قتل أسرة وحرق منزلها    أمريكا.. اكتشاف حالات جديدة مصابة بعدوى الإشريكية القولونية    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على انخفاض    مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة يرحب باعتماد الجمعية العامة قرار سيادة الفلسطينيين على مواردهم الطبيعية    وزير الحرس الوطني يستقبل وزير الدفاع البريطاني    أمين الأمم المتحدة يؤكد في (كوب 29) أهمية الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية    إصابات بالاختناق خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة الخضر جنوب بيت لحم    هيئتا "السوق المالية" و"العقار " توقعان مذكرة تفاهم لتنظيم المساهمات العقارية    الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يدعو الدول الأعضاء إلى نشر مفهوم الحلال الأخضر    «قمة الرياض».. إرادة عربية إسلامية لتغيير المشهد الدولي    الحكم سلب فرحتنا    «خدعة» العملاء!    الخرائط الذهنية    جرائم بلا دماء !    عبدالله بن بندر يبحث الاهتمامات المشتركة مع وزير الدفاع البريطاني    احتفال أسرتي الصباح والحجاب بزواج خالد    6 ساعات من المنافسات على حلبة كورنيش جدة    عاد هيرفي رينارد    «السوق المالية»: تمكين مؤسسات السوق من فتح «الحسابات المجمعة» لعملائها    لماذا فاز ترمب؟    مدارسنا بين سندان التمكين ومطرقة التميز    علاقات حسن الجوار    في أي مرتبة أنتم؟    الشؤون الإسلامية بجازان تواصل تنظيم دروسها العلمية بثلاث مُحافظات بالمنطقة    باندورا وعلبة الأمل    الشؤون الإسلامية في منطقة جازان تقيم مبادرة توعوية تثقيفية لبيان خطر الفساد وأهمية حماية النزاهة    الصين تتغلب على البحرين بهدف في الوقت القاتل    القبض على (7) مخالفين في جازان لتهريبهم (126) كيلوجرامًا من نبات القات المخدر    هاتفياً.. ولي العهد ورئيس فرنسا يستعرضان تطورات الأوضاع الإقليمية وجهود تحقيق الأمن    فريق الرؤية الواعية يحتفي باليوم العالمي للسكري بمبادرة توعوية لتعزيز الوعي الصحي    خالد بن سلمان يستقبل وزير الدفاع البريطاني    أمير تبوك يطمئن على صحة مدني العلي    مركز صحي الحرجة يُنظّم فعالية "اليوم العالمي للسكري"    إجتماع مجلس إدارة اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية    «الداخلية» تعلن عن كشف وضبط شبكة إجرامية لتهريب المخدرات إلى المملكة    أمير المدينة يلتقي الأهالي ويتفقد حرس الحدود ويدشن مشروعات طبية بينبع    انطلاق المؤتمر الوزاري العالمي الرابع حول مقاومة مضادات الميكروبات "الوباء الصامت".. في جدة    الأمير عبدالعزيز بن سعود يرأس اجتماع الدورة الخمسين للمجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية    انعقاد المؤتمر الصحفي للجمعية العمومية للاتحاد الدولي للخماسي الحديث    البصيلي يلتقي منسوبي مراكز وادارات الدفاع المدني بمنطقة عسير"    ذلك «الغروي» بملامحه العتيقة رأى الناس بعين قلبه    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 23 إلى لبنان    الخليج يتغلّب على كاظمة الكويتي في ثاني مواجهات البطولة الآسيوية    بحضور الأمير سعود بن جلوي وأمراء.. النفيعي والماجد يحتفلان بزواج سلطان    198 موقعاً أثرياً جديداً في السجل الوطني للآثار    أفراح النوب والجش    استعراض جهود المملكة لاستقرار وإعمار اليمن    استعادة التنوع الأحيائي    تعزيز المهنية بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030.. وزير البلديات يكرم المطورين العقاريين المتميزين    حبوب محسنة للإقلاع عن التدخين    أهميّة التعقّل    د. الزير: 77 % من النساء يطلبن تفسير أضغاث الأحلام    كم أنتِ عظيمة يا السعوديّة!    فيلم «ما وراء الإعجاب».. بين حوار الثقافة الشرقية والغربية    أجواء شتوية    مقياس سميث للحسد    الذاكرة.. وحاسة الشم    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«البحث العلمي والابتكار» في المملكة يتجه لحقبة جديدة تواكب مستهدفات الرؤية وخدمة الوطن
نشر في الرياض يوم 21 - 07 - 2020

بالأرقام.. المملكة أكبر دولة منتجة للمعرفة في الوطن العربي
يعد «البحث العلمي» على رأس أولويات دول العالم، وفي مقدمة اهتماماتها نظير دوره في حياة الناس وتطوير كل سبل معيشتهم، وينعكس بشكل كبير على تنامي التعاطي مع مختلف مناحي الحياة والأنشطة سواء كانت طبية أو مجتمعية أو اقتصادية أو ثقافية، ويسهم البحث العلمي في تيسير حياة الناس وتحقيق الرفاه والتطوير الحياتي للبشرية بمجالات لا حصر لها، ولذلك تهتم الدول المتقدمة بالعقول البشرية البحثية والابتكارية التي تسهم في إثراء الحياة بالجديد والمفيد والمطور، وتدفع لرعاية البحث والابتكار والاختراعات النوعية مبالغ طائلة لكون أثر ذلك يخدم الأمم ويعود بناتج اقتصادي مباشر للدول، التي تعنى بهذه الجوانب وتضعها في مقدمة الاهتمامات، وتهتم وتفتخر بالعقول التي لها إسهامات عملية تخدم التطور العالمي في شتى المجالات، والمملكة اهتمت بجوانب البحث العلمي والابتكار على مدار العقود الماضية، ورغم أن الإنفاق على هذا المجال لا يزال دون التطلعات للقائمين عليه في مختلف القطاعات العلمية والبحثية والراعية للابتكار والاختراعات، إلا أن هناك آمالاً كبيرةً لتحقيق نقلة نوعية في هذا المجال مع البرامج التي تتوافق مع رؤية المملكة 2030م، ولدى المعنيين بذلك في وزارة التعليم ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية رؤية جديدة وشاملة ستحقق بالتعاون مع الجامعات ومختلف القطاعات ذات الشأن بالبحث والابتكار حضوراً جديداً يواكب التطور الذي تعشيه بلادنا كواحدة من الدول العشرين الكبرى على مستوى العالم، ولها حضور وتقدم تقني وعلمي واقتصادي مشهود في جوانب كبيرة، وسجلت بذلك تنامياً بالأرقام أبرزتها هيئات ومنظمات أممية عالمية مستقلة.
«الرياض» تطرح من خلال ندوتها الدورية شأن «البحث العلمي» مع نخبة مميزة من مسؤوليه في المملكة، حيث ألقوا الضوء على الواقع والتطلعات والمتغيرات التي سيشهدها البحث والابتكار في السنوات القليلة المقبلة في بلادنا.
البحث العلمي في "التعليم"
في مطلع الندوة تحدث مدير الندوة الزميل الدكتور عايض الحربي، مرحباً بالحضور في «ندوة الرياض» العريقة التي تقدمها الجريدة منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وهذه الندوة التي حرصنا أن تكون مباشرة لأنها بحد ذاتها لا تصلح إلا أن تكون مباشرة، وقبل أن نبدأ بمحاور هذه الندوة يسرنا أن نرحب بالأستاذ هاني وفا، رئيس التحرير المكلف، ويتفضل مشكوراً بالتقديم لها والترحيب بضيوفها الكرام.
ثم تناول الحديث الأستاذ هاني وفا، مرحباً بالضيوف، في الندوة التي تعود للانعقاد بشكل حضوري مباشر في مقر جريدة «الرياض»، وذلك لأول مرة في ظل هذه الجائحة لفيروس كورونا المستجد، وقد عقدنا سابقاً ندوات عبر الاتصال المرئي، وبالتالي نشكركم على حضوركم بعد توقف لأشهر، وبالتأكيد موضوع الندوة مهم جداً، وهو البحث العلمي في المملكة، خاصة في هذه الجائحة ازداد وهجه أكثر من ذي قبل، فالبحث العلمي لا يتوقف لكن في هذه الجائحة أصبح مهماً جداً، وهو بلا شك في تطور وتسارع، والمملكة قد أعطت البحث العلمي حقه وأيضاً دعمت مؤسساته المتخصصة وكوادره المؤهلة من أجل الوصول إلى مصاف الدول المتقدمة إن شاء الله، لكن بالتأكيد سنأخذ بعضاً من الوقت، ولكن من المهم وضوح الهدف، وأن نكون سائرين على الطريق الصحيح، وبالتأكيد ستكون هذه الندوة إضافة لنا بجريدة «الرياض» وإلى قراء جريدة «الرياض» لنعرف البحث العلمي وأسسه وما توصل في المملكة، هذا ما نريد أن نعرفه إلى أين وصلنا في مجال البحث العلمي في بلادنا؟ وأضاف، معروف مثلاً ومنذ القدم، أن هناك وكالة بجامعة الملك سعود والدكتور محمد الوابل حالياً عميد البحث العلمي بالجامعة، والبحث العلمي عموماً موجود قديماً وليس جديداً ومع التطورات العلمية وتطورات الحياة أصبح مهماً جداً، ونتمنى أن تكون الندوة ثرية ومثمرة حتى تفيدنا وتفيد القراء.
تأخر الإنفاق البحثي جعلنا غير مواكبين للتجارب الدولية الناجحة ميدانياً
الأثر والفائدة الاقتصادية أو الاجتماعية أو الإنسانية للبحوث.. تساؤل يضعنا على الطريق
د. عايض الحربي: بداية ننقل الحديث للدكتور ناصر العقيلي وكيل وزارة التعليم للبحث والابتكار، حيث يلقي الضوء على جهود الوزارة بهذا المجال، وأنواع البحث العلمي، فمعروف أنه يتبع للوزارة الجامعات وإدارات التعليم العام، فليتفضل مشكوراً لإلقاء الضوء على البحث العلمي في الوزارة.
د. ناصر العقيلي، تحدث قائلاً، «حياكم الله جميعاً، أشكر وأقدر لكم حرصكم على البحث العلمي، وأهميته خاصة في ضوء هذه التحولات الكبيرة التي تشهدها المملكة، وهذه التطلعات التي -بإذن الله- نحققها من خلال رؤية 2030م حيث إن جزءًا كبيراً منها مبني على القدرات البحثية الموجودة لدينا وما يسمى «القيمة الفكرية الموجودة في المملكة» وقدرتنا على تحويل هذا النتاج الفكري والقيمة الفكرية إلى قيم اجتماعية واقتصادية وإنسانية، وهذا هو الذي تعمل عليه كل المنظومات البحثية في كل الدول، وفي المملكة ولله الحمد منظومة بحثية متكاملة تعمل فيها مجموعة كبيرة من الجهات التي تحاول جميعها أن تطور العملية البحثية في المملكة وتخلق قيمة حقيقية ملموسة وتحاكي الاحتياجات الوطنية والفرص التنموية والخطط المستقبلية، ومن ضمن هذه المنظومة توجد لدينا الجامعات الحكومية والأهلية، وكما تعلمون إدارياً وتنظيمياً وزارة التعليم هي من تشرف على الجامعات وتحاول وزارة التعليم من خلال البرامج المختلفة أن ترتقي بالمنظومة والعمل البحثي داخل الجامعات، أيضاً أن الجامعات تستفيد كثيراً من البرامج الموجودة لدينا في المملكة التي تقدمها جهات مختلفة وتحاول من خلالها أن ترتقي بالمنظومة البحثية والعمل البحثي داخل الجامعات».
وأضاف «الجامعات تاريخياً لها اهتمام كبير جداً بعملية البحث العلمي كما ذكر الأستاذ هاني وفا، وكل جامعة تنظيمياً يوجد فيها ما يسمى بوكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، وفي كل جامعة لهذا المنصب الاهتمام الملائم، وأيضا لديها ما يسمى بعمادة البحث العلمي فتنظيميًا هي موجودة، ومن الناحية التمويلية هناك أيضاً ميزانيات تأتي من وزارة المالية للجامعات، وتعلمون أن هناك قرار مهم صدر الأسبوع الماضي يعني بالاستقلال لثلاث جامعات كبيرة ومهمة، وهذا سيكون معززاً للبحث العلمي المباشر من الجامعات نظراً لثقلها الكبير في بلادنا، ووزارة التعليم في المقابل كان لديها ما يسمى بوكالة الوزارة للتعليم العالي والبحث العلمي، وهذه الوكالة كانت موجودة لفترات طويلة، وفي إعادة الهيكلة التي حصلت في وزارة التعليم قبل نحو سنتين ولتأكيد الاهتمام بالبحث العلمي أُنشئت وكالة متخصصة هي وكالة البحث والابتكار، لأن البحث والابتكار قرينان يعملان مع بعضهما البعض، وبالطبع هناك أهداف كثيرة للوكالة، وافق عليها مجلس الوزراء عندما أقر الشكل الإداري لوزارة التعليم، يمكن أن نتحدث عنها في سياق هذه الندوة، ولكن أحببت فقط أن أسلط الضوء على الصورة الكبرى للبحث والابتكار، وأين توجد وزارة التعليم والجامعات في هذه الصورة بشكل عام».
منظومة البحث والتطور
د. عايض الحربي: الدكتور عبدالعزيز المالك نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لدعم البحث العلمي، حدثنا عن البحث العلمي في مدينة الملك عبدالعزيز؟
* د. عبدالعزيز المالك: «بداية أشكركم على هذه الدعوة، وحقيقة هي فرصة لإبراز دور منظومة البحث العلمي في المملكة، وأهمية إثراء الجانب المعرفي وأيضاً تعزيز الجانب الاجتماعي والاقتصادي، وطبعاً نتكلم عن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية فهي عندما أنشئت أعطاها نظامها عدة مهام، فالمهمة الأولى، تعنى بدعم منظومة البحث والتطور بشكل كامل على المستوى الوطني، ومن ضمنه الدعم المالي المباشر عن طريق (منح البحوث) ونحن نتكلم عن منظومة البحث العلمي بالمملكة، فلابد من الإشارة إلى أن بلادنا، كانت من أوائل الدول في تأسيس المنظومات المانحة لأنشطة البحث والتطوير على المستوى العربي، فتجربتنا قديمة جداً على مستوى المملكة، فالمدينة كانت تعنى بوضع الخطط والاستراتيجيات الخاصة بدعم البحث العلمي تاريخياً وبدأناها ببرنامج منح البحوث من 1978م والمدينة تقدم دعماً مالياً مباشراً لأنشطة البحث والتطوير التي تقام في الجامعات ومراكز البحوث الوطنية، وأيضاً أخذت زخماً أكبر عندما تم إطلاق الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار وما يسمى ب«معرفة».
وأضاف، «حقيقة وجدتْ أنشطة البحث والتطوير زخماً أكبر وحصلت فعلاً نقلة نوعية ومع برامج تنفيذ رؤية المملكة 2030م، حيث تمت مواءمة الخطط هذه والأنشطة مع أهداف الرؤية، أما بالنسبة للجانب الأخر من دور المدينة، فهو أيضاً تنفيذ البرامج البحثية التي تغطي الجانب الاكثر تقدماً في مرحلة الابتكار كالتطوير التقني وتوطين التقنيات الخارجية، ونقلها إلى داخل المملكة والاستفادة منها في مواجهة التحديات وخلق الفرص في الاقتصاد الوطني، وهذا مختصر لدور مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية».
د. عايض الحربي، بعد أن تحدثنا أو تحدثت الجهات الراعية للبحث العلمي، كمنظومة كبيرة، الآن نسمع من الجامعات كجهات متخصصة وقريبة لهذا الشأن أيضاً، وهنا معنا جامعة الملك سعود ويمثلها الأستاذ الدكتور محمد الوابل عميد البحث العلمي في الجامعة.
الدكتور محمد الوابل، «من المعروف طبعاً أن الجامعات لها مهام رئيسة من بداية تأسيس الرؤية البروتوكولية للتعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، فالبحث العلمي يعتبر من صلب أعمال الجامعات ولا يمكن لجامعة أن تقوم من دون بحث علمي، لأن نظام الترقيات ونظام الأعمال والتقييم، وكذا تقيم الجامعات كلها تعتمد على البحث العلمي، وبالتالي مع تأسيس أي جامعة ستجد هناك تأسيس وهيكلة البحث العلمي موجود داخل الجامعة، فجامعة الملك سعود سأتحدث عنها طبعاً بحكم أنها الجامعة القديمة، وهي الجامعة الأم بحكم التاريخ الزمني لها، والإنتاج العلمي فقد أصبحت جامعة كبيرة تحوي جميع التخصصات تقريباً، وكل التخصصات فيها بحث علمي وبحث موجه، لأن البحوث معروفة إما بحوث أساسية في العلوم الأساسية أو بحوث تطبيقية، والذي يحدث حالياً في الجامعات لدينا، أنها تركز على البحوث الأساسية والبحوث التطبيقية، فقد تكون هناك بحوث كبرى تأتي حسب حاجة المجتمع، وبالنسبة للجامعات، فعملية البحث العلمي هي تمشي مع الخطط التي ترسم داخل الدولة، فيما يخص الصناعة والبحث العلمي والتطور، فمثلاً الجامعات بمجرد وجود خطط إستراتيجية، تحاول الجامعات المساهمة في تنفيذ هذه الخطط الاستراتيجية للدولة، فالجامعات الحكومية تعمل على خدمة الدولة ونعتبر أنفسنا حقيقة مستشارين أكاديميين لقطاعات الدولة، فعدد أعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك سعود مثلاً، أكثر من خمسة آلاف فهؤلاء اعتبرهم مستشارين في البحث العلمي».
مخرجات البحث
الزميل خالد الربيش مدير تحرير الشؤون الاقتصادية في جريدة «الرياض»، تساءل عن مخرجات البحث العلمي من الناحية الاقتصادية؟ حيث نتطلع إلى أن نحقق فيه مستوى أفضل بكثير من المستوى الذي نحن فيه حالياً، والسؤال الأول موجه للدكتور العقيلي، إلى أي درجة يساهم البحث العلمي في (الناتج الوطني) أو في الناتج المحلي السعودي ومقارنة المملكة مع الدول الأخرى في هذا الجانب من حيث مساهمة البحث العلمي؟ وأيضاً جانب البحث العلمي في التعليم العالي ودور الجامعات المتفاوت بالبحث العلمي، فمثلاً جامعة الملك سعود لديها قدرات وقدمت أوقافاً، وسبقت فيها الكثير من الجامعات، ولكن هناك جامعات أخرى نجد فيها أن أغلب الكليات تميل إلى الطب والصيدلة فقط، ولا نرى فيها دعماً كبيراً للبحث العلمي، وفي جائحة كورونا نقرأ في الإعلام اهتماماً بهذا الشأن، ولكن لا نشاهد إنتاجاً على أرض الواقع، أو مساهمات حقيقية بهذا الجانب، خصوصاً إذا نظرنا لها من ناحية اقتصادية.
ويضيف الربيش، «اليوم دول أوروبا والولايات المتحدة تعتمد بشكل كبير على إنتاج الأودية وخلافها فقد أصبحت قطاعاً مهماً جداً من الناحية الاقتصادية، ولا نرغب في النظر إلى الجامعات على أنها تشبه المدارس الثانوية لتخريج الطلاب والطالبات، فالجامعات أيقونات للبحث العلمي والابتكار، ونعتقد بوجود تقصير في هذا الجانب، وقد لا يكون السبب في دور الوزارة، ربما في جوانب أخرى تتعلق بهذا الموضوع، ولكن نتساءل أيضاً إلى أي درجة يمكن على الأقل تنشيط الأوقاف في قضية البحث العلمي وإشراك المجتمع والقطاع الخاص؟ والسؤال أيضاً للدكتور عبدالعزيز المالك، ذكرت أن هناك دعماً مستمراً للبحث العلمي، فما نوع هذا الدعم وهل كان موجوداً في السابق، وتوقف الآن أم لازال مستمراً وهل هو موجه للباحثين أياً كان مجالهم، أم توجد أولويات لتحديد البحث العلمي، مثلاً التركيز حالياً على البحث الطبي والعلمي التطبيقي، أما البحوث النظرية لا يتم تناولها أو دعمها؟
وتحدث الزميل نايف الوعيل مدير التحرير الرقمي معقباً على كلام الربيش عن البحث العلمي وغيابه عن الواقع، فكل زائر للجامعات في المملكة يشاهد عناوين ورسائل الماجستير أو الدكتوراه في مكتباتها بعيدة كل البعد عن الواقع أو المطلوب في سوق العمل، مثلاً في المجال الإعلامي نرى أن جزءاً كبيرًا من الأزمة التي يعيشها الإعلام تتحملها الأبحاث في الجامعات التي لم تتوقع أين سيتجه السوق، والأقسام الأكاديمية بعيدة أيضاً عن واقع السوق؟
سؤال آخر من الوعيل للدكتور محمد الوابل، دائماً البحث العلمي وغزارته يتأثران بالنشر العلمي، فلماذا في المملكة حضور الأبحاث العلمية المهمة للمجتمع في الإعلام قليل جداً؟ والدوريات المحكمة في مجال الإعلام لدينا 3 أو 4 فقط، لذلك نسبة كبيرة من الباحثين في المملكة يلجؤون الى النشر الخارجي في دول قد لا تكون في نفس المستوى لكن النشر وخياراته لديهم كثيرة؟
اخيرا في ظل تحول الجامعات في المستقبل للاعتماد الذاتي على مورادها، فلماذا الجامعات لا تبيع الأبحاث، حيث نرى شراكة بين جامعة الملك سعود وسابك وجامعة الملك عبدالعزيز، وأي جهة من الجهات لإنتاج اشياء مخصصة لما يرغب به السوق ويحتاجه المجتمع؟
د. العقيلي : أشكركم على هذه الاسئلة الصريحة، واعتقد ان هذا اللقاء لن يكون ذا قيمة اذا لم تسأل مثل هذه الأسئلة، واذا كنا لا نستطيع الاجابة عن هذه الاسئلة فيجب علينا مراجعة اولوياتنا، فموضوع البحث العلمي وتعاطي الجامعات له وكيف يقابل في الاعلام فهذا المحور مهم جدا وله تغطية كبيرة جدا. فربما كان هناك قصور من الجهات البحثية في إيصال الابحاث التي لديها او سوء فهمت من الجهة المقابلة او ان هناك مبالغة في بعض الانجازات التي ربما لم تحصل على أرض الواقع فهاتان الكفتان يجب ان ينظر لهما، فالمهم مساهمة الابحاث في الاقتصاد بشكل عام، وخاصة المملكة اقتصادها مبني بشكل كبير على الموارد، مثل النفط الذي تشتهر به بلادنا، فلدينا ثلاثة خيارات هي، الاقتصاد المبني على الموارد والاقتصاد المبني على الاستثمار، والاقتصاد المبني على المعرفة، ووالاقتصاد المبني على المعرفة يأخذ وقتا اطول بكثير من الاقتصاد المبني على الاستثمار لذلك كان من اهم اهداف رؤية المملكة 2030 تعزيز الناتج الوطني، وصندوق الاستثمارات العامة يهتم بهذا البند الذي يدخل الى المملكة تنويعاً اقتصادياً كبيراً جداً، لذلك من المهم ان يأخذ الاقتصاد المبني على المعرفة اهتماماً اكبر من الاقتصاد المبني على الاستثمار، لأن الاقتصاد المبني على المعرفة هو الذي يخلق قيمة وعائداً كبير.
ويستطرد العقيلي، « ثمة تساؤل عن حجم العائد، الذي يرجع الى اقتصادنا من المساهمات البحثية، وهذا يقودنا إلى كيف نستثمر في الناتج الوطني، من خلال البحث العلمي والرقم الموجود في المملكة ليس مشجعاً وديمومة الرقم مهمة، لأنك لا ترضى ان تنفذ برنامجاً وتدعمه ثم تتوقف لسبب او لآخر لأنك سوف تخسر، وعندما تم إطلاق الخطط الوطنية رصدت لها المبالغ الكبيرة، وتم دعم الجامعات مما اسهم في حراك كبير جدا في البحث العلمي، وايضا اصبح لدينا حراك بحثي وطبعا الجامعات تحاول ان تخلق موارد من خلال الاوقاف والتنويع من اجل المحافظة على نتائج البحث، لكن ديمومة الدعم البحثي مهمة جدا، ويجب التركيز عليه في الفترة المقبلة، ونظام الجامعات الجديد أعطى الجامعات الحرية في تنويع مصادرها التمويلية الذاتية، فمن المفترض ان تستغل الجامعات اوقافها في دعم المنظومات البحثية ولا ندعم فقط البحوث التقليدية او الأساسية، انما ندعم ايضا البحوث التي يمكن ان تترجم الى قيمة اقتصادية، وهنا يأتي دور الابتكار فمثلا عندما نبدأ ببحث ثم نبتكر، ثم العمل على مجموعة من الابحاث وتحويلها الى قيمة اقتصادية، وندخل بذلك في مجال ريادة الاعمال وحاضناتها، فهذه المنظومة يجب ان تكون مكتملة، حتى نستطيع تحويل البحث العلمي الى ناتج اقتصادي وايضاً يجب تعزيز جانب البحوث الاجتماعية وقياس كم البحث العلمي الذي تحول لأنظمة ومقترحات يمكن ان نبني عليها قرارات مهمة للمستقبل.
ونوه إلى أن الشراكات البحثية مهمة جدا، ففي موضوع كورونا تحديدا من المفترض ان تكون لدينا البنية التحتية متكاملة كي تساعد على انطلاق الابحاث في المعامل وحتى نصل الى دواء او لقاح أو أي جوانب تساعد في هذا الشأن، والبنية التحتية مكلفة جدا لأي جامعة وهذا جزء من التمايز بين الجامعات.
تركيز اتجاهات الجامعات
د. عايض: بحجم دولة كالمملكة اقتصادياَ يجب ان لا نقول ان البحوث مكلفة، فنحن نشاهد دولا اقل من المملكة اقتصاديا ولديها البنية الكاملة للبحث العلمي ومصر مثال على ذلك؟
* د. العقيلي : الجامعات لها تنوع في نظامها التعليمي ويوجد لديها منظومة بحثية تخدم العملية التعليمية الموجودة فيها، وايضا توجد جامعات بحثية هي التي تدعم وتساهم وتوجد الحلول، ففي امريكا نحو 4200 جامعة ومعهد لكن ماهي الاسماء التي نسمعها دائماً ولها حضور عالمي، وفي بريطانيا يتجاوز الرقم الالف فما الجامعات التي نسمع باسمها؟ والتي استطاعت خلال جائحة كورنا ان تصل الى لقاح او بدء العمل عليه، فقط هي ثلاث او أربع جامعات فقط هذه هي الجامعات البحثية حقيقة، فمن غير المجدي ان نقوم في المملكة بنسخ البنية التحتية في كل جامعة إذا تم التركيز على مجموعة من الجامعات ستوصلك للهدف فهذا هو الاستثمار الحقيقي، فجامعة الملك سعود على رأسها وجامعة الملك عبدالعزيز مثلاً في الجوانب الطبية - وجامعة الامام عبدالرحمن الفيصل كذلك، فهذه الجامعات هي المتوقع منها ان تصل الى شيء، بأن الله ، في موضوع فيروس كورونا.
ويضيف العقيلي، « لدينا في وزارة التعليم برنامج اسمه التمايز البحثي او الهوية البحثية من الخطأ في اي منظومة عالمية ان يعمل الجميع في كل شيء فالأساس اعادة تنظيم العملية البحثية من اجل التخصص، عملية الاستثمار تقوم على المدخلات والمخرجات وحتى نصل نحتاج الى تحديد اللاعبين الأساسيين وتخصصاتهم ودعمهم بالطريقة الصحيحة».
* د. المالك: بداية اؤيد كلام الدكتور فيما يخص الانفاق على المنظومة فهو اقل من المعدل العالمي فالدولة حفظها الله كان لديها استثمار مستدام في العملية البحثية على مدى التاريخ ووجدنا ايضا ان القطاع الخاص لم يدخل في المنظومة البحثية بشكل جيد ولم يستثمر فيها بشكل صحيح مما سبب مشكلة في الوصول لنتائج،
وايضا التوازن في الانفاق بين القطاع العام والقطاع الخاص غير متناسب مقارنة مع التجارب الدولية الناجحة في موضوع الابتكار، وبالنسبة لسؤالكم عن نوع الدعم وحجمه الذي قدمته المدينة على مستوى المنظومة من الناحية التاريخية ما قدم بين عام 1978-2008م في المملكة يقارب المليار ريال ، وجه للمنح البحثية المباشرة وهذا مبلغ كبير، إذا تم حساب التضخم والقيمة السوقية فهذا رقم كبير مقارنة بدول المنطقة بذلك الوقت»
وبين المالك، « أن عام 2008م بدأت الخطة الوطنية للعلوم والتقنية وتم صرف ما يقارب من مليارين ونصف على المنظومة بشكل عام بأنواع متعددة من الدعم سواء لمنح مالية مباشرة للباحثين في الجامعات بحيث يستخدمونها لبدء انشطتهم البحثية وتفعيلها او دعم مدخلات المنظومة من البنية التحتية في الجامعات او مراكز البحوث الوطنية وغيرها، وثالث انواع الدعم توفير الاطر التنظيمية المشجعة للباحثين كي ينخرطون في العملية البحثية ويساهمون في خلق المعرفة والاستفادة منها بقيمة اقتصادية جيدة للبلد هذه هي انواع الدعم الثلاثة من الناحية التاريخية (الدعم المالي والبنية التحتية المتطورة والاطر التنظيمية المشجعة)، وايضا يشمل الدعم العمل على اطار تنسيقي بين اللاعبين في المنظومة، ولقد حاولنا ان يكون هناك تنسيق بين مراكز البحوث وتنسيق في الانشطة بحيث يتم تحقيق الاهداف والغايات الوطنية السامية من دعم العملية البحثية وايضا رصد مخرجات المنظومة البحثية، ففي جائحة كورونا ساهمت المملكة بشكل كبير، والمنظومة استجابت بسرعة للجائحة حيث تم تقديم نحو 255 ورقة علمية حتى الان عن الجائحة.
ويضيف المالك، «يبقى لدينا مشكلة خلق القيمة الاقتصادية من المخزون المعرفي الذي تعمل عليه الجامعات ومراكز البحوث في المملكة وهذه المشكلة تعمل على حلها الخطط الوطنية بالتعاون مع برامج الرؤية 2030م، وأحد اخر انواع الدعم هو تقييم أثر الدعم البحثي على الاقتصاد الوطني، وهل هناك طريقة لتعظيم هذه الاثر؟ وبالوقت نفسه رفع كفاءة الانفاق على المنظومة بالشراكة مع الجهات الوطنية الأخرى».
د. الوابل: عندما نقول اننا متأخرون في شأن البحث العلمي وتحقيق الفائد منه، فهناك نوع من جلد الذات، فوزارة التعليم معنية ب 41 جامعة حالياً ، وكان عددها سبع فقط لفترة طويلة، وهذا يعني انشاء 41 مركزا بحثيا قويا ولدينا تجربة جديدة مميزة، تتمثل في جامعة الأميرة نورة، وجامعة الأمير عبدالرحمن الفيصل، وإنشاء هذه الجامعات جاء بدعم سخي قد لا تظهر آثاره بشكل سريع للمجتمع وللاقتصاد ولمختلف القطاعات التي يفترض أن تستفيد من البحوث
العقيلي : أوافق على ان الدعم للبحث والابتكار لدينا متواضع متواضع جدا لكن لدينا مبشرات مستقبلية في هذا الشأن، وبالنسبة لأولويات دعم البحث العلمي فالأولويات دائماً تبنى أهداف الرؤية، فهي ضعت استراتيجية للوطن والجامعات ووزارة التعليم تبنت هذه الاستراتيجية، وتم الانتهاء من الاستراتيجية البحثية تحت مظلة وكالة الوزارة للابتكار والبحث العلمي فالأولويات الاستراتيجية بنيت على تقييم قوة الجامعات في مجالات محدودة، ويفترض أن لا تكون الجامعات متشابهة، فجامعة الملك عبدالعزيز مميزة بعلوم البحار وجامعة البترول في الموارد البترولية، وجامعة الحدود الشمالية تركز على الموارد المعدنية في مدينة « وعد الشمال»، فكل جامعة تعمل بشكل مرحلي في هذا التوجه ، «ثلاث سنوات» تقريباً.
الرسائل العلمية والشراكات
* العقيلي : «بالنسبة لسؤال الرسائل العلمية، فالأصل في اختيار الرسالة الاصالة وغالبا تكون في الامور الجديدة في العلوم الإنسانية، ففي قسم الدراسات العليا نتلمس حاجات المجتمع والصناعة والزراعة، فلنا مثلا تعامل مع شركة زراعية تطلب منا تحوير المنتج معين، والإشكالية لدينا في جانبين، ضعف الجسور ما بين الجامعات كمراكز بحث، والقطاع الخاص والثقة بين الاثنين ضعيفة جدا فنحن نحتاج الى بناء الثقة ما بين المستفيد ومقدم الخدمة، ومدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية، اختارت مسارا جيد، حيث لم تقم بعمل مختبراتي بل ترتبط مع الجامعات بأذرع بحثية.
ويضيف « بالنسبة للنشر العلمي فهو حياة الباحث، فمن اول تعيينه أكاديميا فكره مرتبط بالنشر، وهو أداة قياس اداء الباحث او ان يكون الباحث في مركز وليس أكاديميا، وبالتالي المنتج لديه مهم، وإذا كان في جامعة فترقيته وتميزه واشرافه على طلاب دراساته تكون عن طريق البحث، اما المجلات المحكمة فتعتمد على قوة المجلة لدينا، ففي جامعة الملك سعود مجلة العلوم النفسية ومجلة الكيمياء هذه المجلات بدأت تدخل بمصاف المجلات العالمية وهذا ليس بالسهل لأنك تحتاج إلى هيئة تحرير من مجلات عالمية والتحكيم يكون خارج البلاد، والمجلات اصبحت عالمية لأنه لا توجد مجلة محلية تعنى بالأمر المحلي فقط ،حتى الناشر يرفض البحث اذا لم يكن ذا قيمة عالية جدا.
وحول الشراكات مع القطاع الخاص، قال «هناك شراكات حقيقية، ومنها تجربة جامعة الملك سعود مع الشركات الكبرى، وقسم كلية الهندسة نفذوا مصنع المصغر بدعم سابك، وهناك مراكز داخل الجامعة للشركات، فمركز سابك للأبحاث كلف 450 مليون ريال.
د. عايض: رجل الشارع يعتقد ان الميزانية البالغة مليار ريال في 30 سنة لم تحقق الفائدة الصحيحة، فالمخرجات الجيدة غير موجودة، حيث توجد ابحاث مقفل عليها او لم تظهر للعلن وهذا يدعونا الى خفوت الصوت الاعلامي للجهات البحثية فهذا اتهام بأن المخرجات ليست بمقدار الميزانية؟ واعتقد ايضا ان الجهود مبعثرة فالدعوة الى انشاء مركز وطني كبير للبحوث العلمية يلمّ شتات هذه البحوث المتفرقة الضائعة بين وزارة التعليم ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والجامعات والجهات الاخرى فهذه اتهامات يسوقها الرجل البسيط خصوصا في ظل الجائحة ووجود تلك الخبرة والجهود في المملكة؟
* د. العقيلي : «عندما كنت عميدا بجامعة الملك فهد ثم نائب وكيل الجامعة قبل انتقالي للوزارة اتجهنا لتخصيص الجامعة، ولم نعمل في جميع المجالات مثلا جامعة البترول لديها مقدرات تنموية فهي من أرامكو، وسابك على بعد 70-80 كم، فلماذا لا تعمل في اشياء بعيدة عنهما، فتم تغيير المنظومة الداخلية للجامعة وبنينا ما يسمى (الايكو سيستم) او النظام البيئي داخل المملكة بحيث نبقي ابحاث الأساتذة الموجهة للاحتياجات المطلوبة لدينا وبالوقت نفسه نتأكد اننا سنخرج بقيمة اقتصادية».
وأضاف، «لماذا لا يوجد لدينا برنامج إعلامي متكامل للبحث العلمي؟ ولماذا لا نفترض أن ليس لدينا شيئا يستحق الإبراز؟ لكن أين دور شركائنا الذين يعملون معنا على اظهار هذه الجوانب، واذا فشلت الجامعات والمنظومات البحثية في اظهار ما لدينا فنحن عملنا الدور الذي علينا، والبنية المطلوبة منا فمثلاً جريدة «الرياض» أو غيرها من الصحف الاخرى أو القنوات الإعلامية المرئية والمسموعة، زارت تلك الجامعات والمراكز البحثية واطلعت عليها، لوجدت ما يستحق أن يبرز، ولكن واضح ان هناك انقطاعا في التواصل، فالجهات البحثية لديها انجازات لكن رجل الشارع لايعرفها، وبالتالي من حقة أن يقول «لا يوجد شيء «فالصورة لديه غير واضحة.
د. الوابل : « من يعتقد ان فائدة البحث العلمي الذي نعمله عليه اليوم ستكون له نتيجة مباشرة فهو مخطئ لأن البحث العلمي يحتاج لمرحلة طويلة جدا وانتاجية الدول تعتمد على المنظومة التي تطبقها الان».
د. العقيلي: « نحن نعمل على منظومة لسنوات طويلة، ويفترض لا نبحث لمجرد البحث فالاقتصاد لدينا تغير، فهناك الميزانيات والطموحات والتنمية المناطقية والرؤية، والأثر والفائدة الاقتصادية او الاجتماعية او الانسانية من البحث، نعتبره سؤال قاس جدا على كل المنظومات البحثية، لكن أيضا هو سؤالا مفيدا جدا فيجب تحويل الابحاث الى قيم، ويجب ان نتأكد ان ثقافة البحث العلمي موجودة، فالمملكة من خلال البرامج المختلفة بنت هذه الثقافة فالباحثون لدينا يعملون ابحاث علمية معاصرة لكن ثمة إشكالية، كما ذكر الدكتور الوابل، فجزء كبيرا من الدراسات العليا يجب ان توجه للاحتياجات المجتمعية والعرض والطلب والحاجة والعطاء الصحيح للسوق، فعندما يختار الطالب موضوع الماجستير او الدكتوراه، يجب ان يسأل نفسه عن تلك الاحتياجات ويجب ان يكون البحث اصيلا أيضا، وينطبق ذلك على براءة الاختراع، فيجب ان تحول الى تجارب اقتصادية وفائدة انسانية سواء في المملكة او خارجها وإذا لم تتحول فستبقى مجرد ارقام ليس لها قيمة وتكلف الكثير من المصاريف بلا نفع.
واستطرد قائلاً، « نحن بوزارة التعليم وفي وكالة البحث والابتكار، نعمل ورؤية جديدة من سنة ونصف فقط، فقررنا العمل بشكل مختلف عن السابق، وحتى نبتعد عن الاشكاليات السابقة، فخرجنا ببرنامج الهوية البحثية والتمايز البحثي لمساعدة الجامعات والجهات المختلفة، فمثلا المستشفى التخصصي ومركز الابحاث العلمي نقدم لهما المعلومات التي يطلبوها، وحاولنا مساعدتهما على فهم طبيعة العمل ماذا ابحث ولماذا وما هي مصادر القوة الموجودة لدينا فهذا مدخل مهم.
والمدخل الثاني عملنا مع فريق التنمية المناطقي، فقلنا لهم ما مقدراتكم المناطقية وما الفرص الاقتصادية فيها، ثم قلنا للجامعات يجب ان تبني هويتك على المقدرات الموجودة لديك كي تساهم وتصبح مختلفا فطريق المنافسة ليس واحدا فالجامعات كثيرة فلا ينبغي ان اسابق جامعة الملك سعود في عدد الابحاث مثلا فهي جامعة عريقة، لكن لدينا ميزة تنافسية مختلفة عنها وهذا ما نعمل عليه في الجامعات فمن الخطأ توحيد البنية التحتية لجميع الجامعات فتكون متشابهة ومن نتائج برنامجنا ظهور هويات بحثية للجامعات فجامعة الملك فيصل مثلا تشكل منعطفا تاريخيا في التعامل مع البحث العلمي حيث اعلنت ان الامن الغذائي هو هويتها البحثية بحكم انها بمنطقة زراعية ولديها ثروة حيوانية ومياه فعملت على تلك المصادر حتى تحقق الاهداف التنموية ايضا جامعة القصيم كونت هويته البحثية وفق المصادر والمقدرات الموجودة لديها، وكانت ثمة مشكلة مع بعض تخصصات الدكاترة التي لم تكن تتوافق مع هذه الهوية فتم توجيههم بما يتناسب مع طبيعة الهوية البحثية فمثلا استاذ الحاسب الالي ثم توجيهه للعمل على الانظمة الزراعية كالطب البيطري والثروة الحيوانية وربطها بالتقنية، وكان دعمنا لهم موجها ضمن اتفاقية اداء بأن توجه ذلك الدعم في هذا المجال، وجامعة جدة اعلنت هويتها البحثية في «اللوجستية» المرتبطة بالبحار والسواحل بحكم قربهم من البحر، وجامعة ام القرى هويتها الحج والعمرة، فمن غير الممكن ان تعمل جامعة الجوف في البحث الطبي او البحار لان ليس لها علاقة بهذه المجالات يجب ان انظر الى المقدرات الموجودة، فلدي في الجوف زراعة الزيتون والطاقة الشمسية فابني هويتي البحثية وفق هذه المقدرات، واشرنا على جامعة تبوك ان تكون هويتها البحثية عن مدينة نيوم فهذا مشروع وطني كبير يخدم المنطقة واستجابت الجامعات سريعا لهذه المطالبات، لكن بعض الجامعات الكبرى والعريقة لم يكن ان تحدد لها هوية بحثية وأيضا من المهم أن يرتبط التوظيف في الجامعة بالهوية التي حددت لها، فلا نريد ان نفرز اقساما ليس لديها قيمة تخدم المجتمع والوطن.
حجم المملكة .. والمخرجات
عايض الحربي: المبالغ الكبيرة مقابل المخرجات او المخرجات التي لا ترى؟
د. المالك : باختصار مبلغ مليار هو مبلغ مجرد نحن نتكلم عن اقتصاد بحجم المملكة، وما تم استثماره أقل من المعدل العالمي للناتج المحلي الاجمالي لأسباب تاريخية في ذلك الوقت فالقاعدة البحثية التي تسمح بالاستثمار الضخم لم تكف موجودة في ذلك الوقت، ولكن في 2008 عندما وجدت الكتلة الحرجة من العناصر الداخلة في المنظومة التي من الممكن ان تخلق اثرا فقد بدأ الاستثمار بشكل كبير فيها وكان واضحاً على مراحل طويلة الأمد، ولكي نستثمر في منظومة بحثية فعالة ينبغي ان نبني القاعدة اولا والقاعدة عبارة عن مصنع لخلق الافكار والمعرفة وتوطينها واستخدامها والاستفادة منها، فهذه هي منظومة البحث العلمي او المراحل المبكرة للابتكار بشكل عام بالمملكة العربية السعودية، فهي اكبر دولة منتجة للمعرفة في الوطن العربي، وبالأرقام المطلقة وايضا مقارنة بعدد السكان نحن افضل الدول في المنطقة مثل تركيا وغيرها، ووفق مجلة «نيتشر» وهي احدى اعرق المجلات العلمية التي ترصد جودة الإنتاج البحثي فالمملكة، تشكل ثلث الانتاج البحثي العربي، وهذا يعني ان الاستثمار كان في موضعه وكانت المخرجات جيدة نتيجة الاستثمار وتسويق التقنية وخلق قيمة اقتصادية واجتماعية وانسانية.
وأضاف، «المملكة تهتم بالابتكار من خلال برامج التحول الوطني، مثل البرامج التابعة للوزارة او برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، وهنا سؤالي للمجتمع الصحفي اين الصحافة العلمية؟ اين المحتوى العلمي الذي يقدم للرجل البسيط وبصورة بسيطة يمكن استيعابها فهذا عمل الصحافة والإعلام بالدرجة الأولى؟ فهناك مسار مهني في الصحافة المهنية خاص بالصحافة العلمية وهذا المسار يوجد في كثير من الصحف العالمية الكبرى وبعض القنوات التلفزيونية العريقة، وثمة صحيفتان لهما تجربة عريقة وجيدة في هذا الموضوع، هما صحيفة الاهرام المصرية والشرق الاوسط التي لديها صفحة تسمى «صفحة اليوم».
واستطرد قائلاً، «لقد عانينا فعلا من ايصال المخرجات البحثية للمواطن والمقيم غير المتخصصين لذلك اقترح من منبركم « جريدة الرياض» هذا ان يكون هناك تعاون فعال كل هذه الإشكالية، وفي السنوات الاخيرة حرصنا على موضوع الاعلام والعلاقات العامة بشكل كبير لأنه من حق المواطن ان يعلم اين يتم استثمار امواله الوطنية في المنظومة وعقدنا شراكات مع وكالة الانباء السعودية وايضا مع وسائل التواصل الاجتماعي لأنها منتشرة حاليا بشكل كبير، والمدينة لها تجربة كبيرة في اثراء المحتوى العلمي العربي والوصول الى سكان المملكة عن طريق الشراكة مع مجلة «نتشر» حيث نرعى الطبعة العربية منها وغيرها من الادوات ونحاول كل ما نستطيع ان نصل بأفكارنا ومنتجاتنا البحثية في المنظومة بشكل عام الى المواطن والمقيم.
د. الوابل: عندما ابدأ في العمل البحثي اشعر بالمتعة ولدي هدف لنقل هذا للمكان الأفضل، لكن هناك أكاديميون في السوق غير مؤهلين وليسوا رجال اعمال فنجدهم ضعفاء جدا من ناحية الاقتصاد فنجد مثلا بعض القطاعات تقوم بالشراكة مع جهات خارجية ثم تقوم تلك الجهات بالتعاقد معك باعتبارك جامعة داخل المملكة، ولديك دراسات مجتمعية للمجتمع السعودي.
اما بالنسبة لكمية الدعم المادي فالارقام التي تذكر قليلة جدا مقارنة بالأرقام في الدول المتقدمة وايضا يتم التساؤل اين انتم من كورونا؟ فالدول المتقدمة لإنتاج لقاح او دواء، فالبحث العلمي ليس وليد اليوم وينتهي غدا، اما بالنسبة لبراءات الاختراع لدى جامعة الملك سعود اكثر من 300 براءة اختراع خلال السنوات الماضية الخمس، وستة براءات اختراع فقط وصلنا من خلالها الى فائدة اقتصادية وتجارية وهناك 12 براءة اختراع في المرحلة التجريبية، و32 براءة اختراع في مرحلة «بيبي فيوزن» وهناك 64 ورقة نعمل عليها الان اما باقي براءات الاختراع سوف يأتي وقتها يوما ما او يمكن ان تنتهي بالتسجيل.
ان المراكز البحثية تعمل مع جميع الجهات وبشكل رائع لتلبية الحاجة المجتمعية، هناك «جسر» ما بين الصورة الجامعة وداخلها او المركز البحثي والسور الخارجي فبعض الشركات المحلية لا تعترف بوجود مشكلة كبيرة جدا عندما تأتي ببضاعة مستهلكة، والشركات الكبرى مثل سابك عندما بدأت الاستثمار في البحث العلمي والتكنولوجيا اتجهت للخارج ثم اكتشفت ان المحتوى المحلي والبقاء في الجامعات المحلية هو الذي يفيدها بشكل اكبر من اجل عملية الاستدامة.
الربيش: تعقيبا على كلام الدكتور عبدالعزيز المالك ، وسؤاله اين انتم كأعلام؟ فنحن في جريدة الرياض ، لد دينا تعاون مع جامعة «كاوست» من خلال صفحة اسبوعية وهناك تعاون مع جامعة الملك سعود ومازال هناك صفحة اسبوعية عن الطب والابحاث الطبية تبقى الاشكالية كيف نجد نقطة التقاء بين الاعلام والمراكز البحثية؟ بمعنى انه لا يجب ان تتحدث مع الاعلام بلغة الأكاديمي او الباحث وانما بلغة القارئ او الملتقي البسيط ورغم أن كاوست ادارتها العليا اجنبية، لكنها نجحت في الوصل عبر الاعلام الى ما يمس الناس من خلال الابحاث الزراعية كزراعة الرز مثلا او ابحاث المياه المالحة ،ونحن في «الرياض» مستعدون للتعاون معكم في المدينة وتخصيص صفحة أسبوعية أو دورية للبحث العلمي.
* د، العقيلي « اعتقد انه ينقصنا المحررين العلميين، الذين يستطيعون نقل الحدث العلمي بالشكل الصحيح دون ان يكون مشوه، وعندما كنت في جامعة البترول تعبنا كثيرا ونحن نبحث عن المحررين العلميين.
* د، : المالك « هذه مشكلة عالمية حتى العلماء في بريطانيا وامريكا يواجهون صعوبة في ايصال المعلومة للرجل الشعبي وهنا يبرز دور الصحافة العلمية.
واقترح وجود برنامج لتأهيل الصحافيين العلميين كمسار مهني موجود مثل الصحافة الرياضية او الاقتصادية ايضا تكون هناك الصحافة العلمية ووزارة التعليم مستعدة للمساهمة والتعاون في هذا المجال مثل تأسيس الماجستير في الصحافة العلمية فنحن بحاجة كبيرة لمثل هذا تخصص.
د. الوابل: هذه البرامج التنفيذية اصبحت علامة، في الجامعات لأنها تمس الحاجة مباشرة ومدتها قصيرة وتعطي الدرجة العلمية التي تساعد في تأهيل ما تريده.
* الوعيل : اشرتم الى ان الاعلام والمتلقي يعيشان عدم الثقة بمراكز الابحاث قبل مدة من الزمن ظهرت مشكلة في نوع من السيارات والان جائحة كورنا بين الفينة والاخرى تدعي جامعة ما انها وجدت لقاحا او طورته او دواء ومع احترافي فان الجامعات العالمية الكبرى لم تستطع الى الان ايجاد لقاح او دواء واعتقد ان الاعلام يتحمل جزءا من هذا لكن الجزء الاكبر تتحمله الجامعات؟
الابتكار في التعليم العام
د. العقيلي : الوزارة تعمل مع الجامعات على استراتيجية إعلامية، وكل جامعة عليها ان تكون حذرة في بث اخبارها وانجازاتها اعلاميا وان تتأكد من صحتها فإن الخطأ قد تلحق به تبعات ربما تتعدى الجامعة نفسها.
وهناك عدد من الجامعات تعمل بصمت وحكمة ولا يعلنون نتائج ابحاثهم حتى يتم التأكيد منها من ضمنها
* احمد غاوي: هناك دورات ربع سنوية للجانب الاقتصادي والتأميني مجانية بدعم مؤسسة النقد لكل الاعلاميين في المملكة، فلماذا لا يكون للمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، دور في تقديم هذه الدورات التي تركز على الجانب البحثي والابتكار بأسلوب مبسط للقارئ والمتابع في مختلف منصات الإعلام.
د. المالك : بإذن الله سننسق في هذا الشأن، وفي كل الافكار التي لديكم ونطرحها فلدينا ادارة للتوعية العلمية والنشر العلمي مختصة فعملية التواصل بين المجتمع والمؤسسات البحثية هي نقطة الم نعاني منها جميعا.
* غاوي: هل هناك تعاون مباشر بين المدينة ووكالة البحث والابتكار في المواضيع البحثية التي تفيد المجتمع؟
* العقيلي : «عندما بدأنا العمل في الوكالة لم نرد ان نكرر البرامج القائمة، والزملاء بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية يقدمون مجهودات رائعة في موضوع البرامج الموجهة ومن اجل ان نتمايز ونختلف عنهم ادخلنا التمويل المؤسسي للجامعات بناء على الهويات البحثية فقمنا بتغطية الجانب التمويلي المؤسسي للجامعات المبني على القوة والتمايز والهوية.
* الربيش: السوال موجه للدكتور العقيلي ، حدثنا عن الابتكار في التعليم العام؟
* العقيلي : « طبيعة التعاطي مع الابحاث والابتكارات في التعليم العام مختلفة تماما ففي الجامعات هناك دعم مؤسسي واضح للبحث العلمي، اما في التعليم العام يأتي على اشكال مختلفة كالتعاون مع موهبة او مع برامج (اولمبياد) المواد العلمية، ونحاول العمل مع الشركاء لأعداد برامج نحقق من خلالها عددا من براءات الاختراع.
وايضا لدينا «المسابقة الوطنية العالمية»، والاولمبياد العلمية يقوم الطلاب والطالبات بالمشاركة فيها للخروج بمنجز او براءة اختراع ونتمنى ان يكون هذا العمل متواصلا حتى تخرج هذه البرامج مبتكرين في المستقبل.
تعليق ل د. العقيلي « لا ننسى عامل الأقدمية التاريخية للتعلمي، فجامعة اكسفورد هي اكثر جامعة تقدما في تجربة لقاح كورنا السريرية عمرها تقريبا ألف سنة ، ولك ان تتخيل كمية الدعم الذي تحصل عليه والنضج التعليمي والبحثي الموجود فيها بالإضافة الى أن النظام التعليمي لبريطاني عال جدا فيها، اما جامعاتنا في المملكة تعتبر واعدة بالنسبة اليها، فأقدم جامعة لدينا هي جامعة الملك سعود عمرها أكثر من ستين سنة تقريبا .
* د. عايض: هل يمكن ان تتبنى جامعة الملك سعود مثلا مشروعا بحثيا لباحث غير سعودي باعتبار عدم توفر البيئة والدعم في بلده؟
* د. الوابل: «هناك انظمة التفرغ داخل الجامعات لذلك لا اتخيل او اعتقد حدوث ذلك الامر» .
* د. المالك: «هناك نوعان من الانشطة انشطة تمنح دعما بنظام تنافسي خاص بمنتسبي جامعات المملكة، سواء سعوديا ام غير سعودي، اما ان كان الباحث من منتسبي الجامعات الخارجية فهذا من الصعب ان يتم منحه بناء على المنح المالية المباشرة لكن المملكة متفتحة على التعاون البحثي مع دول العالم جميعها، لتلاقح الافكار ونقل المعرفة من مكان لآخر.
وحدة البحث والابتكار
د- عفاف الجبير : « من خلال تأسيسي لوحدة البحث والابتكار بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن وعملي بها لمدة عامين ، ثم انتقالي لإدارة الملكية الفكرية بنفس الجامعة وقبل ذلك عملي وإشرافي على مشاركات طلابية في المؤتمرات الطلابية وفي برامج موهبة وأيضا لبحوث التخرج، خرجت بهذا التصور لما يجب ان تكون عليه مراكز البحث والابتكار حتى نجني الثمار منها :
ان تكون ادارة مستقلة ماديا وإداريا تتبع للأدارة العليا بالجامعة مباشرة.
ان يتم اختيار من يديرها ويشرف عليها ممن له شغف بهذا المجال مع توفر الحس الاجتماعي والوطني وايثار المصلحة العامة وتقديمها.
إقامة منافسات بين المراكز المختلفة سواء على مستوى المدينة أو المملكة يتم خلالها استعراض الانجازات وتبادل الخبرات وحل المشكلات مع تخصيص جوائز أو مراكز للمراكز المتميزة
أن تنظم دورات تتعلق بالابتكارات والبحث العلمي والملكية الفكرية.
ان يتم عمل شراكة بينها وبين المصانع واصحاب رؤوس الأموال للمساعده في دعم ما ينتج عنها .
أن تصبح شروط التميز والترقيات وحتى أبحاث الماجستير والدكتوراه والتخرج بمدى الفائدة للوطن، فليس الهدف ابحاث منشورة او براءات اخراع غير مستثمره ولكن الهدف هو المساهمة الجادة من الجامعات بالنهضة العلمية والتقنية ودعم الاقتصاد الوطني والخروج بحلول لما يواجه المجتمع المحلي وتلبية احتياجاته وتوفير الفرص الوظيفية للشباب وجذب الاستثمار الخارجي وعدم التأثر بالأزمات المالية، لأننا نكون حينما نكون معتمدين على انفسنا نحقق الكثير من الإيجابيات.
كلمة أخيرة
* د. العقيلي أكرر شكري لكم وانني دائما أحب الافكار التحولية كيف سيتغير التعاطي مع رجل الشارع في ايصال المعلومة وكيف سيتغير دور الاعلام في التعاطي مع الاعمال البحثية بالجامعات، اتمنى ان تكون هناك خارطة طريق يمكن من خلالها تنفيذ هذه الافكار التحولية، وعلى الإعلام ان يكون محايدا حتى اثبات انجازات الابحاث العلمية.
د. المالك: باختصار التجربة البحثية في المملكة تجربة خصبة واعتقد انها مدعاة للفخر نعم لدينا اخطاء مثل اي دولة بدأت في هذا الموضوع لكننا نعالج هذه الاخطاء من خلال برامج الرؤية، وسيتم - إن شاء الله - سد هذه الفجوات الموجودة سابقاً وتلافيها في التخطيط للمرحلة المقبلة والتي ستركز على خلق قيمة اقتصادية ومجتمعية مباشرة يلمسها الجميع إن شاء الله.
* د. الوابل: «من هذا المنبر والصرح الكبير «جريدة الرياض» اقول ان البحث العلمي عملية تراكمية وليس «وليد اليوم وغدا يكبر» لذا ادعو الاعلام لتوضيح هذه الفكرة للعامة فكثير من الابحاث لا تظهر نتائجها الا بعد فترة زمنية طويلة فخلال ازمة كورونا، مثلا، بادرت الجامعات ومدينة الملك عبدالعزيز ووزارة الصحة بأعداد برامج ومبادرات خاصة بكرونا وخرجنا في جامعة الملك سعود ب 18 منتجا بسبب هذه الازمة منها اجهزة المعقمات اليدوية للأطباء وقناعات توزيع التنفس، كل ذلك لم يظهر بين ليلة وضحاها، انما ظهرت نتيجة عمل بحثي قديم لكن العامة تعتقد انه اذا بدأنا العمل اليوم يجب ان نستخرج العقار غدا وهذا ما يحاسبنا عليه رجل الشارع، وقبل ظهور كورونا المستجد، وضعنا دارسة الامراض المعدية بالمرتبة الأولى، من أجل صحة الانسان وجودة الحياة، فلدينا قوة في دراسة الامراض المعدية، ونحصل على الدعم اللازم من قبل الوزارة ، بناء على الهوية البحثية، لكن اتمنى على العامة عدم السرعة في المحاسبة وان يتفهموا طبيعة العمل البحثي ويجب تجسير العلاقة ما بين الباحث وصاحب الخدمة.
من اليمين د. عايض الحربي والزميل هاني وفا ود. ناصر العقيلي
ضيوف الندوة
د. ناصر العقيلي
د. عبدالعزيز المالك
د. محمد الوابل
د. عفاف الجبير
المشاركون في الندوة
هاني وفا
د.عايض الحربي
خالد الربيش
أحمد غاوي
نايف الوعيل
ناصر العماش


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.