تردد بكثرة في الآونة الأخيرة إعادة استخدام مصطلح مناعة القطيع قد يكون السبب انزعاج البعض من طول فترة الاحترازات أو الخوف من الإغلاق ولكيلا أتشعب كثيرا سوف أجيب فقط على نقطة مناعة القطيع. نعم مناعة القطيع قد تكون مجدية مع بعض الأمراض حيث يكتسب الغالبية مناعة طويلة الأمد ضد جرثومة معينة، ولكن هذا لا يعد صحيحا في كل الأحوال والحالات وفي هذا السياق نركز الحديث عن وباء كورونا المستجد، وكما هو معلوم لدى الجميع هذا الفيروس جديد على العالم أجمع والتعلم عنه يكون من المعايشة ولهذا في البدايات جربت بعض الدول تطبيق مناعة القطيع إلا أنها سرعان ما تراجعت لعدم جدوى هذه الطريقة بل وضررها أسرد فيما يلي بعض من هذه الأسباب: أولا: فيروس كورونا المستجد صنف حديثا أنه تنفسي دموي بمعنى أنه يصيب الجهاز التنفسي والدموي (كريات الدم الحمراء، الصفائح الدموية) وهذا يجعل خطر تداعياته يشمل كل الفئات المجتمعية الشباب، كبار السن، أصحاب الصحة الجيدة وأصحاب الأمراض المزمنة) مع تزايد الخطر للفئات ذوي الأمراض المزمنة والمناعة الضعيفة فخطر الإصابة به يتراوح من البسيط المتوسط إلى الوفاة وهو ما فيه تعريض المجتمعات إلى خطر بنسبة عالية. ثانيا: حتى في حالات الإصابة فالمناعة المكتسبة أبدا لم يثبت علميا أنها طويلة الأمد بل على العكس المعروف عن فيروسات كورونا أن مناعتها قصيرة الأمد وفي حالة كورونا المستجد ثبتت الإصابة الثانية في أماكن وحالات متفرقة وضعف تواجد الأجسام المناعية بعد فترات من الإصابة تتراوح بين 6 إلى 8 أشهر، إذن فلا جدوى ترجى من منظومة مناعة القطيع القصيرة. فالحل إلى الآن في شقيه الأول التوصل إلى المصل الوقائي من هذا الفيروس بأمر الله والالتزام بالاحترازات الوقائية فلنجعلها أسلوب حياة لما لوحظ في استخدامها من الوقاية والتقليل بأمر الله ليس فقط من كورونا المستجد ولكن من كثير من عدوات الجهاز التنفسي والهضمي، وأخيراً، أصدق دعواتي للجميع بدوام الصحة والعافية.