في مراكز ومتاجر السلع الغذائية ، تقفز إلى ذهن المستهلك علامات الاستفهام والتعجب حول التباين الواضح في الأسعار لمنتج واحد، بنفس الاسم ونفس الشركة المنتجة، وقد تشتري اليوم سلعة بسعر يشعرك بأنك قد ربحت الفرصة «قبل نفاد الكمية» وفي اليوم الثاني تجدها تباع بنصف ما دفعته، وقد تفاجأ بسعر ثالث قي محلات أخرى بزيادة غير عادية. هذا ما كشفته جولة "البلاد" على عدد من المراكز الشهيرة لبيع المواد الغذائية في جدة، حيث رصدنا ارتفاعا وانخفاضا في أسعار بعض المواد الغذائية، بل في سعر السلعة الواحدة. بدأنا الجولة بأحد المحلات التجارية الكبرى ، وكان لزاما علينا الشراء للإثبات بالفاتورة ، ووقع الاختيار على عبوة جبنة سائلة حجم (1,100) جرام بسعر 34 ريالا، لننتقل إلى متجر كبير آخر لنجد نفس السلعة باسمها وحجمها بسعر 26 ريالا. أمام هذا الفارق كان لابد من استطلاع رأي عدد من المستهلكين، حيث قال المتسوق عبدالله خضر، إن هناك زيادات طالت أسعار بعض أنواع السلع التموينية تراوح بين 5 و30 %، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، والملاحظ أيضا هناك انخفاض في بعض السلع في محلات تجارية وارتفاع غير مبرر في أخرى. وعن مصداقية العروض التي تقدمها الأسواق قال إن مثل هذه العروض أسلوب تسويقي تلجأ إليه الأسواق لجذب المستهلكين لها، حيث تقدم تخفيضا لبعض السلع بكميات محدودة، إلا أن بعض الأسواق تستغل مواسم معينة كشهر رمضان في تصريف البضائع القديمة، وزيادة الأسعار، لتعويض التخفيضات التي تحملتها في بعض السلع، ولتحقيق هامش ربح كبير. اسألوا التجار من جانبها قالت إحدى المتسوقات (أم ريان السعداوي) إن تحديد أسعار السلع يرجع للتجار، وقد أصبح المستهلك أكثر وعيا ويلجأ الى محلات البيع بالجملة والتي تكون فيها الأسعار مخفضة وبنفس الجودة ويكون الفارق ريالين مثلا، مقارنة بالمحلات الكبرى الشهيرة ونتمنى تفعيل دور جمعية حماية المستهلك في متابعة الأسعار، وأنصح المستهلكين بتغيير نمط التسوق لديهم، وألا يتمسكوا بمنتج رغم غلاء سعره، وأن هناك منتجات بديلة بسعر أقل وبالجودة نفسها. ويقول عمران بخاري إن ثقافة الشراء لدى المستهلك باتت أفضل عن الماضي، فأصبح أكثر وعياً وإدراكاً والابتعاد عن الإسراف والتسوق الخاطئ . كما ان هناك تنافسا ملحوظا بين الأسواق في العروض التخفيضية وهي من مصلحة المستهلكين، كما لا ننكر أن الأسعار الموجودة في المملكة هي الأفضل ، ويرجع ذلك إلى التسهيلات الحكومية لوفرة السلع الغذائية. المنافسة والتسوق الالكتروني بعد هذا العرض لفروقات الأسعار وآراء المستهلكين، نصل إلى محطة التحليل الاقتصادي ، ومن وجهة نظر جمال بنون الكاتب الاقتصادصي أن مراكز التسوق الكبرى تتنافس بدرجة كبيرة على المستهلك من خلال تقديم العروض الأفضل للحصول على اعلى نسبة من المشترين، وبالتالي فروقات الأسعار ربما تكون فروقات بسيطة جدا على سبيل المثال هناك سلعة بقيمة 60 ريالا وفي ماركت اخر نجدها ب 58 ريالا فرق ريالين وهو يعوض هذا الفرق في قيمة سلعة أخرى. ويضيف بنون : العامل الآخر المؤثر في قرار الشراء هو وعي المستهلك نفسه الذي يبحث عن الأسعار المناسبة لقدراته وظروفه المالية، ولا ننسى المتاجر الإلكترونية التي تبيع السلع الغذائية وتوصيلها عن طريق الاون لاين، وهذا القطاع التسويقي المتزايد يحرص من جانبه على جذب أكبر عدد من المستهلكين الذين يفضلون هذه الخدمة، كما أن وزارة التجارة وإدارة المنافسة والاحتكار وضعت ضوابط عديدة لمنع الاحتكار وحماية المستهلك خاصة اذا كانت هذه السلع تأتي من الخارج بأسعار مدعومة من الدولة بتسهيلات عديدة لضمان وصول السلعة وبالسعر المعقول للأسواق.