يقدم صندوق التنمية الزراعية دعماً لتمويل زراعة البن، كأحد القطاعات التي يمولها الصندوق ضمن البرنامج المساند لبرنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة بالمملكة. ويهدف التمويل إلى زيادة نسبة الاكتفاء الذاتي وإحلال نسبة من واردات البن، وتوفير فرص عمل في مناطق الإنتاج وضمن سلسلة التصنيع والتسويق، وزيادة دخل صغار المنتجين، وإدخال ونشر البن كأحد المحاصيل النقدية إلى التركيبة المحصولية وكمصدر لتنوع القاعدة الإنتاجية الزراعية، إضافة قيمة من خلال التصنيع والتسويق. يشار إلى أن المناطق المستهدفة في التمويل هي: الباحة، وعسير، وجازان، ويمكن للمزارعين الأفراد، والمستثمرين، والجمعيات التعاونية، الاستفادة من التمويل، وتتضمن مجالات التمويل: شتلات البن وشبكات التنقيط، ومعامل ومصانع البن، وآلات حصاد وتجفيف وتقشير البن، وبرنامج حصاد الأمطار. وكان لصندوق التنمية الزراعية المساهمة الفعالة في إنجاح مثل هذه البرامج، حيث دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - برنامج التنمية الريفية والمقدم من قبل وزارة البيئة والمياه والزراعة، إضافةً إلى تدشين الصندوق البرنامج المساند، للإسهام في تمويل (برنامج التنمية الريفية)، وقد خصص الصندوق مبلغ ثلاثة مليارات ريال كتمويل مساند لبرنامج التنمية الزراعية الريفية المستدامة بالتنسيق مع وزارة البيئة والمياه والزراعة والذي يتضمن دعم صغار المزارعين والمربين والصيادين ومربي الماشية في ثمانية قطاعات واعدة ومنها تمويل زراعة البن، حتى العام 2025م. ويمكن للراغبين بالحصول على التمويل زيارة أحد فروع الصندوق أو مراكز الخدمة التابعة في المناطق المستهدفة. وكانت وزارة البيئة والزراعة والمياه، قد شرعت في استثمار كنوز جبال جازان، التي تتميز بمناخها المناسب لزراعة أهم أصناف البن والتي ثبت نجاحها تحت ظروف المنطقة، وتصنف المملكة من أكثر دول العالم استهلاكاً للبن لارتفاع معدل استهلاك الفرد السعودي للقهوة، وتقدر الكميات المستوردة سنويًا للأسواق السعودية من البن ب10.000 طن، ويبلغ معدل إنفاق السعوديين على إعداد القهوة أكثر من مليار ريال، بواقع يتجاوز 60 ألف طن حسب تقديرات وزارة البيئة والمياه والزراعة، ودراسات جامعة الملك عبدالعزيز، ومن المعروف أن زراعة البن ذات عائد اقتصادي جيد، إلا أن زراعتها في منطقة جازان لم تزدهر لقلة مياه الأمطار الساقطة في بعض الشهور من السنة، لأن البن يحتاج إلى كميات من مياه الأمطار ما أدى إلى انحسار زراعته. وتسعى المملكة لجعل منطقة جازان ومناطق جبلية جنوبي المملكة، مصدرًا مهمًا لإنتاج البن، وخصوا البن الخولاني الذي يمتاز بالجودة عن بقية الأنواع، وتحقيق الاكتفاء الذاتي منه وتصدير الفائض عالمياً دعماً للاقتصاد الوطني وفق رؤية 2030. كما تسعى لتوثيق البن الخولاني في المحافظات الجبلية في جازان، وخاصة في محافظة الريث ومحافظة الداير بني مالك بغرض تسجيله في المنظمة العالمية للتراث "اليونسكو"، وسيكون تسجيله داعماً قوياً لتحقيق إنتاج أكبر يصل بالبن الخولاني إلى العالمية. ووفق إحصاءات تقديرية حديثة، فعدد أشجار البن في جازان لا يزيد على 160 ألف شجرة، منها أكثر من 80 ألف شجرة مثمرة وتُسهم ب1.4 % فقط في سوق البن في المملكة، وبدعم أرامكو السعودية التي أطلقت مشروعًا تنمويًا لتشجيع زراعة البن في جبال جازان صعد الرقم لمستويات قياسية، ليستفيد من زراعة البن أكثر من 500 مُزارع، ويسعى المشروع التنموي بالتعاون مع الجمعية الخيرية في محافظة الداير بجازان وهيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية التابعة لوزارة الداخلية إلى اختيار أكثر مزارع البن احتياجًا، وتوفير جميع ما تحتاجه المزارع من معدات وأدوات، وتدريب المزارعين على أحدث طرق استزراع القهوة، والاستفادة من فرص نمو هذه الصناعة في المنطقة وزيادة إسهاماتها في سوق القهوة بالمملكة، وتصدير الفائض عالمياً. أكثر من 80 ألف شجرة بن مثمرة في المناطق الجبلية بجازان