يأتي مهرجان البن الثاني الذي يرعاه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة الجمعة بمحافظة الداير بني مالك في نسخته الثانية هذا العام وسط جهود واستعدادات كبيره تبذلها اللجنة المنظمة للمهرجان الذي سيقام في ساحة القرحان بالداير ويستمر لمدة اسبوع كامل ليجعل من البن علامة مميزة وشهرة ترويجية للمحافظة تجمع بين عراقة المنتج كموطن أصلي ورمزيته للقيم العربية الأصيلة والمردود الاقتصادي المجدي وإعادة توطين الشجرة والتوسع في غرسها واستصلاح المدرجات وإعادة تأهيلها وتشجيع المواطنين وملاك المدرجات الجبلية وتحسين البيئة وتجميلها وحفظ مخزون التربة والمياه حيث أن هذه الشجرة تعتمد على مياه الأمطار وتتحمل عوامل الجفاف ونقص الأمطار اذ انها شجرة اقتصادية صبورة غير مكلفة تتكيف مع أجواء الجبال وتقاوم العوامل الطبيعية لتعود المدرجات الزراعية المخضرة بأشجار البن عامل جذب سياحي هام بالإضافة الى عوامل الجذب السياحي الأخرى من جمال الطبيعة وتنوع التضاريس واعتدال المناخ والمطلات الجبيلة ووجود العين الحارة والموقع الاستراتيجي للمحافظة. محافظ الداير بني مالك رئيس اللجنة الرئيسية المنظمة للمهرجان محمد بن هادي الشمراني اوضح أن المهرجان يأتي في إطار التعريف بالمقومات الزراعية والسياحية التي تزخر بها المحافظات الجبلية بمنطقة جازان، كمنتج البن الذي يعد المكون الأساس للقهوة العربية الأصيلة، وكذلك التعريف بمزايا مرتفعات منطقة جازان في محافظات بني مالك، فيفاء، الريث، العارضة، مراكز جبال الحشر، قيس، العبادل والقهر وغيرها من المواقع بالقطاع الجبلي من إمكانات سياحية متميزة ولفت الى أن المهرجان يأتي تتويجا لنجاح المهرجان الأول في العام الماضي وما حققه من دعم لزراعة البن والتعريف بها على المستويين المحلي والإقليمي ودعا الشمراني الجميع لزيارة المهرجان والتعرف على ما تزخر به محافظة بني مالك من مقومات طبيعية وسياحية وما يشتمل عليه المهرجان من فعاليات وبرامج. المزارعون بدأوا مبكراً الاستعداد للمشاركة و«عقد الصفقات» واوضح رئيس اللجنة الاعلامية للمهرجان حسين المالكي ان عائدات المهرجان خلال العام الماضي قرابة النصف مليون ريال ويتوقع أن تتضاعف خلال هذا العام نظرا للنجاح الكبير الذي حققه المهرجان وقال ان مزارع البن تنتج اكثر من 500 طن وان عدد مزارعي البن 700 مزارع فيما وصل عدد اشجار البن حوالي 80000 شجرة وبين المالكي ان عدد المزارعين المشاركين في المهرجان 200 مزارع يعرضون افضل انواع البن الخولاني من مختلف محافظات القطاع الجبلي وقال ان من النتائج الطيبة للمهرجان افتتاح فرع للزراعة بمحافظة الداير وترسية عقد غرس 300000 شتلة بن في محافظتي فيفاء والعيدابي و300000 شتلة بن في محافظة الداير بالإضافة الى عودة المزارعين للاهتمام بشجرة البن وإنعاش سوق الانتاج المحلي. ولفت إلى أن المهرجان يشتمل معرض خاص للبن وفعاليات اخرى متنوعة تضم ندوات ثقافية، أمسيات شعرية، ألعاب ترفيهية، مسرحيات، فلكلورات شعبية، تسوق، معارض تراثية وتاريخية، ومشاركات للقطاعات الحكومية اما يحيى شريف المالكي احد المهتمين بزراعة البن في جبال جازان فقال كانت فكرة مهرجان البن بمحافظة الداير رائدة وأحدث المهرجان الأول صدى واسعا عكس مستوى الفكر والتخطيط الذي أديرت به هذه الفعالية وقال ان هذه الشجرة الأصيلة ارتبط منبتها بهذه الجبال وارتبطت قهوتها بعادات العرب الأصيلة كرمز للكرم والنخوة والشهامة وهي علامة فارقة وتعريفا مختصرا وشعارا يميز هذه المحافظة الجميلة ومحفزا لمزيد من الاهتمام بتنميتها في كل المجالات وقال ان شجرة البن كانت هذه الشجرة تغطي مساحات كبيرة من مدرجات جبال الداير وتعتبر مؤشرا على ثراء مالكها حيث كانت المنتج الأول اقتصاديا واضاف ان لشجرة البن جمال أخاذ يزين سفوح وقمم الجبال ويكسوها بخضرة مستديمة ولزهرها عطر فواح ولون ناصع البياض يبعث على الانشراح فارتبطت هذه الشجرة بالأرض والانسان وارتبطت بها العديد من المعايش والقيم والأصالة في علاقة أبدية. ووسط آمال كبيره يعلقها مزارعي البن في محافظات القطاع الجبلي بجازان على هذا مهرجان البن تأتي الجدوى الاقتصادية الكبيرة للمهرجان والذي يتيح لهم فرصة التسويق لهذا المنتج الهام مع استعدادات بكميات كبيرة من البُن الخوﻻني المعروف بجودته العالية مؤملين أن يحقق المهرجان أهدافه في تعزيز زراعته البن ودعم المزارعين في القطاع الجبلي والتشجيع على الاهتمام بهذه الشجرة. المزارع يحيى حسين الفيفي أكد انه يمتلك ست مدرجات مزروعة بالبن وسيشارك في مهرجان البن الثاني لهذا العام ب 400 كيلو من البن واضاف بأن مهرجان البن الاول للعام الماضي شحذ همم المزارعين فقد كانوا في خمول وبُعد عن اراضيهم المهملة منذ عشرات السنين لكن المهرجان حفزهم للعودة للأرض واستصلاحها والعودة للاهتمام بأشجار البن وطالب الفيفي بدعم المزارعين بقروض حتى يتمكنوا من خلالها استصلاح اراضيهم الزراعية وتوفير المياه لري اشجار البن وتوفير آلات تساعد المزارعين على جني ثمار البن وفرزها واستخلاص الصالح منها ولفت الى ان استخلاص الثمار الصالحة من كمية ال 4 كيلو تكلفة مبلغ 150 ريال. من جانبه بين المزارع جبران شريف المالكي أن المهرجان كان له الأثر الكبير في تشجيع الاهتمام بهذه الزراعة وسيكون له الاثر الأكبر مستقبلا حيث بدأ الاهتمام فعليا من قبل المزارعين بهذا الهرجان ومن ثم بزراعة البن بشكل خاص، خاصة وأن اسعار البن من خلال المهرجان قد عادت للارتفاع مما حفز المزارع على زيادة الاهتمام و بالمقابل شجع الجهات الحكومية ذات العلاقة على الاهتمام بهؤلاء المزارعين ماديا للاستمرار في زراعة البن وقال :".. اذا ما نظرنا لمعاناتهم من حيث قلة توفر الماء وصعوبة الطرق وشح العمالة وظروفهم المادية الصعبة سنجد أنه من الضرورة بمكان دعمهم ومساعدتهم للمحافظة على هذه الزراعة المهمة وتشجيعهم على الاستقرار بقرب مزارعهم وعدم الهجرة الى اماكن توفر الخدمات بأشكالها المختلفة". وعبر المزارع سلمان جابر المالكي عن سعادته بهذا المهرجان الذي اعاد لزراعة البن في جبال جازان مكانتها وقال :"... إن المهرجان شجع الكثيرين على العودة لزراعة البن وتوسع البعض الاخر في غرس شتلات البن بعد ان شهدت زراعة البن في السنوات الأخيرة بمحافظات القطاع الجبلي في منطقة جازان تراجع كبير بسبب الصعوبة التي يواجهها المزارعين في القطاع الجبلي في عملية الزراعة مع وعورة تلك الجبال وعدم توفر الطرق والدعم الزراعي للمزارعين ووسائل الزراعة والإنتاج وكذلك السقيا واضاف انه عند زراعة شجرة البُن لابد من مراعاة عدة عوامل منها المسافة بين كل شتله واخرى"، واضاف ان شجرة البن تحتاج الى حوالي اربع سنوات حتى تبدا في عملية الأنتاج وشدد على انها تحتاج الى رعاية خاصة ايضا قبل ان تصل لمرحلة الزهر الابيض والتحول الى ثمار البن الخضراء ثم تأخذ اللون الاصفر قبل ان تصل للون الأحمر ويتم جنيها وتجفيفها وتقشيرها وبالتالي الحصول على البن الخولاني لأعداد الذ مشروب للقهوة العربية. وقال سلمان سالم النخيفي ان المهرجان اعاد للبن زهوه وقيمته الاقتصادية واصبحت هناك منافسة بين المزارعين كما بيعت كميات كبيرة من المحصول في السنه الماضية كانت تتكدس من قبل ولا يجد المزارعين وسيلة لتصريفها في الاسواق المحلية نظرا لوجود انواع رخيصة مستوردة من خارج البلد، واضاف انه من خلال التعريف بجودة البن الخولاني الذي تنتجه مزارع جبال بني مالك وسائر القطاع الجبلي أقبل عشاق القهوة من المستهلكين على شراء كل كميات البن من المهرجان واكد ان المهرجان سيشجع المزارعين على التوسع في زراعة البن بعد ان اتاح المهرجان فرصة التعريف والتسويق حيث رغب المزارعون في زيادة الانتاج مستقبلا استعدادا للمشاركة في المهرجانات القادمة وقال النخيفي انا احد المزارعين الذين قاموا بأحياء مجموعة من المدرجات الزراعية وزراعة ما يقارب 600 شتله بن رغبة في جني ثمار محصولها وتسويقه خلال السنتين او الثلاث المقبلة وبين اهمية اقامة مهرجان البن كل عام لأنه سينعكس اثرة على الاهتمام بهذه المنتج الزراعي الغالي حيث سيحفز ذلك المزارعين على التوسع في زراعته والاستمرار في ذلك. شتلات البن ثمار البن جبران المالكي يحيى الفيفي جانب من معرض السابق