إيران أمام العالَم.. أو بأفعالها مَثَلت، منفردةً تهديه كما الأمس واليوم وربما غداً الدمار واللغة الأصيلة للإرهاب، فلا القول هو ذاته إن حادثت، ولا الجارُ كذلك إن جاذبت، فشيئان لا يمكن تزييفهما أو تحميلهما ما لا يحتملان: التاريخ، وكلمة خادم الحرمين الشريفين، فللمملكة يدٌ تضيء - ولا فخر - حباً ونوراً لطريق السلام والأمان وحسن الجوار، حيث جاءت كلمة الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيدّه الله - مؤكدةً ذات النهج والطريق الذي تسير عليه المملكة في سياستها الخارجية، وتأصيل مبادئ عدّة أهمها السلام وحسن الجوار، واحترام المواثيق الدولية المنظمة لعلاقات الدول فيما بينها، حيث مثّلت كلمة خادم الحرمين الشريفين التي ألقاها - حفظه الله - أمام أعمال الدورة (الخامسة والسبعين) لانعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك عبر الاتصال المرئي توصيفاً دقيقاً للحالة السياسية التي مرّت بها المنطقة - ومازالت - خلال الثلاثين سنة الماضية، وأن المملكة العربية السعودية تمدّ يد السلام لتدعيم أسسه في المنطقة. إن الحضور القوي والمؤثر للسياسة السعودية الخارجية إقليمياً ودولياً كان ومازال ضرورةً ملّحة للحفاظ على اتّزان المنطقة وتجنيبها الانفلات السياسي الذي يعني شيوع لغة الإرهاب والدمار وإضعاف الأنظمة السياسية، ولطالما دأبت المملكة طيلة سنوات على اتبّاع سياسيات خارجية مرنة وقابلة للتعامل مع السياسة الإيرانية الإرهابية التي تصدّرها لدول الجوار على مدى سنوات بيدَ أن السياسة الخارجية للمملكة على ما تتمتّع به من مرونة وقابلية للتعايش مع الغير (حال الإقرار بالخطأ والعدول عنه) استطاعت ابتلاع الأهداف السياسية الإيرانية التي تبتدعها إيران وتروّج لها من خلال صنع (العدو الواحد)، وذلك عبر البُعْد الدولي الأكبر حجماً وأنها وصلت لنقطة الفشل في سياساتها الخارجية بالمنطقة التي تقوم على مبدأ صنع (العدو الأوحد أو الواحد) بل إنها في الوقت الراهن باتت (عدوةً للعالم أجمع) من خلال المسؤولية الدولية ومشاركة العالم مسؤولية التعامل مع بؤرة تصدير الإرهاب والتدمير، والمنطقة تزخر بالكثير من الشواهد الحيّة، كما أكدت كلمة خادم الحرمين الشريفين أن المملكة تؤكد بقاء نهجها في التعامل الإيجابي ومختلف القضايا، لا سيمّا العلاقات الدبلوماسية مع إيران ومحاولة ردم الهوّة التي صنعتها طهران بيديها. إن استمرار التعنّت الإيراني ورفض فرص السلام وحسن الجوار التي تقدمها لها المملكة يعني وضع «طهران» أمام نيران المجتمع الدولي أجمع، وهو ما يظهر على الساحة حالياً، نتيجة دعمها المستمر للجماعات الإرهابية التي تستهدف المملكة، فالاعتداءات التي طالت المملكة خلال السنوات الماضية عن طريق الوكلاء في اليمن بلغت 300 صاروخ باليستي و400 طائرة دون طيّار، كذلك استهداف المنشآت النفطية بالمملكة خلال العام الماضي 2019م بالإضافة إلى بناء الشبكات الإرهابية ودعمها لاستهداف أراضي المملكة ومرافقها الحيوية.