تُعد محافظة العُلا الواقعة شمال غربي المملكة من أكثر المواقع الأثرية التي تتميز بالواجهات الصخرية المنحوتة، في الجبال والتي يعود تاريخها لآلاف السنين. ولم تقتصر قيمتها التاريخية على وجود مدائن صالح وحسب، بل بها تاريخ يروى للأجيال، منها القرية التراثية التي يوجد فيها مسجد بناه الرسول الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - بالحجارة، وخط محرابه بعظم فأطلق عليه مسجد العظام. وقد حظيت في العهد الميمون باهتمام بالغ، وسعي حثيث لإبرازها للعالم، فجرى تأسيس هيئة مستقلة بمسمى الهيئة الملكية لمحافظة العُلا. واليوم نراها قبلة للسياحة، كماض شاخص يحكي قصة المستقبل، وقد برزت كمعلم قريب قاعة المرايا التي تعكس جمال وطبيعة العُلا وتحتضن القمة الخليجية في دورتها ال41 لقادة دول مجلس التعاون. ولطالما كان وادي العُلا نقطة التقاء الثقافة والتراث منذ قرون خلت، وها هو يعيد التاريخ من جديد، تلك هي العُلا من الصخر إلى الزجاج، أسرار التاريخ ومجد الحضارات.