يظهر حراك هائل في منصات الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المتاجر، ومواقع تقديم الإنتاج الدارمي والسينمائي .. وتجد هذه المنصات والتطبيقات إقبالا هائلا في الانضمام والاشتراك من قبل شرائح كثيرة بمختلف أنحاء العالم.. ومايهمنا حقا هو محليا.. فأولئك يبحثون عن متابعة المعروض من المسلسلات والأفلام كخدمات ترفيهية مقدمة يجدها المستهلك في جهازه الذكي أو حاسبه الشخصي. و يبدو أن تسويق العبث أصبح متاحا لبعض مقدمي خدمات الترفيه الدرامية حيث تتجسد معانٍ شاذة في كثير من المحتوى يبرز تسليعا واضحا للمثلية والشذوذ.. هنا تلوثت صناعة الترفيه والأفلام بأجندات تسويق المضامين الموجهة.. المشكلة أن عند البعض ومن منطلق مبدأ حرية الاختيار، وإرضاء الأذواق، ومرجعية المؤسسة التي تبيع منتجها الدرامي سمحت بتبرير وتشريع المحتوى الشاذ مع أن أولئك لا يحتكمون إلى أساس قيمي أو معرفي أو عقلي. مفهوم الحق لا يحتمل التأويل، والتكثّر ولا الازدياد ومن منطقية الدال والمدلول يعلم الكثير أن النقاش في الأخلاقيات وفرز الصح والخطأ عند أولئك وهو يقر بالنسبية الأخلاقية ويجعل منها منطلقاً لتبرير الشاذ من المضمون لا طائل منه، ولا نفع لأنه يطعن مباشرةً في تصوره للأساس المرجعي الذي يعود إليه.. المسألة الأخلاقية في أي مجال لا تحتمل النسبية طالما هنالك أساس عند المثبت أو النافي فهذا يعني أن هذا الأساس باقٍ بلا تغير، وإذا تغيرت الأسس فهذا يهشّم تماسك القيم ومرجعيتها؛ لأنه ملتصق بذاته.. الحالة هنا هي تركيز على نقد ما أختير من اتجاهات وخطط تتبعها تلك المؤسسات الفنية المقدمة للأعمال على تطبيقات ومنصات يتم الاشتراك بها والتي تنشر المخالف، ليستقبله مجتمعنا كمحتوى بسيط لا دوافع خلفه. بالنسبة لي فصناعة الفن السابع لم تكن بريئة يوما، وتعزيز القيم لن ينطلق بالتأكيد من هوليوود فالأجندة والرؤى في آخر السنوات واضحة وصريحة.. فنحن في محيط يرى الشذوذ أمر حرام وهنالك قواعد تفضي إلى أخلاقيات مطلقة في نفس السياق هي من تحدد الصح والخطأ، لذا فالتبريرات الفارغة التي تحاول جاهدة شرعنة هذه رؤى التوغل في جسد الأخلاق الفطرية وإفساد ميزان العقل والقلب. ويبقى قولي: تدفق هائل يصب على رؤوسنا اليوم من خلال تلك المنصات الدرامية يمثل استهدافا مكثفا للقيم والدين.. عقول الغافلين بيننا صارت مستباحة للحشو القيمي الفاسد.. فكان تجاوز الأخلاق بهذا التحرر القبيح توجه مشوه لا تأسيس لأي قيمة وأي فكرة يطرحه، فما يريده اللوبي المسيطر يكاد يكون في حكم المقدس الذي لا يُمس، وإلا فستُتهم بالتخلف والرجعية.. دائماً يقال لو أردت غرس فكرة في المرء ابدأ باللاوعي لديه، وطريقة التأثير بالتعرض لمضامين مقصودة وموجهة في الإعلام أو تمرير حالات الخلل في التعليم.. لذا علينا أن نختار بين الترفيه المباح، والقيم المستباحة.. وندرك أن مايأتينا ليس فقط للضحك وشد الانتباه والإثارة.