قال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة في مؤتمر سنغافورة للطاقة أن الاستغناء عن النفط والغاز احتمال غير واقعي، رداً على تقارير وتوقعات تصدر وتجدد وتدور منذ أربعة عقود، ومنذ كان استهلاك العالم اليومي من النفط أقل من نصف مستوياته الحالية. كل هذه التوقعات والفرضيات للاستغناء عن النفط والغاز تعتمد على فرضية إيجاد بدائل رخيصة ومجدية وقابلة للنقل والتخزين، وأقرب هذه البدائل في الوقت الحاضر واقعية هي توليد الطاقة عن طريق الشمس والرياح، ولكن هذا البديل مكلف مادياً لإنتاجه بكميات تجارية، وغير قابل للتخزين والنقل في الوقت الحاضر، ونحتاج إلى عدة عقود من الزمن لتطوير كلفة إنتاجه وتخزينه ونقله، واستخدامه كبديل للنفط والغاز. نمو الطلب على النفط والغاز مستمر منذ اكتشافه بمعدلات تزيد في بعض الأحيان عن مستوياتها الطبيعية وسوف يستمر، ومالم يظهر انخفاض في نمو الطلب عليهما فإن الاستغناء عنهما يجعله فعلاً احتمالاً غير واقعي، وللمعلومية نمو الطلب السنوي على النفط في الدول الصناعية يتراوح من (1–2 %)، بينما نمو الطلب عليه في الصين والهند يتجاوز (5 %) سنوياً، وهما الآن من أكبر المستوردين والمستهلكين للنفط. يعتمد بعض المحليين الاستناد في توقعاتهم للاستغناء عن النفط والغاز إلى ذكر النمو والتوسع في إنتاج واستخدام السيارات الكهربائية، متجاهلين أن هذه الشريحة من وسائل النقل تعتمد على توفر الكهرباء التي يتم توليدها في الغالب باستخدام النفط والغاز، كما أن مكونات هذه السيارة تعتمد في جزء كبير من إنتاجها على مواد يتم إنتاجها من خلال الصناعات التحويلية التي تعتمد بالكامل على توفر النفط والغاز.