قال عدد من المحللين الماليين والمستثمرين بسوق الأسهم السعودي: إن التراجع الذي شهده السوق في آخر أسابيع شهر أكتوبر 2020 فاقداً ما يقارب 400 نقطة في آخر جلسات ذلك الأسبوع، بعد 6 أشهر من الارتفاعات المتوالية، نتيجة منطقية للارتفاعات التي شهدها السوق خلال الأشهر الماضية، والتي عادة يعقبها نوع من التصحيح وجني للأرباح، إضافة إلى تأثره بالعديد من المؤثرات الخارجية المهمة ساهمت في الضغط على السوق، وتفاقم ذلك التراجع يأتي على رأسه التخوف من موجة ثانية لفيروس كورونا المستجد، قياساً على ما تشهده الكثير من الدول في أوروبا وغيرها، التي عاودت إجراءات العزل والإغلاق الاحترازي، ثم التراجع والتذبذب الذي يشهده النفط، إضافة إلى التطلع لنتائج الانتخابات الأميركية وما ستؤول إليه، شأنه في ذلك شأن غيره من أسواق العالم، وأكدوا أن السوق السعودي رغم هذا التراجع مازال يملك سيولة جيدة، ومازال مغرياً وقادراً على جذب المزيد من الاستثمارات والسيولة في ظل غياب الفرص البديلة في بقية القطاعات الأخرى، وخلال أيام قليلة ستتضح الرؤية حيال مساره، بناء على معطيات نتائج بعض الشركات للربع الثالث من العام التي لم تعلن بعد، وعلى ما ستؤول إليه الأمور في عدد المؤثرات التي تؤثر عليه. وقال رئيس المركز الخليجي للاستشارات المالية، محمد بن فهد العمران ل"الرياض": "إن التراجع الذي يشهده السوق حالياً كان متوقعاً، وساهمت عدة عوامل خارجية في تعميقه، وهي عوامل ليست محلية، يأتي على رأسها التراجع الذي تشهده أسواق الطاقة، وهبوط أسعار النفط، ثم التخوف من موجة ثانية لفيروس كورونا المستجد، قياساً على ما تشهده الكثير من الدول في أوروبا وغيرها، التي عاودت إجراءات العزل والإغلاق الاحترازي، إضافة إلى ترقب نتيجة الانتخابات الأميركية التي تتطلع إلى نتائجها عموم أسواق المال والبورصات العالمية". وأشار محمد العمران، إلى أن الأمل يحدو الجميع أن تكون نتائج الشركات التي لم يتم إعلانها حتى الآن ومن بينها بعض البنوك جيدة وفوق التوقعات، لكي تعزز عودة السوق إلى مسار يعكس تلك التراجعات، مبيناً أن الأيام المقبلة ستتضح خلالها أمور عدة بالنسبة لعدد من المؤثرات التي تضغط على السوق كفيلة بتوضيح الرؤية تجاه مساره. بدوره قال المستثمر في السوق، محمد بن غانم الساير: "رغماً عن التراجع غير المنطقي في حدته، إلا أن السوق السعودي مازال مغرياً، ومازال يمتلك السيولة الجيدة، وأيضاً القدرة على جذب المزيد من السيولة في ظل غياب الفرص البديلة في بقية القطاعات كالقطاع العقاري، والقطاع الصناعي وغيرها". وأكد محمد الساير "أن تراجع السوق الحاد جاء نتيجة ضغط كبير من قبل مؤثرات عالمية تؤثر على عموم الأسواق العالمية ومنها السوق السعودي، ومنها ملف كورونا، وتأثير عودة الإغلاق الجزئي والكلي في عدد من دول العالم، إضافة إلى ترقب نتائج الانتخابات الأميركية وما ستؤول إليه، ثم تأثير تراجع أسعار النفط". وقال الساير: "لا أعتقد أن السوق سيوغل في الهبوط، وأظن أن السوق مؤهل للارتداد عند حدود نقطة 7800، بناء على ما يمتلكه من مقومات مشجعة، يأتي على رأسها استقرار الوضع الاقتصادي المحلي، ونجاح المملكة في التعامل بشكل جيد مع جائحة كورونا". وكان السوق السعودي قد افتتح أولى جلساته لهذا الأسبوع يوم أمس الأحد 1 نوفمبر 2020، مواصلاً تراجعه بحدة أقل، وبلغ المؤشر العام للسوق 7٫893٫14 نقطة تقريباً في حدود الساعة 1 ظهراً، وكان المؤشر العام ل "تاسي" قد شهد تراجعاً بنسبة 4.72 %، فاقداً 391.36 نقطة من قيمته بنهاية آخر جلسات شهر أكتوبر هابطاً إلى مستوى 7٫907٫72 نقطة، مقابل 8٫299.08 نقطة، بنهاية الشهر الذي سبقه. وسجل السوق خسائر سوقية في أكتوبر 2020، بلغت نحو 489.83 مليار ريال، ليتراجع رأس المال السوقي، للأسهم المدرجة إلى 8.64 تريليونات ريال، مقابل 9.13 تريليونات ريال، بنهاية الشهر الذي سبقه. وتراجعت قيم التداول في أكتوبر 2020 إلى 221.35 مليار ريال، مقابل 267.45 مليار ريال، بتراجع 17.24 %، بعد هبوط كميات التداول 16.2 % إلى 9.4 مليارات سهم، مقابل 11.2 مليار سهم بالشهر الذي سبقه. محمد العمران محمد الساير