في العالم العربي، موضحين ل«الوطن»، أن تلك المواقع العالمية تسعى أيضا إلى تحميل تطبيقاتها لدى شريحة كبيرة في المملكة للاستفادة من قاعدة البيانات. تخفيضات وهمية قال المختص في حماية المستهلك فيصل العبدالكريم ل«الوطن»، إن «تخفيضات مواقع التسويق الإلكتروني العالمية أكثرها وهمية، لأن تلك المواقع ترفع الأسعار قبل فترة الدخول في موسم الجمعة السوداء، كي تعرض خصومات على المنتجات نفسها خلال الفترة الحالية، وبالتالي يتوهم المستهلك بأن هناك تخفيضات، مع العلم بأن السعر بعد الخصم لم يتغير عن السعر الحقيقي السابق، بل إن بعض المنتجات يعرض بسعر أعلى من قيمتها الحقيقية». الجهات الرقابية أوضح الخبير الاقتصادي عبدالله المغلوث ل«الوطن»، أن «غياب الجهات التشريعية والرقابية عن الإشراف على مواسم التخفيضات، يجعل هناك ضحايا كثيرين، لذلك ينبغي على جمعية حماية المستهلك المراقبة والمتابعة والكشف والترخيص لمن يرغب بعرض منتجات مخفضة في مواسم معينة دون هدر للأموال، أو عدم وجود ضمانات تكفل باسترجاع تلك المستلزمات، ولذلك ينبغى تفعيل تلك الجمعية، أو إنشاء هيئة مستقلة أكثر فاعلية ونشاط». وزاد أن «على وزارة التجارة والاستثمار سن التشريعات والإجراءات، وإقرار العقوبات ضد من يستغل تلك المواسم سواء برفع الأسعار أو تخفيضها مستغلا غياب ثقافة المستهلك بتقديم بضائع ومستلزمات وملابس وأطعمة وهدايا وغيرها بأرخص الأثمان، وهي أصلا تفقد الجودة والمواصفات والمقاييس، للحصول على الكسب السريع»، مشيرا إلى وجوب إشراف جهات رسمية على مواقع التسويق الإلكتروني لمنع الاستغلال في تلك المواسم.
قاعدة بيانات أضاف العبدالكريم، إن «غالب منتجات المواقع الإلكترونية رديئة، إضافة إلى أن أسعارها في جميع دول العالم تختلف عن السوق السعودي، وبالتالي حرب الأسعار الحالية تتم بغرض تحميل تطبيقاتهم من السوق السعودي، لتكون لديهم قاعدة بيانات كبيرة، والدليل على ذلك أن الإعلانات المكثفة لتلك المواقع حاليا لا تظهر إلا في المملكة فقط، خاصة أن 60 % من المبيعات الإلكترونية في العالم العربي تتركز في المملكة بحسب نوعية المنتجات»، مشيرا إلى أن المواقع العالمية تسعى إلى خروج المواقع السعودية الناشئة من السوق، كي لا تنافسهم في المستقبل على أكبر سوق لديهم. سيطرة الوزارة لفت العبدالكريم إلى أن «جمعية حماية المستهلك فاقدة للأدوات والصلاحيات، وهي مجرد مؤسسة توعوية ولا يمكنها حماية المستهلك، أما وزارة التجارة والاستثمار فلا تستطيع السيطرة على المواقع العالمية، ولكن لديها منصة «معروف» مسجل بها ما يقارب 10 آلاف موقع إلكتروني موثق، وبالتالي تستطيع الوزارة محاسبة المخالف عند وجود غش تجاري»، مطالبا المستهلك بالتسوق عبر تلك المواقع المعروفة. وأضاف «الجمعة السوداء مطبقة في أميركا وأوروبا منذ 90 عاما بتخفيضات حقيقية، ولم تعرف في المملكة إلا من 3 أعوام، وستج بر الأسواق المحلية العام المقبل على تقديم عروض التخفيضات، بسبب توجه المستهلكين الآن إلى مواقع التسويق الإلكترونية». وأبان العبدالكريم أن «إشكال السوق السعودي يكمن في مبدأ الاحتكار، وبالتالي تُجّاره في معزل عن التخفيضات العالمية، ولكن الأسواق الأخرى مفتوحة، وبالتالي تجد أن هناك تخفيضات حقيقية». الجمعة السوداء يذكر أن الجمعة السوداء تكون عادة الجمعة الأخيرة في نوفمبر بالولايات المتحدة، ويعدّ هذا اليوم بداية موسم شراء هدايا العام الجديد، وفيه يقدم غالب المتاجر عروضا وخصومات كبيرة، إذ تفتح أبوابها مبكرا لأوقات تصل إلى الساعة الرابعة صباحا، ولأن غالب الهدايا تُشترى في ذلك اليوم، يتجمهر أعدادا كبيرة من المستهلكين فجر الجمعة خارج المتاجر الكبيرة ينتظرون افتتاحها، وعند الافتتاح تبدأ الجموع بالتقافز والركض، كلٌ يرغب في الحصول على النصيب الأكبر من البضائع المخفضة الثمن. وفي هذا اليوم، تقدم بعض متاجر الإنترنت مثل موقع أمازون وإيباي عروضا مغرية، وخصومات على منتجات عدة، إضافة إلى تقديم عرض خاص جدا على منتج معين يتغير كل ساعة.