واصل المؤشر العام للسوق السعودي "تاسي" المصنف ضمن أكبر عشر أسواق مالية في العالم، استجابته لمختلف المحفزات الإيجابية من داخل المملكة وخارجها ليتجاوز مستوى 8800 نقطة وللمرة الأولى منذ يوليو 2019م، في بدايات جلسة يوم أمس الأحد 10 يناير 2021م، متابعا مكاسبه التي حققها في جلسة نهاية الأسبوع الأول من 2021م،التي حقق خلالها ارتفاعا بمعدل 0.8 عند 8737 نقطة بقيمة ناهزت 8.5 مليارات ريال، وأكد عدد من المحللين الماليين والمستثمرين أن حالة التفاؤل التي تعم أوساط المستثمرين إضافة إلى استمرارية المحفزات أمور تدعم التوقع باستمرارية نمو السوق وتحسنه. وارتفع مؤشر "تاسي" قبل ساعتين من إغلاقه لجلسة يوم أمس الأحد 10 يناير بنسبة تزيد على 1 % مسجلاً 8830 نقطة، وسط تداولات ناهزت 5.4 مليارات وسجلت أغلب الأسهم القيادية كأرامكو، وسابك، ومصرف الراجحي، ارتفاعات ملحوظة فيما تقدم سهم إكسترا الارتفاعات. وقال المستثمر، محمد غانم الساير، ل "الرياض": إن الارتفاعات المتواصلة التي يشهدها سوق الأسهم السعودي هي نتيجة طبيعية لتوالي المحفزات الإيجابية بدءاً بقرب انتهاء جائحة كورونا وتأثيراتها السلبية على مختلف القطاعات الاقتصادية، وما يرافق ذلك من إعلانات محفزة كالإعلان عن السماح للمواطنين بالسفر إلى خارج المملكة والعودة وفقاً للإجراءات والاحترازات التي تضعها اللجنة المعنية باتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية اللازمة لمنع تفشي فيروس كورونا في المملكة بالتنسيق مع الجهات المعنية في 31 مارس المقبل، ثم التحسن الذي تشهده أسعار النفط. وتوقع محمد الساير أن يواصل السوق تحسنه بدعم من التحسن المتوقع للاقتصاد الكلي للمملكة نتيجة للاستمرار والتوغل في تطبيق برامج ومبادرات رؤية المملكة 2030، وقال "لا شك لدي بأن السوق سيتجاوز حاجز 9000 نقطة خلال فترة وجيزة في ظل ما يتمتع به من جاذبية، ومع استمرار انخفاض أسعار الفائدة لمستوى دون واحد في المئة، وزيادة المعروض النقدي، هناك فرصة جاذبة على المديين المتوسط والطويل، ولا يتعارض ذلك مع حركات مد وجزر وجني للأرباح فما يفصلنا عن 9000 نقطة بسيط ويقدر بنسبة دون 2 % فقط. بدوره قال المحلل الاقتصادي، ناصر القرعاوي: إن ارتفاع سوق الأسهم السعودي هو نتيجة طبيعية لحالة الانتعاش التي تعم مختلف القطاعات الاقتصادية بالمملكة، نتيجة لحسن تعامل الدولة مع جائحة كورونا، إضافة إلى جدوى مبادرات وبرامج رؤية المملكة 2030 التي حفزت الاقتصاد، ومع قرب تلاشي تبعات جائحة كورونا وتحسن أسعار النفط التي ينتظر لها المزيد من التحسن كلما أوغلنا في البعد عن تأثيرات الجائحة على عمل مختلف القطاعات الاقتصادية ما يرجح استمرار ارتفاع الاستثمارات الحكومية ولاسيما في ما يتعلق بتطوير قطاعات الترفيه والسياحة والصناعة وغيرها من القطاعات ضمن رؤية 2030. وأشار ناصر القرعاوي، إلى ترجيح استمرار استقرار سوق الأسهم السعودي وتحسنه نتيجة لما يتم رصده حاليا من تحسن تدريجي في العديد من الأنشطة الاقتصادية كالسياحة التي بدأنا نشهد فيها ميلاً لتوطين السائح المحلي وجذب للخارجي، واللوجستيات والصناعة وقطاع الاتصالات، إضافة إلى تحسن الحركة الاقتصادية وتواصل النمو الاستهلاكي والإنتاجي وانعكاس كل ذلك على جاذبية الاستثمار بالمملكة.