استمعت إلى مقطع يتحدث عن تأثير عدم التهذيب على الناس. هذا المقطع ذكرني بموضوع مهم كنت وضعته في قائمة الانتظار للمقالات يتعلق باختيار العبارات الإيجابية في الحوار مع الآخرين. المقطع يتحدث عن تأثير الفظاظة وعدم الاحترام مثل السخرية ومضايقة الآخرين وإطلاق النكات المهينة. المتحدثة في هذا المقطع درست هذا التأثير على الأداء. الدراسة شملت خريجين من كليات إدارة الأعمال يعملون في قطاعات مختلفة. تم توزيع استبيان عليهم يتضمن الطلب من المشاركين كتابة عبارات عن تجربة واحدة تعرضوا فيها للإهانة أو التعامل الفظ والإجابة على أسئلة تتعلق برد الفعل. ذكر أحدهم أن المدير وصف عمل أحد الموظفين بأنه عمل أطفال. ومدير آخر مزق عمل أحد الموظفين أمام فريق العمل. وجدت الدراسة أن عدم التهذيب يؤدي إلى انخفاض مستوى الحماسة ويصبح الموظفون أقل تحفيزاً. 66 % تقلص نشاطهم، 12 % تركوا وظائفهم، 80 % أضاعوا وقتهم في القلق حيال ما حدث. وأشارت الدراسة إلى أن إحدى الشركات تقول: إن عدم التهذيب يكلفها 12 مليون دولار سنوياً. وصفت المتحدثة في المقطع أن عدم التهذيب مثل الجرثومة المعدية تؤثر حتى على المحيطين بحالات عدم التهذيب. العبارات الإيجابية التي تتسم بالتهذيب في التواصل بين الناس يمكن ملاحظتها في المناقشات العلمية وفي الاجتماعات العملية، وفي توجيه النقد. خذ مثلاً هذه العبارة: أتفق مع الطرح الجميل للأستاذ..، وأتمنى منه أن يراجع الفقرة.. إلخ. لاحظ البداية الإيجابية للنقد ثم لاحظ كيف تم طرح الرأي المخالف أو النقد. منتهى التهذيب. ومثال آخر: طرح الأستاذ.. نقاطاً جيدة وأسئلة منطقية، ولعلنا من خلال النقاش نتبادل الرأي حول هذه النقاط ونجيب على تلك الأسئلة. أما المدير المهذب فسوف يناقش أداء الموظف محافظاً على الخصوصية، وسوف يبدأ التقييم بالإيجابيات، ويركز على تطوير الأداء وليس النقد الشخصي.