تفاجأ الجمهور بطرح أغنيتين جديدتين للراحل الكبير طلال مداح، حقتتا فور بثهما على إذاعة «MBC-FM» صدى واسعاً على المستوى المحلي والعربي، إذ تناقلها محبو الفن الأصيل عبر برامج «التواصل الإجتماعي» بشكل لافت، الشاعر القدير محمد الفريح كاتب الأغنيتين وغيرهما لفنانين آخرين، يقول: إن الفن الأصيل لا ينتهي إطلاقاً، وهاتان الأغنيتان إهداء للطلاليين. محمد الفريح قال أشياء كثيرة عن علاقته بالساحة الفنية وطلال مداح، فإلى الحوار: * يستغرب الجمهور، لماذا خصصت «MBC-FM» في نشر الأغاني؟ * حقيقة، كان مقترحاً من قبل الزملاء أن اتخذ جهة محددة للنشر وهي «MBC-FM»، وهذا الاقتراح كان مناسباً، ويشرفني أن يكون اسمي موجود في بث هذه الإذاعة، ضمن مجموعة رائدة ك»MBC». *على ما يبدو أنك تفاجأت بردود فعل الجمهور العربي حول العملين؟ * من دون شك، فردود الفعل حول العملين كانت رائعة جداً، لاسيما وأنها عمت الوطن العربي. * الجمهور يسأل، هل تملك أغانٍ أخرى للراحل طلال مداح؟ * الحقيقة أن هذين العملين اللذين نشرتهما «MBC» هما الأخيران، وبالمصادفة كانا أول عملين يجمعاني بالراحل، فقد تم تسجيلهما العام 1997، وسجلت بعدهما أعمالاً أخرى لفنانين آخرين، لكنها نُشرت قبل أعمال طلال، وهي مجموعة من الأغاني، نحو خمس أغانٍ، كلها تم تنفيذها في سورية العام 1998، وعمل آخر من ألحان الراحل سراج عمر تم طرحه في ألبوم «العطر» في العام 1998، وبالنسبة للأعمال الخمسة فهي موجودة على «اليوتيوب». * يتحدث أن ورثة طلال مداح اتفقوا مع شركة عالمية مختصة في توثيق الأغاني، هل استأذنت الورثة أم أنك تملك تنازلاً من الراحل؟ * بالنسبة للأعمال الخمسة التي تم طرحها آنذاك في منتدى الأستاذ طلال، وأهديتها لهم من دون شرط وأنا منتج لهذه الأعمال، والسابع الذي ذكرته من إنتاج فنون الجزيرة، حيث اتصل علي عبدالله الحلواني «أبو حمزة» وهو أحد المشرفين على منتدى الراحل وصديق مقرب ل عبدالله طلال مداح، فسألني: سمعنا أنك ستطرح أغنيتين، قلت له: إن شاء الله، «إذا تحب تكلم عبدالله وتشوف وش رأيه»، طبعاً لا أملك تنازلاً من الراحل -رحمه الله-، كلمني بعدها «أبو حمزة» وقال لي: عبدالله، يقول ليس لدى «الورثة» مانع، وهاتان الأغنيتان إهداء لكل «الطلاليين» عامة مثلما أهديت بقية الأغاني السابقة. o كيف بدأت قصة هذا التعاون؟ وكيف تعرفت عليه؟ * بدأ التعاون مع الفنان طلال مداح العام 1995، كانت المعرفة، أنني اتصلت بمنزل طلال مداح، الذي يقع مقابل نادي الأهلي في جدة، وقال لي: «تفضل إلى المنزل»، وبالفعل زرته وتمت معرفتي بهذا الإنسان البسيط والمتواضع، الذي جمع بين عبقرية النغم ورحابة الانسانية ورغم ما يحمله من فن رائع إلا أنه في داخله إنسان عظيم، حقيقة تخونني الكلمات في وصفه، وقتها بدأت أعرض عليه بعض الأعمال، وكان بكل بساط يمسك العود ويبدأ «يدندن» على العود و»إلى آخره» من دون تكلف وبكل بساطة وأريحية، وكان لديه مسجل صغير للتسجيل، وقتها عرضت عليه القصائد، في تلك الفترة كان يجهز وينفذ ألبوماً جديداً يحمل اسم «سبعة لمن» وهو عبارة عن سبع مقطوعات مُوسيقية تم تنفيذها في سورية مع الموزع صديق دمشقي الذي قام بتوزيع الأعمال الخاصة بالأستاذ طلال. * مع كل هذا الجمال في علاقتك مع طلال، لكنك لم تحدثني عن بداياتك الفنية؟ * البداية كانت مع الملحن محمد المغيص، الذي له الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في تقديم نتاجي إلى الساحة الفنية، وذلك في مطلع التسعينات من القرن الماضي، من خلال ثلاثة نصوص «ياصاحبي نم، الحب ياصاح» ولقد تشرفت بغنائها بصوته، عبر ألبومين والثالث قدمته الفنانة خلود وتحمل اسم «مابين شروق الوقت». وتعاونت مع طلال مداح -رحمة الله- في سبعة أعمال وهم «فرح العمر، مهتم، جفن الكرى، تشره علي، أعشق أنا، ماجاني منك كلام» وجميعها من ألحان محب نغم، وتوزيع صديق دمشقي ونفذت في سورية، أما السابع فكان «المشاعر» من ألحان سراج عمر. o لم تذكر الأغاني التي طرحتها قبل فترة؟ * بالفعل تعاونت مع الفنانة المغربية هدى رمز، من خلال أغنية «البارحة» ألحان سراج عمر، والسورية شام كردي في العام 2002 في أربعة أعمال «الله على حالي، ياصاحبي غاب، كلنا في الهوى سوى، لي معاكم كلام»، وجميعها من ألحان محب نغم، ولي كذلك أعمال مختلفة منها أغنية «هلا بحبيبي» للفنان رمزي عاشور، و»كثر ماني تمنيتك»، وأغنية وطنية بعنوان «ياديرة الأمجاد». *إذن لديك أعمال متنوعة ومختلفة؟ * طبعاً في الساحة الفنية تجد ما يبهرك ويزيد في إنتاجك، فقد تعاونت مع الفنان غسان شربتلي في عملين هما «أقربي مني، عطني من وقتك». وكذلك مع عباس إبراهيم في أغنية «جرح الهوى» من ألحان منصور عبدالله، وطلال سلامة في عمل وطني. وتشرفت بالتعاون مع المطرب القدير محمد عمر، وأعمال سترى النور قريباً من ألحان القدير جميل محمود. * ما رأيك بالساحة الفنية في الوقت الحالي؟ * الساحة الحالية، مثلها مثل أي ساحة فنية في أي زمن، يبقى منها الأغنية الجميلة فقط، ويذهب منها غير الجيد. جميل محمود عبدالله بن طلال مداح محمد الفريح