ليس شرطاً أن يكون ممارس الإعلام متخصصاً أكاديمياً، فقد نرى الطبيب والمهندس والمحامي والمعلم وغيرهم من أصحاب المهن المختلفة يمارسون الإعلام، فالمذيعين والكتّاب أغلبهم ليس معهم شهادات إعلامية، لكنهم أثبتوا قدراتهم عندما سنحت لهم الفرصة، كذلك قد نجد بعض خريجي الإعلام يعملون في مجالات بعيدة عن تخصصاتهم، ومنهم لم يطور ذاته، ومنهم أيضاً من درس في الجامعة دون شغف، أو اعتبر التخصص سهلاً، لا سيما أن دراسة الجامعة تعتمد على المفاهيم النظرية فقط، ليبقى الرهان الأكبر هي الممارسة على أرض الواقع، كذلك يبقى الجمع بين الجانب النظري والتطبيقي مهماً، وهو ما يجعل من الشخص مميزاً في عمله الإعلامي. وعلى الرغم أن الإعلام يُعد هواية وشغف، إلاّ أن تعلم التخصص أكاديمياً يكمل الباقي، وهنا لابد للإعلامي أن يكون ملماً بأخلاقيات الإعلام وأبجدياته ومفاهيمه، فالجانب النظري يدعم الجانب التطبيقي، لكن لابد من الممارسة، فما نتعلمه يُعد قطرة من بحر، والفرص أنت من يذهب لها، وليست هي من يأتي إليك. وقال أحمد السويري -أخصائي مختبرات طبية-: إن بدايته في الوسط الإعلامي كانت في المرحلة الثانوية من خلال تصويره للأنشطة الصيفية والمهرجانات الثقافية وتوثيقها، حيث كانت هوايته منذ الصغر، مضيفاً أنه كان انطوائياً -بيتوتياً- إلاّ أن التواصل مع الآخرين والجرأة صقلت موهبته حتى استقطبه أحد الاعلاميين وبدأ كمراسل ميداني لأحد القنوات، ثم كاتباً في أبرز الصحف المحلية، ليتدرج في إعداد البرامج التلفزيونية، بعد ذلك الالتحاق بالعديد من الدورات الإعلامية في دول عربية مكنته من تطوير ذاته إلى أن أصبح حالياً مقدم برامج ومدرب إعلامي بمركز الحوار الوطني، وهو بصدد إصدار أول كتاب له عن مشواره الإعلامي. وأوضح عثمان بن عقيل -أصول دين- أن بدايته في مجال الإعلام نابعة عن حُب وشغف في صناعة المحتوى، خاصةً التقارير الصوتية وكتابة المحتوى، مضيفاً أن بداياته كانت من الإذاعة المدرسية في المرحلة المتوسطة، حيث لفت انتباه بعض معلميه الذين أشادوا به وصقلوا موهبته، فأصبح لديه دافع معنوي، ليبدأ بتسويق نفسه في وسائل التواصل الاجتماعي، خاصةً مع الإعلاميين البارزين، إلى أن أتيحت له أول فرصة تدريبية عبر أحد القنوات الفضائية في إعداد البرامج، حيث واجه صعوبات في بداية تجربته العملية، إلاّ أنه لم يلبث كثيراً حتى فشل في أول تجربة له، لكنه لم ييأس ولم يستسلم وأصر على حضور الدورات التدريبية والمواصلة في التعلم الذاتي. وذكر أنه حصل على فرصة إعلامية أخرى بالقناة ذاتها في مجال العلاقات العامة، لكن دون مقابل مادي، واستمر على هذا الحال إلى أن وصله عرض في قناة أخرى في المجال ذاته، ولم يستمر كثيراً حتى حصل على عرض أفضل في قناة أخرى بوظيفة مراسل، لافتاً إلى أنه تدرج إلى معد تقارير ومن ثم مقدم برامج، وهو حالياً في صدد إنشاء مشروع خاص به في مجال إعداد التقارير الصوتية Voice Over. من جهته قال خالد الغامدي: إن مشاهدة البرامج التلفزيونية بكثره أوجد لديه شغف بالمذيعين والاقتداء بهم، حيث كانت بدايته في الجامعة عندما كان متخصصاً في التسويق الذي كان مقارب نوعاً ما للمجال الإعلامي، خاصةً كتابة المحتوى، ولم يستمر في التخصص سوى فصل دراسي وحيد، بعدها اتجه إلى قسم الاذاعة والتلفزيون لكنه أيقن أن أغلب ما يدرسه نظري بحت، فالتخصص يحتاج إلى الممارسة الفعلية، ومع ذلك لم يستمر في الجامعة، وخرج منها، حيث عمل في عدة جهات خاصة بمسمى كاتب محتوى، من ثم انتقل الى قناة فضائية كمعد برامج تلفزيونية، مشيراً إلى أنه لم يتوقف طموحه، حيث قرر أن يدرس الإعلام من جديد لكي يساند عمله ومجاله الذي يتطلب الإلمام بالجانب النظري والتطبيقي معاً. أحمد السويري عثمان بن عقيل