أكد نائب وزير التعليم للجامعات والبحث والابتكار د. محمد أحمد السديري، أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -، وتوجيهات ومتابعة من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله -، بذلت الغالي والنفيس منذ بدء جائحة كورونا لأجل صحة وسلامة المواطنين والمقيمين، واتخذت سلسلة من القرارات والإجراءات التي أشاد بها العالم، وتكاتفت جميع القطاعات الوطنية مع الأجهزة المعنية لتطبيقها والحد من آثارها على الأصعدة كافة. المملكة أنموذج مشرق في مواجهة كورونا والحفاظ على سلامة المواطن والمقيم وقال د. السديري في افتتاح ملتقى التكامل المعرفي لمواجهة جائحة كورونا الذي تنظمه وزارة التعليم بمشاركة 45 متخصصاً وباحثاً، أمس الاثنين، والذي سيستمر لعدة أسابيع: في ضوء ما يواجه العالم اليوم من تحديات متداخلة ومعقدة أعادت تعريف أساليب حياتنا وأعمالنا وتعلمنا، فإن الحاجة أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى للعمل بجد للحد من التداعيات والنهوض بأدوارنا والمضي قدماً نحو تحقيق رؤيتنا والارتقاء بأجيالنا الحاضرة والقادمة وحمايتها. وأكد د. السديري على أن وزارة التعليم ومنذ بدء الجائحة، قدمت دوراً ريادياً في دعم البحوث التطبيقية المتعلقة بفيروس كورونا المستجد، وتعزيز الشراكة مع الجهات الوطنية ذات الصلة بمجالات الأبحاث ذات الأولوية الوطنية، وتوظيف البحث العلمي واستثمار القدرات البحثية لمنسوبي الجامعات والمراكز البحثية والمستشفيات الجامعية في إيجاد حلول علمية تساهم في التعاطي مع هذه الجائحة والحد من آثارها، وتوحيد ودعم جهود العلماء والباحثين في الجامعات، ونظمت عدداً من الملتقيات والورش العلمية المتخصصة لتعزيز التعاون البحثي وجمعهم بالداعمين ومتخذي القرار والوقوف على احتياجاتهم وتمويل أبحاثهم، مشيرًا إلى أن هذه الجهود ساهمت في احتلال المملكة المرتبة العشرين على مستوى العالم في النشر العلمي عالي الجودة في كافة مجالات وفروع المعرفة ذات الصلة بفيروس كورونا. دور فاعل للباحثين من الجامعات السعودية من جانبه، أكد وكيل وزارة التعليم للبحث والابتكار د. ناصر العقيلي، أن وزارة التعليم تهدف من خلال الملتقى تقديم منصة استشرافي للمستقبل واحتياجاته في عدة مجالات رئيسة متأثرة بالجائحة للعالم أجمع، كاشفاً عن الدور الفاعل للباحثين من الجامعات السعودية خلال هذه الجائحة واستمرارهم في دفع عجلة البحث والابتكار بمساهمتهم بأكثر من 80 % من الأبحاث العلمية المميزة التي ارتقت بترتيب المملكة في النشر العلمي على مستوى العالم. وقال: لعل من أبرز الدلالات التي تميز باحثينا في الجامعات وقدرتهم على التكيف مع الظروف والمتطلبات الوطنية، هو تلقي اللجنة المنظمة للملتقى - خلال فترة استقبال المشاركات التي لم تتجاوز 3 أسابيع - أكثر من 140 بحثاً علمياً شارك فيها 136 باحثاً ينتمون إلى 37 جهة منها 17 جامعة محلية و9 مراكز أبحاث وجهات وطنية أخرى، بالإضافة إلى مساهمة الباحثين من 11 جامعة دولية في هذه الأبحاث، وتمثل هذه الإحصاءات دلالة واضحة على نضج منظومة البحث والابتكار في جامعاتنا الوطنية وقدرتها على التكيف مع المتغيرات العالمية والاحتياجات البحثية، وتضع على عاتقنا في وكالة البحث والابتكار مسؤولية دعمها وزيادة مستوى جاهزيتها وتذليل الصعوبات وتمكينها من تحقيق رؤيتها والوصول إلى مستويات أعلى كمراكز للمعرفة والابتكار. 60 قراراً محورياً لمواجهة الجائحة وشهد اليوم الأول من الملتقى عدة جلسات تناولت الدراسات الاجتماعية والنفسية المرتبطة بجائحة كورونا حيث استعرضت عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان د. الجوهرة فهد الزامل تجربة المملكة الناجحة في مواجهة جائحة كورونا، مشيرة إلى أن المملكة أصدرت 60 قراراً محورياً لمواجهة الجائحة وتميزت بسرعة إصدار القرارات والتنفيذ وتشكيل لجنة من 24 جهة لمواجهة الجائحة. وأشادت د. الزامل بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - دول مجموعة العشرين لعقد قمة استثنائية لتنسيق الجهود لمواجهة الجائحة والتي أسفرت عن ضخ 5 تريليونات دولار في الاقتصاد العالمي لمواجهة الجائحة وتخصيص مبالغ لدعم الدول الفقيرة لمساندتها في مواجهة جائحة كورونا. 16 % نسبة العنف الأسري خلال الجائحة من جانبه، أكد الأستاذ المساعد واستشاري الطب النفسي والعميد المشارك بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية د. مشعل العقيل، على أهمية مواجهة التداعيات النفسية لجائحة كورونا على المجتمع والممارسين الصحيين، كاشفاً عن دراسة محلية أجريت على المجتمع والممارسين الصحيين وشملت أطباء مقيمين في عدة دول وارتفاع الاحتراق الوظيفي لديهم وعلى طلاب وطالبات الجامعات السعودية، مشيراً إلى أن الدراسة أشارت لوجود قلق بنسبة 41 % والاكتئاب بنسبة 49 % والضغط 87 % والأرق 41 % فيما تمنى الموت والتفكير بالانتحار 22 % من عينة الدراسة. وأشار إلى أن الأرقام للدراسات في أربع دول شملت المملكة والصين وإيطاليا وإسبانيا كشفت أن نسبة الاكتئاب بسبب الجائحة في المملكة بلغ 20.9 % وبلغت نسبة القلق 17.5 % والضغوط 12.6 % والأرق 17.3 %، كما كشف عن دراسة أجريت على أطباء العيون في المملكة كشفت تسجيل نسبة 29 % اكتئاب و38.3 % قلق و15 % أرق فيما بلغت نسبة الشعور بالضغط النفسي البسيط 28 % والمتوسط 68.2 % والشديد 3.7 %، وأشار لوجود العديد من مبادرات الدعم النفسي المجتمعية من برامج الدعم والمدن الطبية والمستشفيات والجمعيات الخيرية والجامعات. وكشف د. العقيل عن دراسة شملت 2000 امرأة متزوجة وركزت الدراسة على العنف الأسري خلال أزمة كورونا حيث كشفت أن نسبة العنف بلغت 16 % وأظهرت الدراسة زيادة حدة العنف وانخفاض نسبتها مقارنة مع فترات سابقة. 45 باحثاً ومتخصصاً مشارك في الملتقى