أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة مركز الملك سلمان للشباب أن العالم كله الآن يعيش عصرًا مختلفًا وزمنًا جديدًا، أسلحته عديدة ومتنوعة، ولكن العصب الأساسي لكل هذا التنوع هو العلم والمعرفة. وقال سموه في كلمته التي تصدرت التقرير السنوي لمركز الملك سلمان للشباب: إن الشباب هم قاعدة كل البلدان، وهم حملة شعلتها، والأيدي التي تبني حاضرها وقادة مستقبلها؛ فلذلك كان التركيز عليهم، وهو الأساس في أي حراك تنموي وخطط طموحة لنهضة الدول وعزها ورفعتها. وفي المملكة كان وما زال سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - سدده الله ورعاه - على اتصال مباشر مع كل ما يخص الشباب، مشيرًا إلى أنه على هذه الأساسات والمعطيات جميعًا أتى مركز الملك سلمان للشباب؛ ليستمر منارة للمفهوم الجديد نحو صناعة جيل جديد من الشباب، يدعمهم لوجستيًّا، ويذلل كل المصاعب التي تعترض طريقهم وفق منهجية تحيط بأفضل وآخر الطرق التي توصلت لها العلوم المختصة في هذا المجال، فيعمل المركز على تأسيس روح المبادرة وصناعة الفرص والجرأة على خوض التجارب وفق أساليب علمية محكمة، وبرامج يوفرها المركز لمختلف المجالات التي تهم الشباب. وأوضح سموه أن كل تلك الأمور دافعها الأول والأخير النهوض بطموحات وإمكانات شباب المملكة العربية السعودية، وتقديم أفضل الظروف لهم؛ ليسهموا بشكل مباشر وقوي وسريع في نهضة وطنهم وتنميته. وقال سموه: أتطلع إلى المستقبل بتفاؤل مستقبل يصنعه شباب المملكة، ويسرني أن أشكر الداعمين وشركاء المركز وجميع الشباب كافة الذين تفاعلوا واستفادوا من نشاطاته وبرامجه السنوية والقائمين على إدارة المركز. امتداد الوطن وضع مركز الملك سلمان للشباب عام 1436ه خطة لتوسيع الانتشار والحضور في أرجاء المملكة بهدف تأصيل الهوية الوطنية لدى الشباب، ونقل المعرفة، وتقديم خدماته بالتوازي في مختلف المناطق تحت شعار الوصول إلى مجتمع شبابي قادر على بناء اقتصاد المعرفة، وذلك عبر تسليحه بالأدوات والمهارات اللازمة لرفع صرح هذا البنيان الكبير؛ ليكون عنوانًا وطنيًّا بارزًا خلال المرحلة المقبلة. واستفاد المركز في ذلك من الخطوات المتسارعة التي سار بها خلال السنوات الماضية، والتفاعل الشبابي مع برامجه وأنشطته؛ الأمر الذي مكنه من تعزيز رؤيته المستقبلية الرامية إلى التحول إلى اقتصاد متنوع مزدهر، يقوده القطاع الخاص، ومجتمع قائم على المعرفة، مع المحافظة على القيم الإسلامية والتراث الثقافي للمملكة. وقال التقرير: لقد حرص مركز الملك سلمان للشباب على أن تعم الفائدة شباب الوطن في جميع أرجائه، ورفع كفاءة الفريق ليكون جاهزًا للحضور في مختلف المناطق، ومتابعة النشاطات عن كثب مع إتاحة فرص أكبر أمام اللجان الشبابية المحلية بوصفها أبرز الجهات المستعدة لمناقشة متطلبات المناطق، والتركيز على دعم المحافظات الصغيرة، مع التوسع في المناطق ذات الكثافة الشبابية. كما لم يغفل المركز مشروع التحول الكبير في بعض المبادرات التي حظيت بإقبال واسع من جمهور الشباب، وكانت تقام ضمن نطاق المحافظات الكبرى؛ لتتحول فيما بعد إلى مبادرة وطنية بالشراكة والتعاون مع بعض الوزارات باعتبارها رافدًا مهمًّا لوصول الكفاءات والنخب الشبابية إلى دائرة اهتمام المركز وتشعباته المعرفية الداعمة لمختلف المواهب. المبادرات قدّم مركز الملك سلمان للشباب عددًا من المبادرات في مناطق مختلفة في المملكة، هي: «مجلس الشباب»: الفكرة تحفيز الشباب وتمكينهم ومناقشتهم قضاياهم وحاجاتهم، بما يمنحهم القوة والدافع للسير على طريق النجاح، وتحقيق الإنجازات التي تسهم في تطور المجتمع. والهدف نشر ثقافة المبادرة والتجارب الإيجابية، والوقوف على قصص نجاحاتهم وبداياتهم، وسبل تغلبهم على الصعوبات. «لقاء مع مسؤول»: الفكرة التحدث وجهًا لوجه مع المسؤول بما يمنح الشباب فرصة لمناقشة قضاياهم واهتماماتهم، وطرح أسئلتهم ووجهات نظرهم، بما يرفع من ثقافتهم في مجالات مختلفة، ويعطيهم انطباعًا إيجابيًّا عن دورهم ومكانتهم في خطط الجهات الحكومية والخاصة. والهدف فتح قنوات تواصل بين المسؤول والشباب المتخصصين في مجالاتهم. «الدورات التدريبية»: الفكرة الاطلاع على الجديد في مختلف المجالات، وتطوير المهارات بشكل دوري، بما يمنح الشباب الخبرة اللازمة والثقة، ويعطيهم قوة دفع نحو الابتكار والإبداع، وتحقيق مستقبل مشرق؛ لذلك كانت الدورات التدريبية جزءًا أصيلاً من عمل مركز الملك سلمان للشباب، يسهم في رقي الأداء، وجني الثمار اليانعة. والهدف تزويد الشباب بسلاح المهارات والخبرات اللازمة لتحقيق الكفاءة في الأعمال، وتمكين وتوجيه الشباب وفقًا لأحدث التقنيات الإدارية في العالم. «اللقاء الإرشادي»: الفكرة البدء في أي نشاط أو عمل يحتاج إلى معرفة معلومات وافية عنه؛ ولذلك كان «اللقاء الإرشادي» نشاطًا دوريًّا من أنشطة مركز الملك سلمان للشباب، يراهن من خلاله على تهيئة الشباب لخوض تجارب خلاقة، وتطوير أدائهم المهني عبر اطلاعهم على تجارب ملهمة وخبرات متخصصين في مجالات عدة. والهدف تقديم استشارات مجانية للشباب، تسهم في رفع مستواهم المهني، وذلك عن طريق مستشارين متخصصين، وتعزيز الخبرات عبر نقل التجارب الإبداعية، وتوضيح أهمية التخطيط الاستراتيجي في مجال الأعمال. البرامج الشبابية يسعى المركز إلى تمكين الشباب نحو حياة أفضل عبر التوجيه والتطوير والسعي لتسخير الجهود والإمكانات نحو تحقيق تطلعاتهم، التي من شأنها بناء مجتمع متقدم متطور، يضاهي مجتمعات العالم. وعمد لتحقيق هذه الغاية إلى استحداث «البرامج الشبابية» التي تهدف بشكل أساسي إلى تحقيق تطلعات الشباب في مجالات متعددة، والتغلب على العقبات التي تعترض مسيرة تقدمهم وتحقيق ذاتهم، وهي: برنامج «ثقافة العمل الحر»: الفكرة عدد كبير من الناجحين لم يلتحقوا بوظائف تقليدية، بل ساروا على طريق العمل الحر لبناء أمجادهم؛ ولهذا اهتم مركز الملك سلمان للشباب بتعزيز روح المبادرة لدى طلبة المدارس في المرحلة الثانوية، وتحفيزهم لتبني ثقافة العمل الحر؛ ما يسهم في إيجاد جيل يجسد الأفكار الريادية التي تعزز مفهوم الاقتصاد المعرفي. برنامج «تأهيل اللجان الشبابية»: الفكرة اللجان الشبابية التابعة لإمارات المناطق تمثل محور ارتكاز للأنشطة التي تستهدف الشباب وتستثمر قدراتهم؛ ولهذا اهتم مركز الملك سلمان للشباب بتحفيز وتدريب أعضاء تلك اللجان، واكتساب المهارات اللازمة للاستفادة من طاقات الشباب بالشكل الأمثل. برنامج «تطلعات الشباب»: الفكرة تسليط الضوء على قضية تهم الشباب، وإيجاد حلول لها عبر ورش عمل، تستضيف متخصصين ومهتمين ومسؤولين، يحددون المعوقات، ويضيفون التوصيات التي ترفع إلى الجهات ذات العلاقة؛ ما يسهم في اختصار المسافات، والمضي قدمًا في بناء المجتمع. المبادرات الشبابية المجتمعية: الفكرة ترسيخ قيمة المبادرة في أوساط جيل الشباب، ودعمهم وتحفيزهم، وحثهم على العمل التطوعي وابتكار الأفكار الخلاقة والحلول غير التقليدية لبعض المشكلات، بما يسهم في رقي المجتمع، ويدفع مسيرة تطور الوطن وتقدمه؛ ولذلك ابتكر مركز الملك سلمان للشباب «المبادرة المجتمعية الشبابية»؛ لتكون حافزًا وداعمًا ل»جيل المستقبل» في إبداع المبادرات التي تفيد المجتمع. والهدف دعم المبادرات الشبابية، والمساهمة في الوعي المجتمعي، ونشر ثقافة التطوع المتخصص والمساهمة الإيجابية في المجتمع. حاضنة الأمير محمد بن سلمان للإعلام الرقمي تميزت بتركيزها الكبير على إيجاد الصفات الحقيقية في رائدة الأعمال المتقدم بدلاً من خطة الأعمال الأكثر إثارة للإعجاب. الرؤية: أن تكون حاضنة أعمال رائدة في تقديم خدمات متميزة لتحفيز ودعم شباب الأعمال في المملكة في مجال الإعلام الرقمي. ورسالتها المساهمة في توفير سبل دعم شباب الأعمال، والمساعدة في إطلاق شركات ناشئة متخصصة في الإعلام الرقمي لتلبية احتياجات السوق السعودي خصوصًا، والمنطقة عمومًا. والهدف: دعم صناعة الإعلام الرقمي في المملكة من خلال تأسيس شركات متخصصة في هذا المجال عن طريق توفير بيئة ملائمة وخدمات استشارية متخصصة لتحقيق نجاحها. وتم الاتفاق على تحديد مسارات الإعلام الرقمي في حاضنة الأمير محمد بن سلمان في المجالات الآتية: الإنتاج المرئي، إدارة قنوات التواصل الاجتماعي، والمحتوى الإلكتروني، وتطوير تطبيقات الأجهزة الذكية. برنامج «الزيارات العالمية للشباب» يرتب المركز سلسلة رحلات سنوية لشباب الأعمال السعوديين المبادرين بهدف استشراف واقع ريادة الأعمال حول العالم بالتنسيق مع مجالس الأعمال في عدد من الدول المتقدمة، ومنحهم الفرصة للحصول على المعرفة، وتكوين علاقات عمل مثمرة، وتبادل الخبرات، واستقطاب الأفكار المناسبة لهم، إضافة إلى عقد المركز تحالفات مع الجهات الداعمة لريادة الأعمال في تلك الدول. وبدأت فكرة هذه الرحلات عام 2010م، كبادرة من المركز، وتتسم كل رحلة منها بطابع عام، يحدد جدول أعمالها، كما يتم التنسيق والإعداد لها على مدار العام لضمان نجاح البرنامج النهائي، والتنوع في الزيارات والأماكن. ومن الرحلات: رحلة شباب الأعمال إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. «المشاركات الخارجية» حرص المركز على الانتشار خارج حدود المملكة؛ وذلك إيمانًا منه بأهمية الحضور والمنافسة ضمن أبرز المنصات الإقليمية والدولية ذات الصلة برعاية الشباب، إضافة إلى حرصه على نقل اهتمام ومحبة الوطن لشبابه في بلاد الاغتراب، وتقديم صورة مشرفة لبلدهم عبر الحضور في مختلف المعارض والندوات ذات الصلة بالتعريف بمزايا وإبداعات شباب الوطن. وبرز المركز هذا العام عبر المشاركة في جائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام والرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية ورئيس المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بالإمارات العربية المتحدة لأبرز المنظمات التي تعنى بالشباب، إضافة إلى مشاركة المركز ضمن جناح في معرض وندوة أُقيما في الولاياتالمتحدةالأمريكية للوقوف بجانب أبناء الوطن من الشباب المبتعث، ومناقشة آرائهم وتطلعاتهم. مبادرة «خطط» أطلق المركز مبادرة «خطط» التي تهتم بتوعية الشباب بأهمية ودور التخطيط في حياتنا لتحقيق النجاح والإنجاز. ويعد ملتقى «خطط» أول منتجات المبادرة، وهو ملتقى معرفي، استضاف المركز فيه نخبة من الخبراء والمختصين للحديث حول التخطيط وصناعة النجاح وتسليط الضوء على أبرز المهارات التي تسهم في رسم مستقبل أفضل للشباب من خلال الوعي، وزيادة المعرفة، وإكسابهم مهارة التخطيط الإيجابي. وشهد عام 2015م إقامة 3 ملتقيات، أولها في محافظة جدة، ثم الدمام، وآخر محطات ملتقى «خطط» كانت للسيدات بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالرياض. وحقق الملتقى أهدافه، وتجلى ذلك من خلال تفاعل أكثر من 7 آلاف شاب وشابة، استفادوا واستمتعوا بما قدمه المتخصصون من أفكار وتجارب ورؤى، تأخذ بأيديهم، وتسهم في بناء شخصياتهم ومستقبلهم من خلال التخطيط المستنير والقائم على أسس علمية سليمة. الإعلام والنشر حضر مركز الملك سلمان للشباب عام 2015م إعلاميًّا من خلال دعم مشاريع الشباب الهادفة، ونشرها عبر وسائل الإعلام. وأصدر المركز العديد من المطبوعات، منها «مجلة شباب الأعمال»، وسلسلة كتب «شباب ناجحون» الجزء الخامس، وإصدارات «مبادرة المؤلف الشاب» في دورتها الثالثة. وتأتي مبادرة المؤلف الشاب لاستقطاب الشباب المبدعين في مجال الكتابة والتأليف، إلى جانب إعلان أغلب فعالياته وأنشطته في وسائل الإعلام المختلفة، وعمل التغطيات اللازمة لها في وسائل النشر كافة. الإعلام الرقمي حرص المركز على الحضور في جميع برامج ومواقع التواصل الرقمي، مثل «تويتر» و»فيسبوك» و»انستقرام»، والاهتمام بما وصلت إليه التقنية الاجتماعية، وخصص لها بعضًا من مبادرته. كما عمل المركز على المشاركة في جميع البرامج التي تهم الشباب، إضافة إلى استحداث برامج جديدة هذا العام، وهي «سناب شات» و»ساوند كلاود» و»لينكد إن».