زالَ النَهارُ وَنورٌ مِنكَ يوهِمُنا أَن لَم يَزُل وَلِجُنحِ اللَيلِ إِجنانُ وإن جت على ما أريد والكيف لي زان ل أصخر معك غير النهار أسري الليل كنا قد توقفنا في الأسبوع الماضي عند كلمة زاف من باب الزاء الثلاثي واليوم نبدأ مع كلمة: «زاك» جاء في معاجم اللغة المعاصرة أن معنى زاك: زكِيّ المَغْرِس: كريم الأصل، طاهر العُنصر. يقول أبوتمام: مَنْ نَالَ من سُؤدَدٍ زَاكٍ ومِن حَسَبٍ ما حَسْبُ واصفه من وصفهِ حسبا وفي المعنى الشعبي التصقت هذه الكلمة بالنسب كثيرا وبنفس المعنى الفصيح يقول الشاعر خضير الصعيليك مادحا الشيخ الجربا: عز الله انك طيب وتفعل الطيب والطيب يجنى منك يا زاك الانساب ويقول الشاعر غازي بن عون يسند على الشاعر عبدالرحمن العطاوي: حيثه إنه من أرباب الهوى الافذاذ شاعر هوازن «زاك الانسابي» «زال» جاء في الوسيط زال الشّخص هلك وزال عن الوجود وزالَ الأَثَرُ اِخْتَفَى. يقول المتنبي: زالَ النَهارُ وَنورٌ مِنكَ يوهِمُنا أَن لَم يَزُل وَلِجُنحِ اللَيلِ إِجنانُ وفي المعنى الشعبي زال اختفى عن مكانه وزال عن الدنيا مات يقول الشيخ جديع بن ملحم مواسيا الشيخ نمر بن عدوان: يا نمر دنيانا سراب مظلي ربرب على روس العوالي وزالي ويقول الأمير محمد العبدالله الرشيد: كل دولة دالت وزالت وحكم غير حكم الله يزول ننزل في منازل حي اقفى وينزل في منازلنا نزول.. «زام» جاء في اللسان زام الشّخص نظر غاضبًا مغمغمًا بكلام لا يبين، وزَام الرجلُ بأَنفه إذا شَمَخ وتكبر فهو زامّ، وزام العشب إذا ارتفع عن اللُّعاع، ولم أجد بيتا من الفصيح يدعم هذا المعنى رغم ذكره في معاجم اللغة، وأعتقد أن المعنى الشعبي الذي أريد ذكره جاء مجازيا في استخدام هذه الكلمة بمعنى الافتخار والزهو أو غضب وهيجان كقول مولى الشيخ بن هذال: علمي بهم بقصّير وقبله التوم تعاطوا المعبار والشط زامي «زان» جاء في اللسان الزَّانُ ضرب من الشجر العظيم الطويل المستفيم الجذع الأَملس اللِّحاء، وفي معجم الأعشاب شجر يتخذ من غصنه الرماح وزعم قوم أنه المران، وجاء في الرائد زان الشيء جمله وحلاه وحسنه. يقول الأحوص الأنصاري على المعنى الثاني: وَإِذا الدُّرُّ زانَ حُسنَ وُجوهٍ كانَ لِلدُّرِّ حُسنُ وَجهكِ زَينا وفي المعنى الشعبي فكلا المعنيين لهذه الكلمة المتفقة للفصيح ففي المعنى الأول وهو خشب طويل تعمل منه أعواد الرماح يقول الشاعر عيادة بن منيس يصف فراق زوجته والألم الذي يحسه: عرفت يوم عظامها ما عمدنّه هوزة عديمٍ هاز له واطلق الزان وفي المعنى الآخر يقول عادي بن رمال - رحمه الله - في رده على الأمير محمد السديري: وإن جت على ما أريد والكيف لي زان لا أصخر معك غير النهار أسري الليل.. أطلال الاماكن