أرجع مدير مجمع الأمل في المنطقة الشرقية د. محمد الزهراني اتساع دائرة التعصب في المجتمع السعودي، إلى انتشار الجهل والحاجة إلى الانتماء، مؤكداً أن هناك أسباباً فردية وبيئية للتعصب، ما ينتج عنها الشعور بالنقص والبحث عن الهوية وعدم الثقة بالنفس، ما يزيد من جدوى التعصب، ومن هذه الأسباب البيئية الأسرة وأساليب التنشئة. وقال د. الزهراني، خلال تقديمه ورقة عمل في محور (التعصب ودوره في الأمن الفكري)، ضمن دورة بعنوان (الأمن الفكري والوحدة الوطنية) نظمتها رئاسة أمن الدولة ممثلة في مباحث المنطقة الشرقية: إن من أشكال التعصب أيضاً التعصب الاجتماعي مثل الشيلات والانتماءات مثل إطلاق منتجات تجارية بمسميات قبلية، ويجب الحذر منها، بالإضافة إلى التعصب السياسي وما يؤديه من تفرقة بين الشعوب، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن التعصب الديني على مستوى الديانات أو على المذاهب الأشد على المجتمعات لأنه مكون رئيس لدى الناس ويتبنونه، ومنها تكمن الخطورة، وبالتالي سيكون له أثر كبير حيث يعتقد المتعصبون أن المفاهيم الدينية لا تناقش، ولذلك يقوم على أسس ومعتقدات خاطئة وجميع أشكال التعصب يقود إلى نتيجة واحدة. وتطرقت الورشة لمفاهيم الأمن الفكري وأهميته والنتائج الإيجابية للمحافظة على الأمن الفكري وكذلك تطرقت للعوامل والآثار السلبية لانعدام الأمن الفكري وأدوار المؤسسات في التنشئة الاجتماعية مثل المدرسة والأسرة والمسجد ووسائل الإعلام والاتصال الإلكتروني في تعزيز الأمن الفكري وما يترتب عليه من استغلال خاطئ لهذه المؤسسات ودور المملكة في حماية الوطن من التطرف. وقدم المقدم صالح الغامدي، مساعد رئيس برنامج الرعاية والتأهيل، نبذة عن برنامج الرعاية والتأهيل "بناء" وماهيته خاصة أنه برنامج وطني تشرف عليه رئاسة أمن الدولة يعمل على تعزيز الانتماء والوحدة الوطنية وينطلق لتحقيق رؤيته التي تهدف إلى الحد من التطرف وبناء السلم المجتمعي وبناء المهارات السلوكية والمعرفية التي تضمن التكافل والتضامن الاجتماعي. وأكد منهال الجلواح، منسق التدريب، أن هناك تنسيقاً مع إدارات التعليم بالشرقية لتنظيم ورش عمل تستهدف القادة التربويين وقادة المدارس وذلك ضمن الشراكة الموجودة مع البرنامج وإعداد المواد المناسبة بالتنسيق مع اللجنة الاستشارية والأقسام الأخرى. وتطرق د. أحمد فاضل، لأهمية الأمن الفكري وأخذها في الاعتبار، إضافة إلى العوامل الإيجابية والسلبية للتطرف الفكري، كما كان المحور الرابع حول الأمن الفكري والمواطنة وقبول الآخر إضافة إلى ركائز المواطنة وأهميتها كما أن العوامل التي تساعد على قبول الآخرين واختلافهم وصولاً إلى آثار الاختلاف ومدى تحقيق القبول.