تتطلع سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى طرح عطاءات من أجل تهويد تخوم مسجد الحرم الإبراهيمي في الخليل، وذلك بحسب طلبات الجماعات الاستيطانية التي تنفذ مشاريع تهويدية في البلدة القديمة وتخوم الحرم. ويأتي ذلك، بعد أن أنهت ما تسمى "لجنة الاعتراضات" التابعة للإدارة المدنية التابعة لسلطات الاحتلال تلقي الاعتراضات فيما يتعلق بمشروع بناء مصعد وممر وحديقة للمستوطنين على أراض وقفية وبملكية فلسطينية بمحاذاة المسجد الإبراهيمي. وفي خطوة شكلية ومحاولة لإضفاء قانونية على المشاريع الاستيطانية، ناقشت سلطات الاعتراضات التي قدمتها بلدية الخليل ومنظمات يسارية جرى النظر فيها ورفضها جميعاً، ما يفتح الباب أمام طرح عطاءات للبدء بالبناء التهويدي. ويدور الحديث عن بناء مصعد وممر خاص بالمعوقين من اليهود والمستوطنين بمحاذاة المسجد، لتسهيل عملية اقتحامه، وقد تمّ تخصيص مليوني شيكل حتى الآن لتمويل المشروع التهويدي. وكانت مجموعة من المستوطنين بحماية جيش الاحتلال وضعت رمزاً تلمودياً "شمعدان" كبيراً على سطح المسجد الإبراهيمي. وأفاد مدير المسجد الإبراهيمي حفظي أبو سنينة، في حينه، أن المستوطنين وضعوا الشمعدان على سطح المسجد لإحياء أحد الأعياد اليهودية، معتبراً أن هذا العمل اعتداء صارخ، وتعدٍ خطير، واستفزاز لمشاعر المسلمين، مؤكداً أن المسجد الإبراهيمي مسجد إسلامي خاص بالمسلمين. وتأتي عمليات التهويد المتسارعة بناء على تعليمات أصدرها وزير الأمن السابق نفتالي بينيت، وتضمنت توجيهات بسرعة إنجاز المشروع الذي يشمل إنشاء موقف سيارات ومصعد ومسارات تخدم المقتحمين للمسجد. وسبق أن حصل المخطط على مصادقة السلطات القضائية، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. ويهدد المشروع الاستيطاني بوضع يد الاحتلال على مرافق تاريخية قرب المسجد الإبراهيمي وسحب صلاحية البناء والتخطيط من بلدية الخليل ومنحها لما تسمى بالإدارة المدنية التابعة لسلطات الاحتلال. ويسيطر الاحتلال على 60 % من مساحة المسجد، ولا يسمح للفلسطينيين بدخوله، إلا بعد إجراءات أمنية مشددة على مداخله، كما يمنع رفع الأذان في أوقات عديدة بذريعة إزعاج المستوطنين داخل البلدة القديمة. واستولت سلطات الاحتلال على القسم الخلفي من المسجد الإبراهيمي لصالح المستوطنين بعد تنفيذ المستوطن باروخ غولدشتاين مجزرة بحق المصلين في المسجد فجر 25 فبراير 1994، وهي المجزرة التي أسفرت عن استشهاد 29 فلسطينياً وإغلاق قلب الخليل المتمثل في البلدة القديمة حتى اليوم.