كان تصريح سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد حفظه الله، عراب الرؤية وملهم الشباب، ضافياً ووافياً وشمل جميع المجالات الحيوية التي تهم المواطنين وشؤونهم الحياتية المختلفة، ووضع النقاط على الحروف، حيث بين مسار العمل الحكومي في أكثر من مجال واتجاه، والتطور الذي حدث خلال الأربع سنوات الماضية. وقد ذكر سموه حفظه الله في مجمل حديثه أن المملكة جاءت ضمن أفضل عشر دول في العالم من حيث التعامل مع تبعات كورونا الاقتصادية، وأن اقتصاد المملكة يعد أحد أكبر وأهم اقتصادات العالم ونسعى بجدية لمضاعفة حجمه وتنويع مصادر الدخل، كما أن صندوق الاستثمارات العامة يعتبر محرك رئيس وذراع أساس في نمو الاقتصاد السعودي. لم يغفل سموه أهمية الحرب على الفساد، وذكر أنه عدو التنمية الأول، وقد انتشر كالسرطان في السنوات الماضية، وتم تحصيل مبلغ 247 مليار ريال مما يشكل 20% من اجمالي الايرادات غير النفطية، فضلاً عن أصول اخرى تم نقلها لوزارة المالية، وأكد سموه أن الحساب سوف يكون مؤلم وعسير لكل من تسول له نفسه بالتعدي على المال العام. وتحدث سموه حفظه الله بحس المواطن عندما قال «ومع ألمنا الشديد لإلغاء بدل المعيشة، إلا أننا نجحنا في الحفاظ على رواتب المواطنين وأغلب البدلات والعلاوات» وهذا يدل على اهتمام سموه المباشر بالحالة المادية للمواطن السعودي، وتحسين دخله، وأنه محور اهتمام القيادة حفظها الله. كان سموه قد أعطى وعداً عام 2017 باجتثاث الارهاب والقضاء على التطرف وخطاب الكراهية، وقد تحقق هذا فعلياُ ولله الحمد على أرض الواقع، حيث لاحظ الجميع انحسار العمليات الارهابية بشكل كبير جداً، كما أن المواطن السعودي أصبح على وعي تام بما يحاك ضده من مؤامرات ودسائس من الفئات المتطرفة. وحول التوظيف والبطالة ذكر سموه، أن رؤية المملكة 2030 تستهدف تخفيض نسبة البطالة إلى 7%، والعمل جاري على قدم وساق لتحقيق ذلك، كما أوضح سموه أن التوظيف يأتي على رأس أولويات الحكومة، مما يعني اهتمام الحكومة بإيجاد فرص عمل واعدة للشباب من الجنسين بمشيئة الله. وفي مجال تمكين المرأة، فقد تحقق الكثير على أرض الواقع وشهده العالم اجمع، ومنها على سبيل المثال لا الحصر قيادة السيارة ، كما تولت المرأة مناصب قيادية رفيعة في الحكومة داخل وخارج المملكة، وارتفعت نسبة مشاركتها في سوق العمل الى 31%‘ فضلاً عن ما تقوم به من أدوار ريادية وقيادية في مجالات كثيرة ومتعددة. كما تطرق سموه الى برامج رؤية 2030 المرتبطة بالقطاعات الخدمية الأساسية، وذكر منها الاسكان وكيف كان المواطن ينتظر سنوات طويلة لكي يحصل على القرض العقاري، مقارنةً بما يحدث اليوم من قفزة نوعية في هذا القطاع وارتفاع نسبة تملك المواطنين للمساكن الى 60 % وتحقيق المستهدف في هذا القطاع. وفي قطاع الثقافة، فقد تم تاسيس 11 هيئة ثقافية وفنية، تنظم المشهد الثقافي في المملكة، لكي يسهم في التنمية الثقافية والفنية وتطويرها، ونشر الثقافة كنمط وأسلوب حياة في المجتمع السعودي، وليس هذا فحسب فقد شمل حديث سموه العديد من المجالات الهامة التي لا يتسع المقام هنا لذكرها جميعاً. حفظ الله الوطن الغالي في ظل قيادته الرشيدة، مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو سيدي ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، والى مزيد من التقدم والتطور في المجالات العلمية والعملية كافة، لكي نواصل مسيرة البناء والنماء ونقارع الأمم الأخرى في دروب العلم والعمل. *أستاذ نظم الحكومة الإلكترونية والمعلوماتية بجامعة الملك سعود