الفلسفة في يومها العالمي تذكرنا بالتفلسف، هذا التفلسف الذي يفتح لنا مجالًا شاسعًا نحو الثقافات والحضارات. الفلسفة في يومها العالمي تذكرنا بأهمية التفكير الفلسفي، إننا نفكر فلسفيا في كل شيء، نفكر فلسفيا في الوجود، في الكون، في الذات، تفكيرنا الفلسفي هو ثمرة الفلسفة، ونحن نقرأ الفلسفة فإن همنا الأساس منها أن نفكر فلسفيًا. والفلسفة في يومها العالمي تنبئنا عن أهمية التعددية في تراثنا وفي واقعنا، فالفلسفة تفتح لنا مجالًا نحو الكليات، نحو العموميات التي يشترك فيها البشر في كل ثقافاتهم وأديانهم وحضاراتهم، إذ أن الفلسفة كانت تبدأ بالكلي المشترك، تبدأ بما يشترك به البشر فيما بينهم، لذلك فالفلسفة تحثنا نحو التعددية وقبول المخالف وبناء جدل دائم معه. ولعل الفلسفة في يومها العالمي تذكرنا بأهمية التفكير الفلسفي الذي يقوم على ركيزة التعددية وتقبل المخالف، هذه الركيزة التي اعتمد عليها الفلاسفة على مر تاريخهم الفلسفي، فالفلسفة تزحزح التعصب ضد المخالفين وتمنحنا فرصة الحوار والنقاش، إما للإقناع وإما لمجرد توضيح نقاط الاختلاف. الفلسفة في يومها العالمي تحيلنا إلى تراثنا العربي الزاخر بالتفكير الفلسفي المنفتح على شتى الثقافات والحضارات، يونانية وغيرها، تراث أنتج (حي بن يقظان)، و(فصل المقال)، وأنتج (المقابسات)، و(تدبير المتوحد)، تراث أبدع فيه ابن سينا، وابن الهيثم، وأبدع فيه ابن رشد، وابن باجه، هذا التراث الذي لم ينفك عن الفلسفة حتى يومنا هذا بدرجات متفاوتة.