لا يذكر الكرم إلا ويذكر «حاتم الطائي» الذي عاش في بلاد الجبلين (أجا وسلمى)، وآثار بيته في قرية توارن التي تبعد 65 كيلومترا شمال غرب مدينة حائل دليل على وجود ناره التي لم تنطفئ لضيوفه. ويعد قصر حاتم الطائي من أهم المواقع الثقافية؛ نظراً لارتباط اسمه بسيرة حاتم الطائي وبقبيلة طيء التي عاشت في هذا المكان، إضافة إلى ذلك يمكن لزائر الموقع مشاهدة قبر حاتم الطائي وقبر ابنته التي يعتقد أنها أدركت الإسلام بجانب القصر، ويمكن مشاهدة مكان موقد النار الذي كان حاتم الطائي يضيئه ليلاً لإرشاد الضيوف إلى بيته. قصر حاتم الطائي، عُرف بعدم انقطاع الضيوف عنه، ووجود موقدته التي اشتهرت بأنها بقيت فترات طويلة والنار تشتعل فيها حتى يستدل الضيوف وعابرو الطرق المجاورة على مكان حاتم من خلالها بجوار جبل «السمراء» شرقي مدينة حائل، والذي يتطلب تأهيله وتطويره والاستفادة منه؛ كونه يشكل علامة الكرم العربي الأصيل، ومعلماً تاريخياً، اكتشف قاطنو حائل أخيراً، بعد أكثر من 1500 سنة، أن قصره ومنازله مملوكة لأشخاص، ما عرقل عملية تطوير الموقع والاستفادة منه. وكشف رئيس نادي حائل الأدبي الدكتور نايف المهيلب أن منازل كريم العرب حاتم الطائي والتي تقع في توارن مملوكة لمواطنين بموجب صكوك رسمية، ما صعب عملية تطوير الموقع الذي يقع فيه قبر وقصر حاتم الطائي، وسط جبال أجا التي تحيط به من جميع الاتجاهات، وبالقرب منه أطلال قصره وقبره. جاء ذلك أثناء حديث المهيلب في المؤتمر الإعلامي لإعلان ملتقى حاتم الطائي الدولي في نسخته الرابعة في مقر النادي الأدبي، حيث يتضمن المؤتمر العنوان الرئيسي للملتقى والوقت الذي حدد في «موسم حائل» القادم، أحد مواسم السعودية. وقال المهيلب إن مقر النادي سيحتضن مقر الفعاليات بالتنسيق مع «موسم حائل»، كاشفاً حضور مندوبي الموسم منذ أيام لتنسيق ومعرفة التفاصيل والأيام المحددة للملتقى. وتضم القرية القديمة قصوراً بُنيت من الحجر والطين، ولم يبق منها سوى أطلالها، بسبب تعرض جنباتها للهدم في وقتٍ سابق. ويقع قصر توارن في وادي توارن التاريخي بجبل أجا، حيث يمكن لزائر الموقع مشاهدة بقايا القصر، الأثر الوحيد المتبقي من قرية توارن الأثرية.