باب الزاء الثلاثي كنا قد توقفنا عند كلمة زاد في باب الزاء الثلاثي ونبدأ اليوم مع كلمة: «زار» جاء في الغني زارَ فعل ثلاثي متعد زُرْتُ، أَزورُ، زُرْ، من الزِيارَةٌ وهي الذهاب لشخص لِلالْتِقاءِ بِهِ والسَّلامِ عَلَيْهِ وقضاء حاجة عنده . يقول قيس بن الملوح : أَتُضرَبُ لَيلى كُلَّما زُرتُ دارَها وَما ذَنبُ شاةٍ طَبَّقَ الأَرضُ ذيبُها وفي المعنى الشعبي لايتعدى المعنى الى معنى اخر يقول الشاعر إبن جلق عندما سمع خبر وفاة زوجته زارني عقب العشاء طيف يقول إنتبه ياشوق مثل ماينام «زاع» جاء في المحيط زاع البعير: حَرَّكَهُ بِزِمامِهِ لِيَزيدَ في السَّيْرِ وزاعَ البعيرَ: استخفَّهُ وهَيَّجَهُ. يقول أبوذؤيب الهذلي من شعراء العصر الجاهلي : أَصبح مِن أُمِّ عَمروٍ بَطنُ مَرفاح زاعُ الرَجيعِ فَذو سِدرٍ فَأَملاحُ يا هَل أُريكَ حُمولَ الحَيِّ غادِيَةً كَالنَخلِ زَيَّنَهُ يَنعٌ وَإِفضاحُ وهذه الكلمة لم يتغير معناها في الشعبي عن الفصيح كثيرا يقول مجيدع الربوض -رحمه الله - زعناه من خشم الزمل بايسر الطار شقح وصفر وعازلاته مغاتير ويقول عدوان الهربيد -رحمه الله - زعنا من الغوطه شمال بتغريب وصارت بنا عن سوق حايل مناحي « زاغ» جاء في اللسان : زاغَ الطريق زَوْغاً وزَيْغاً: عَدَلَ وفي المحيط : زاغ : مال و زاغ عن الطريق : حاد عنه و زاغ البصر : اضطرب وانحرف أَنشد ابن جني : صَحا قَلْبي وأَقْصَرَ واعِظايَهْ وعُلِّقَ وصْلَ أَزْوَغَ مِنَ عَظايَهْ يقول بن الرومي : إنْ أنا لم أجزِ بالإِساءة من زاغ عن القصد أو أبَى رشدَهْ وفي المعنى الشعبي كما هو المعنى في الفصيح فيقال زايغ بصره يعني منحرف بصره ويقال في المثل الشعبي فلان لايستطيع ان يزوغ ولا يروغ وزاغ قلبه خوفا اي اضطرب وقفز عن مكانه مجازيا يقول الامير عبدالله بن رشيد : قطعت جسرين وراء جسر بغداد يزوغ قلب المسطحي يا هوى بيه ويقول الشاعر حمد العلي من شعراء عنيزه : انا اللي زاغ قلبي من نحيبه ومن همي ومن هجر الحبيبه «زاف» جاء في المحيط زافَ الحَمامُ: جَرَّ الذُّنابَى ودَفَعَ مُقَدَّمَهُ بمؤَخَّرِه واسْتَدارَ عليها يقول جرير: وَزافَت كَما زافَ القَريعُ مُخاطِراً وَلُفَّ القِرى وَالحالِبانِ فَأَلبَدا ويقول الشريف الرضي: متى تنسمُ مسَّ السوط جلدتُها زافت كما زاف عنق المصعب القطم وفي المعنى الشعبي وعلى نفس المعنى ولكن هناك من شبه الزهر والعشب في تمايله بزاف الحمامة لذيلها بتبختر يقول الشاعر مخلد القثامي : في وادي زاف الزهر في جوانبه وظلت دقايقها تكاسر لشيبها وكذلك شبه به شعر الحسناء من النساء فيقال شعرها زاف على زاف يقول الشاعر سليم بن عبدالحي من شعراء الاحساء : والشعر زافات من فوق البريم كاسي الامتان والعنق المهاه زاعت الإبل