نؤمن جميعًا بأن أبناء هذا الوطن هم الثروة الحقيقية لتعزيز مسيرة البناء والتنمية والتطوير؛ لذا من المهم الاستفادة من الخبرات الوطنية المتنوعة وبشكل مستمر، من هذا المنطلق أقترح إنشاء برنامج خبراء السعودية -أسوة بدولة الامارات- تكون مهمته أن يعمل على استقطاب الخبرات والكفاءات الوطنية المتميزة، بحيث تشكل شبكة صلبة ومتنوعة من الخبرات الاستشارية المليئة بالتجارب والأفكار يمكن إشراكهم في صناعة القرار والاستفادة من قدراتهم وخبراتهم في تحقيق رؤيتنا الطموحة ومواجهة التحديات الوطنية سواء الحالية أو المستقبلية في مختلف المجالات لاسيما التنمية الاجتماعية، والاقتصادية، والبنية التحتية، والأمن، وكذلك في قطاع البحث والتطوير. بالإضافة إلى استقطاب الخبراء أقترح أن نستفيد منهم في إعداد وتأهيل الكوادر الوطنية من الشباب السعوديين تحت مبدأ التعليم المستمر، حتى يصبحوا خبراء في المجالات والتخصصات المتعددة تماشيًا مع الأولويات الوطنية، وذلك عبر تنفيذ برامج تدريبية فعّالة، ومن خلال عقد جلسات للعصف الذهني، ومجموعات العمل المشتركة لتطوير الأفكار؛ وبذلك ستكون فرصة رائعة لكِلا الفريقين من الخبراء والشباب، فهي ستسمح بنقل خبرات وتجارب الخبير التي اكتسبها عبر السنين إلى الشباب ليتعلموا "أسرار المهنة" بشكل أسرع، وفي نفس الوقت ستكون فرصة ذهبية للشباب بأن يعملوا بصحبة الخبير الذي يوجههم ويرشدهم بعد أن يقترب من أفكارهم ويعمل على تطويرها. إن خلق منصات جديدة للتفاهم بين أصحاب التجربة والخبرة من جهة والفكر الشاب الطموح من جهة أخرى يمكن أن تنشأ فيها فرص عمل جذابة تُسهم في بناء الوطن، وفي نفس الوقت تساعدهم في تحقيق طموحاتهم المهنية والحياتية. وفي الختام: لا شك بأننا نحتاج إلى الانفتاح على تجارب الآخرين واستلهام تجارب السابقين، وضمان نقل الخبرة من جيل إلى جيل عبر خطة منتظمة، تلتحم فيها إمكانات الشباب مع خبرات الموجهين المتمرسين في عدة مجالات لتحقق نقلة فريدة من نوعها في بناء وتطوير الموارد البشرية، ورسالة معرفة وطنية للاستفادة من تجارب الناجحين الملهمة. * باحث في علوم وهندسة المواد