عندما يتحدث عراب السياسة سمو الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود أمين مجلس الأمن الوطني السعودي سابقاً فيجب أن تستمع ويستمع الجميع؛ لأنه سيتحدث عن حقائق قد تخفى على الكثير ويريد من ذلك أن يعرف القاصي والداني ما بذلته هذه الدولة الرشيدة على يد مؤسسها الملك الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - إلى يومنا هذا وخاصة فيما يخص القضية الفلسطينية وهي قضية العرب والمسلمين، وقد تابعت حديث سموه على قناة العربية الجزأين كاملين من البداية حتى النهاية وأنا أشعر بالفخر والاعتزاز بهذه القيادة الحكيمة وتعاملها مع القضية الفلسطينية وجهودها لنصرة الشعب الفلسطيني رغم أن قيادات الشعب الفلسطيني هم من أضاعوا فلسطين، لقد أكد سموه أن إساءات هذه القيادة لدول الخليج مرفوضة تماماً ولا يكفي اعتذار عن تلك الإساءات وقال عن إيران: «أعتقد أن الظروف والأيام الآن تغيرت»....»ومن يعدونه حليفهم الآن إيران التي تتاجر بالقضية الفلسطينية على حساب الشعب الفلسطيني، وإيران خامنئي يريدون تحرير القدس عن طريق اليمن وسورية ولبنان؛ القدس لها طريق معروف إذا كانوا يريدونه». وتطرق سمو الأمير بندر إلى هرولة قادة حماس إلى تركيا لشكر أردوغان على مواقفه المؤيدة لحماس والقضية الفلسطينية بعد إعلانه نيته سحب سفير أنقرة لدى الإمارات، وتابع الأمير بقوله: «تركيا التي ذهب إليها قادة حماس يشكرونهم على موقفهم تأييداً لموقف حماس والقضية الفلسطينية، أردوغان الذي أعلن أنه سيسحب سفيره لدى الإمارات تأييداً للقضية الفلسطينية»...»الأقربون أولى بالمعروف، بدل سحب سفيرك في الإمارات لديك سفير إسرائيل في أنقرة.. اطرده.. بدل سحب سفيرك في الإمارات، لديك سفير إسرائيل في أنقرة...!» وقد تحدث أيضاً سمو الأمير بندر بن سلطان عن عدة مبادرات قدمتها المملكة العربية السعودية لإقناع الإدارة الأميركية في عهد الرئيس كارتر وريغان للاعتراف بالسلطة الفلسطينية والتعامل معها دبلوماسياً رغم معارضة مسؤولين أميركيين، وكيف راوغ الراحل ياسر عرفات في قبول هذه المبادرات، تلك القيادات إلى الآن، بلا شك هي أحد الأسباب الكبرى في الضرر الواقع على القضية الفلسطينية. ما تضمنه لقاء الأمير بندر يوضح موقف المملكة من القضية الفلسطينية وأنه موقف ثابت وواضح وإجهاض النتائج من قبل القيادة الفلسطينية. وكما ذكر سموه حيث قال: «قضية فلسطين عادلة، لكن محاميها فاشلون والقضية الإسرائيلية غير عادلة لكن محاميها ناجحون» وهذا يختصر الأحداث خلال السبعين عاماً الماضية. ختاماً بندر بن سلطان كشف اللثام وأزال الغطاء عن قضية القضايا في قناة العربية والدور السعودي منذ التأسيس إلى يومنا هذا في عهد ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله ووفّقه - وكيف كانت مملكتنا الغالية دوماً داعمة للطرف الفلسطيني في جميع النواحي السياسية والإدارية والاقتصادية والإعلامية والمعنوية والروحية والإنسانية منحازة للحق الفلسطيني رغم أن جل من يمثّل الفلسطينيين أقل ما يقال عنه أنه فاشل وذلك بانحيازهم لرؤوس الإرهاب العالمي ومنهم على سبيل المثال لا الحصر؛ الخميني، صدام، خامنئي أردوغان وغيرهم. وشدد سمو الأمير بندر بن سلطان بقوله: «ليست لدينا مزايدات وشعارات نبيعها، لدينا مواقف وأعمال» إننا نفتخر ونعتز بهذه القيادة الحكيمة ومواقفها العادلة عربياً وإسلامياً ودولياً.