واصلت سوق الأسهم تراجعاتها الحادة لليوم الثاني على التوالي، وهبط مؤشرها دون مستوى تسعة آلاف نقطة ليصل إلى 8866 نقطة، قبل أن يقلل تراجعاته ويغلق عند مستوى 9043 نقطة، منخفضا 135 نقطة، تعادل نسبة 1.48 %، وبذلك يكون المؤشر قد تراجع قرابة 300 نقطة في يومين بنسبة 3.2 %. وتعزى التراجعات بالدرجة الأولى، إلى مخاوف المتداولين من قيام المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية ببيع بعض حصصها، بعد أن أعلنت عن نقل جزء من ملكيتها في 28 شركة إلى محفظة شركة حصانة، بنسب تقل عن 5 %. وتراجعت أكثر الأسهم القيادية، وفي مقدمتها سهما سابك والراجحي عند 120 ريالًا و72.30 ريالا على التوالي، ووصلت قيمة التداولات في السوق الى 4.1 مليارات ريال. من جهتهم قال محللون ماليون: إن التراجع الذي يشهده مؤشر السوق السعودي للأسهم (تداول) منذ بداية الأسبوع الحالي، والذي يأتي بعد سلسة من الارتفاعات التي عاشها السوق خلال الأسابيع الماضية، وإن كان حاداً لدرجة تزيد عن المتوقع والمعتاد في حالات التراجع الناتجة عادة جراء عمليات جني الأرباح، إلا أنه قد يكون مبررا لمسببات وظروف متوافرة منها تخوف المستثمرين ودخول فترة رمضان وهي فترة تقلص فيها بعض المحافظ تعاملاتها. وقال رئيس لجنة الأوراق المالية والاستثمار بغرفة تجارة الرياض، محمد الساير، ل «الرياض»: إن حدة التراجع الكبيرة خلال جلستي الأحد والاثنين تفوق المتوقع في والمعتاد في حالات جني الأرباح، خصوصا وأن أداء السوق خلال الربع الأول كان ممتازاً بالنسبة لمختلف القطاعات المؤثرة كالمصارف والإسمنتات، كما أن توفر العديد من المحفزات المحلية والدولية الإيجابية المؤثرة على السوق يدعم بشكل كبير استقرارها وبعدها عن التقلبات الحادة والمؤثرة. وتابع محمد الساير، في حال تعويض مؤشر السوق بعض خسائره عند الإغلاق والعودة لما فوق مستوى 9000 نقطة، فأعتقد بأن ما يحدث حاليا هو عملية جني للأرباح تفوق في تأثيرها ما هو معتاد في حالات جني الأرباح وتصحيح الأوضاع، أما في حال استمرار تراجع المؤشر فأظن أننا سنرى المزيد من النزول ويصعب الإحاطة وتحديد ما يحدث حاليا. بدوره قال أستاذ المحاسبة في جامعة جدة الدكتور سالم باعجاجة: مع أن هبوط المؤشر كان حاداً إلا إن هذا التراجع طبيعي ويمكن تبريره، خصوصا وأن كثيرا من المحافظ تقزم بعملية تصفية في آخر يوم من شعبان، وتفضل الابتعاد عن السوق طيلة أيام رمضان، وهناك الكثير من المتداولين الذين تقل أنشطتهم خلال رمضان نتيجة لحاجتهم للسيولة، ولذا أعتقد بأن تراجع المؤشر هو أمر طبيعي ومستقبلا فمن المؤكد بأن مختلف المحفزات المحلية والدولية كتحسن أسعار النفط ودخول السوق للمؤشرات العالمية ستدعم تحسن أسعار أسهم كثير من الشركات المدرجة في السوق. وكانت شركة حصانة الاستثمارية «حصانة»، الذراع الاستثمارية للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، قد أوضحت يوم الأحد الماضي أنها قامت بتحويل جزء من ملكيات المؤسسة في الشركات المحلية المدرجة في السوق السعودي إلى محفظة شركة حصانة. وقالت: إن عملية التحويل شملت 28 شركة في مختلف قطاعات السوق، وتمت لغرض إعادة هيكلة الملكية لمحافظ المؤسسة ومحافظ شركة حصانة، واستمرارا لدور شركة حصانة في ممارسة المهام المنوطة بها، مبينة أن هذا التحويل تم بعد أخذ الموافقات اللازمة من الجهات الرسمية ذات العلاقة. وقالت: إنها تعتمد في إدارة استثمارات المؤسسة على خطة استراتيجية معتمدة طويلة المدى يتم مراجعتها كل فترة، حيث تسعى من خلالها إلى تعظيم العوائد على استثمارات المؤسسة وفقاً لمستوى مخاطر مقبول، وذلك للمساهمة في مقابلة الالتزامات المتنامية والمستمرة تجاه المستفيدين من نظام التأمينات الاجتماعية. وأضافت أنه سيكون لعملية تحويل الأسهم أثر إيجابي في زيادة عدد الأسهم الحرة في السوق السعودي، والتي من شأنها المساهمة في تعزيز السيولة وزيادة عمق السوق، والتي سترفع من مستوى جاذبية السوق للمستثمر الأجنبي.