٭ ومن مظاهر تكريمها كذلك أنه سبحانه وتعالى تناول بالازدراء الذين يكرهون مولد الأنثى فقال تعالى:"وإذا بُشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم ٭ يتوارى من القوم من سوء ما بشر به، أيمسكه على 59- هُونٍ أم يَدُسه في التراب ألا ساء ما يحكمون".. النحل: 58 كما قال تعالى: "ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاقٍ نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئاً كبيراً".. الإسراء: 31 والمعروف أنهم ما كانوا يقتلون إلا الإناث. ٭ وقد حرَّم الإسلام السبي، فقد عدَّ الجاهلون المرأة من سقط المتاع الذي ينهب في الحروب، ويتصرف فيه كيفما شاء فيحدث فيها البيع والتمتع والامتهان والاسترقاق، واختلاط الأنساب، وجاء الإسلام فحرم السبي. ٭ وقد سوى الإسلام بين دمها ودم الرجل، وأصبح يُقتل قاتلها، كما سوى بينهما في حد القذف، بعد أن كانت إنسانية المرأة ممتهنة. ٭ وكان ذووها يستأثرون بمهورهن، فجعلها الإسلام حقاً لهن خالصاً، لا ينزعه إلا ظالم. ٭ وكان حرمانهن من الميراث، فقرر الإسلام حقوقهن فيه، وكانت إساءة العشرة معهن من العادات المعروفة، فجاء الإسلام وأوجب حسن معاملتهن "فخيركم خيركم لأهله" كما قال عليه الصلاة والسلام، وروي عنه صلى الله عليه وسلم كذلك أنه قال عن النساء:"لا يغلبن إلا الكريم، ولا يغلبهن إلا اللئيم" و يروى عنه عليه الصلاة والسلام كذلك قوله:" اتقوا الله في النساء فإنهن عوان لديكم" جمع عانية أي أسيرة. ٭ وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها إنما النساء شقائق الرجال، وبذلك ما كان منتشراً من مظالم المرأة قبل الإسلام قضى عليه الدين الإسلامي الحنيف قضاء تاماً، وأعطى المرأة حقوقها. ٭ لهذا ، فإن الإسلام منذ أن طلع نوره رفع مقام المرأة وأحلها محلها الذي تستحقه، وأقرَّ لها حقوقاً، بعد أن عدَّها عضواً من أعضاء المجتمع المسلم، فكأن طالع المرأة قد طلع توأماً مع طلوع الإسلام. قبسة: شر عيوبنا أننا لا ننظر إلى عيوب الآخرين !! [COLOR=blue]مكة المكرمة: ص ب: 233 ناسوخ: 5724333 د. إبراهيم بن عبد العزيز الدعيلج [email protected][/COLOR ]