يؤكد معظم المشتغلين والعارفين بأمور السياسة أن الأمير بندر بن سلطان هو الداهية الفذ، حيث يتميز بسرده التاريخي للأحداث السياسية، ويوضح الملابسات والظروف، ويضع النقط على الحروف، ويؤكد ذلك ما جاء ضمن مقابلته في وثائقي «مع بندر بن سلطان»، الذي أذيع على شاشة «العربية» مساء الاثنين الماضي. فقد أوضح الأمير بندر بن سلطان أمين مجلس الأمن الوطني السعودي السابق، أن سنة القيادة السعودية وأولويتها هم المواطنون والمواطنات السعوديون، وهذا من عهد المؤسس الملك عبدالعزيز وجميع ملوك السعودية، والملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان. وأضاف بأن القضية الفلسطينية نعتبرها قضية وطنية وقضية عادلة، لكن محاميها فاشلون، وإن القيادات الفلسطينية دائما تراهن على الطرف الخاسر وهذا له ثمن. وعن مصر، قال بندر بن سلطان إنها حاولت منذ عهد مبارك وحتى الآن تحت قيادة الرئيس السيسي التوفيق بين فتح وحماس، أيضاً لفت إلى أن الملك عبدالله جمع أبو مازن وخالد مشعل، وبعد اتفاقهما بأيام حاول كل طرف التنصل من الاتفاق والتآمر على الآخر، وأكد وأبان بندر بن سلطان أنه في 1967 استضافت السعودية الطائرات المصرية الموجودة في اليمن رغم الخلاف، منوهاً بأن الجيش السعودي قاتل بجوار إخوانه السوريين في الجولان في 1973. وفي سياق آخر، أكد الأمير بندر قائلاً إن الشعب القطري منا وفينا، لكن دولة قطر دولة هامشية وأفضل شيء تجاهلها. وجاءت التصريحات ضمن مقابلة أجرتها قناة العربية مع الأمير والدبلوماسي المحنك، مستعرضاً خلالها الكثير من تفاصيل مسار القضية الفلسطينية، ومستشهداً بالأحداث والوقائع والأدلة التاريخية، مؤكداً أن القضية الفلسطينية هي المحور الرئيس لأي محادثات سعودية أميركية. حيث أوضح أن الملك فهد كان يملك رؤية استراتيجية، ولهذه الأسباب ساعد الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان في نيكاراغوا، وفي هذا السياق أيضاً، شدد سفير المملكة السابق لدى واشنطن، على أنه لم يخرج مسؤول سعودي يتحدث عما كانت تفعله القيادات الفلسطينية، لأن السعودية هدفها خدمة الشعب الفلسطيني، كما نوّه بأن القضية الفلسطينية ظلت تعاني من إهدار وضياع للفرص من جانب القيادات الفلسطينية. على صعيد آخر، أشار أمين مجلس الأمن الوطني السعودي السابق بندر بن سلطان، إلى أن الملك فهد تدخل لوقف اعتداءات إسرائيل على الفلسطينيين في لبنان، كما أجبر الأميركان على تغيير خطاب لريغان كان يدعو لمبادرة سلام بين السعودية وإسرائيل، مؤكداً أن دعم القضية الفلسطينية يكون بالمواقف والأفعال وليس بالشعارات والمزايدات، مشدداً على أن أكثر ما يؤلم هو ضياع الفرص الضائعة وما يتسببه من مأساة، وأن المتضرر الأول من ذلك هو الشعب الفلسطيني. ويصرح بعض الذين عملوا تحت قيادة سموه حيث كانوا يلحون عليه في قبول طلبات اللقاءات الإعلامية، وكان رده (ليس المهم كثرة الظهور الإعلامي.. المهم عندما تظهر تجد الكل ينصت إليك بكل حواسه) أيضاً ما يتمتع به من ذكاء وحنكة وحكمة وهدوء ووضوح ومباشرة شديدة كشفت عن حقائق غائبة ورفعت الغطاء عن التزييف والمزايدات وسمّت الأشياء بمسمياتها الحقيقة ولديه قراءة التاريخ والأدوار بصدق بدون ضبابية وتدليس. وقد أخذت تصريحات لأمين مجلس الأمن الوطني السعودي السابق الأمير بندر بن سلطان، مساحة كبيرة من اهتمام وسائل الإعلام ونشطاء التواصل الاجتماعي في المنطقة العربية، حيث تحدث الأمير بشكل مستفيض عن مسار القضية الفلسطينية ودور دول مجلس التعاون الخليجي خصوصاً السعودية في دعمها، معرجاً على ملفات آنية مثل مقاطعة قطر ودور كل من إيران وتركيا في توتير الأوضاع في المنطقة. عضو الجمعية السعودية للعلوم السياسية وعضو في مركز الملك فيصل للدراسات والأبحاث