تشكل توارن حائل ملمحا تاريخيا غنيا بآثار ومنازل حاتم الطائي قبل 1500 عام، حيث تقع قرية توارن بالاتجاه الشمالي الغربي من حائل على بعد 42 كم حيث تحدها من جميع الأطراف مناظر جمالية وعلى طريق يعتبره الكثير أنه من أجمل الطرق التي تقع في المنطقة, ويمكن الذهاب اليها عن طريق حائل -جبة شمالاً لمسافة «30 كم» بعد قرية السفن ومن ثم الاتجاه إلى الجهة الجنوبية الغربية من مفرق قرية الحفير لمسافة 12 كم لتجد منازل حاتم الطائي أمامك والتي أجمع المؤرخون على تسميتها بذلك، وكانت توارن وما حولها من الأماكن التي دلت الشواهد الشعرية على أن حاتم وجماعته عاشوا فيهن, وتشتهر توارن بأنها تحتضن قبر وقصر حاتم الطائي الذي يمر فيها وادي عاجزة الذي يحمل عدة مناظر طبيعية وتحيط بها جبال أجا من جميع الاتجاهات, وفي وسط القرية توجد أطلال قصر قديم من الطين وبالقرب منه مقبرة صغيرة تحتوي على قبرين يعتقد الأهالي أن أحدهما هو قبر لحاتم الطائي في إفراط كبير في طولهما حيث يبلغ طول قبر حاتم الطائي ما يقارب الأربعة أمتار. وتضم القرية القديمة قصوراً بُنيت من الحجر والطين، لم يبق منها سوى أطلالها، لتعرض جنباتها للهدم في وقتٍ سابق، ويظهر في نهاية الوادي قصر حاتم الطائي، في منظرٍ لا يُعبر بصورته الحالية عن قاطنه سابقا، والذي عُرف بعدم انقطاع الضيوف عنه، وتوجد موقدته التي اشتهرت بأنها بقيت فترات طويلة والنار تشتعل فيها حتى يستدل الضيوف والعابرون للطرق المجاورة على مكان حاتم. ويكاد لا يخلو مجلس من الحديث عن كريم العرب في استرجاع لسيرته وقصصه وكرمه بالإضافة الى أشعاره والأشعار التي قيلت فيه بل وتجاوز الامر الى اساطير ليس لها وجود في السير عن كون الطائي خط احمر لا يمكن التندر عليه او التقليل من شانه أو إطرائه بسوء. وزاد أن اهالي حائل توارثوا الكرم منه فلا يكاد يوجد مدينة في حائل او قرية لم يشتهر فيها كريم سار على درب الطائي من المشاهير الذي اشتهرت بهم منطقة حائل في هذا المجال وكانت لهم قصص في الكرم ساروا بها على خطى الطائي الذي ينتمي لقبيلة طيء وهو أشهر العرب بالكرم والشهامة ويعد مضرب المثل في الجود والكرم.