بدأت أتحرى ما قصده الفنان عبد الله إدريس من اختياره اسم (متشابهات) لمعرضه الخاص، وضمن جولة تأملية داخل المعرض وضمن إطارات اللوحات المتنوعة وجدتها متشابهات تسفر عن ما بينها اقتران ذات التربة بذات اللون فاللون يسبر الأرض.. وينبش فيها بريشة اشتق الفنان ألوانها من عناصر سكنت داخلها في محاولة لاستعادة تاريخ الأرض وما مر عليها - الزمن وبعض الأحداث في مساحات انتقائية لوحت الشمس باطنها، وجدتك ترمي بألوانك على تاريخ يحمل ضوءاً.. نفذ.. فاخترق الطبقات المتقاربة، وقد تكون الأبعد في سباق مع الزمن تستوحي دلالاته من الماضي بأشكال تماهت فيها المعالم حينًا. بدت اللوحات وكأنها اُقتصت من داخل التجويفات المتآكلة مضمخمة بألوان تم عجنها من عناصر الطبيعة حيث تأبى إلا أن تتفوق.. فهي الطبيعة تسجل بها مساحات لوحاتك بعد أن اختلط الرمل فيها مع الماء واللون.. فتكونت ملامس تشابهت مع تراكمات مضت عليها السنوات فتناسخت ألوان الأرض المنسكبة.. على جدار اللوحات كانت هناك انبعاثات رملية وكأنها قادمة من أرض الخلود.. تحمل في مضمونها التغيرات الجيولوجية بنكهة فنان أجساد مفرغة يصاب من يتابعها بسهم الدهشة.. فتراها تنتصب قامات مفرغة من التفاصيل الشكلية بألوان تأكدت فيها الملامس زاعمة اقترابها من الأرض «الأم التي لا تغيب».. لوحات الفنان عبد الله إدريس مساحات لونتها عناصر الطبيعة قبل أن تلونها فرشاته، وتلك الكلمات التي قصها علينا عبر أقصوصته الصغيرة.. ما هي إلا انعكاس لذات تمازجت مع اللون فاشتبكت مع الحياة، فكون منها قصة المتشابهات.