تقع توارن في شمال غرب منطقة حائل على بعد 42 كيلومترا، وتحدها من جميع الأطراف مناظر جمالية، على طريق يعتبره كثير أجمل الطرق التي تقع في المنطقة، ويمكن الذهاب إليها عن طريق حائل جبة شمالاً لمسافة «ثلاثين كيلومترا» بعد قرية السفن، ومن ثم الاتجاه إلى الجهة الجنوبيةالغربية من مفرق قرية الحفير لمسافة 12 كيلومترا، لتجد منازل حاتم الطائي أمامك، التي أجمع المؤرخون على تسميتها بذلك، وكانت توارن وما حولها من الأماكن التي دلت الشواهد الشعرية على أن حاتم ورهطه عاشوا فيهن، واسم «توارن» قديم، فقد قال الطرماح الطائي: إلى أصل أرطاة يشيم سحابه على الهضب من حبران أو توارن وتشتهر توارن بأنها تحتضن قبر وقصر حاتم الطائي، وتقع في وسط وادٍ يعتبر ملتقى عدة أودية من أشهرها وادي عاجزة الذي تحفه مناظر طبيعية، وتحيط به جبال أجا من جميع الاتجاهات، وفي وسط القرية توجد أطلال قصر قديم من الطين، وبالقرب منه مقبرة صغيرة تحتوي على قبرين يعتقد الأهالي أن أحدهما هو قبر لحاتم الطائي مفرط الطول (طول القبر ما يقارب أربعة أمتار)، ما أثار استغراب بعض المؤرخين والزائرين، بينما ذكر بعض المؤرخين أن منازل حاتم وقبره توجد في منتصف وادي حائل، وليس فى توارن. وتضم القرية القديمة قصوراً بُنيت من الحجر والطين، ولم يبق منها سوى أطلالها، بسبب تعرض جنباتها للهدم في وقتٍ سابق، ويظهر في نهاية الوادي قصر حاتم الطائي، في منظرٍ لا يُعبر بصورته الحالية عن قاطنه سابقاً، الذي عُرف بعدم انقطاع الضيوف عنه، وتوجد موقدته التي اشتهرت بأنها بقيت فترات طويلة والنار تشتعل فيها حتى يستدل الضيوف والعابرون للطرق المجاورة على مكان حاتم من خلالها بجوار جبل «السمراء» شرقي مدينة حائل. ويذكر أن شمال غرب الجزيرة، ومن بينها منطقة حائل، تأثرت بروابط وثيقة مع حضارات الرافدين، مثل الآشوريين والبابليين، وكانت منطقة حائل ممراً لقوافل التجار في عصور مختلفة، خاصة في أيام مملكة معين، ومملكة الأنباط، وكان لقبيلة طي التي تسكن حائل علاقات مع دولتي المناذرة في الحيرة، والغساسنة في جنوب بلاد الشام.