تحتضن حكومة جنوب السودان اليوم بحضور وفود رفيعة المستوى يتقدمهم رئيس مجلس السيادة رئيس وفد الحكومة التفاوضي محمد حمدان دقلو ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك التوقيع النهائي لاتفاق السلام السوداني. وأشار حمدوك إلى أن التوقيع على نهاية المرحلة الأولى من اتفاق السلام الشامل مع الحركات المسلحة هو بداية المرحلة الثانية من عملية السلام. وأضاف، «إننا لم ننجح منذ الاستقلال في إنجاز صيغة تُوائِم بين قضيتي السلام الشامل والتحول الديموقراطي بما يُمهّد الطريق لتحقيق الاستقرار السياسي والتنمية المتوازنة، وتطوير علاقات خارجيّة أفضل مع الجوار والعالم». وتابع، «بفضل ثورة ديسمبر فقد توفرت إمكانية وفرصة لإنجاز هذا الواجب المؤجل». وشدد حمدوك على التحدي الأكبر القادم هو العمل مع كل الشركاء المحليِّين والدُّوليّين بحرص وجِد للتبشير بالاتفاق وما فيه من مكاسب لشعبنا ورعايته وتنزيله لأرض الواقع بما يُحقّق وعد ثورة ديسمبر لمواطنينا بمعسكرات النزوح واللجوء. ومن جانبه قال رئيس لجنة الوساطة الجنوبية، توت قلواك، في مؤتمر صحفي، إن التوقيع سيحضره رؤساء دول وحكومات في الإقليم والعالم العربي، وممثلين للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة. وتوقع قلواك، أن يلقي الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، كلمة في حفل التوقيع عبر تقنية الفيديو. وأوضح أن الأطراف سيوقعون على 6 برتوكولات لإنهاء الصراع في السودان، وشدد على أن الوساطة ستواصل جهودها لإلحاق حركة عبدالواحد محمد نور لعملية السلام عقب التوقيع مباشرة. ومن جهته قال رئيس الجبهة الثورية، الهادي إدريس، إن اليوم الثالث من أكتوبر «سيكون يوماً عظيماً في تاريخ السودان"، وأوضح في تصريحات صحفية، أن إيقاف الحرب من الأشياء الأساسية التي تم الاتفاق حولها عقب ثورة ديسمبر المجيدة لتحقيق التحول الديمقراطي. وقال: «نحن على أعتاب سلام شامل يؤسس لاستقرار البلاد وتحقيق التحول الديمقراطي». وأشار إلى أن المفاوضين من الجبهة الثورية والوفد الحكومي بذلوا مجهوداً كبيراً بمعاونة وساطة دولة جنوب السودان، وأبان أن العملية التفاوضية خاطبت كل القضايا الحقيقية التي ظلت حجر عثرة أمام استقرار السودان منذ الاستقلال، ومناقشتها للقضايا المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالأزمة السياسية السودانية وكل إفرازاتها المتعلقة بالحروب والنزوح ومشاكل الأراضي وغيرها من المشكلات. وأكد إدريس أن اتفاق سلام جوبا يعد شاملاً من حيث المحتوى والقضايا، وأعرب عن تطلع الجبهة الثورية عقب توقيع اتفاق السلام في الثالث من أكتوبر لانضمام بقية الأطراف حتى يكتمل السلام من حيث شمولية القضايا والأطراف.