انتصرت الحكومة السعودية منذ سنوات للتحديث والتطوير في أنظمتها وإجراءاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية، لتشهد البلاد نقلة كبيرة في الأنظمة والقوانين خلال السنوات القليلة الماضية، فبعد النقلة التقنية التي جعلت المملكة من أوائل الدول التي عبرت أزمة كورونا بنجاح، يأتي تحديث الأنظمة لتواكب العصر والمتطلبات، ولا شك أن التعليم والصحة من أهم القطاعات التي يجب على الدولة رعايتها وتطويرها، فهي حق لكل مواطن يجب أن ينال حظه منها. لم يعد التعليم عن بعد أمراً طارئاً بل خيار استراتيجي لمواجهة عدد من مشكلات التعليم خاصة فيما يتعلق ببعد المسافات أو تعقيدات الإجراءات الروتينية، أو الظروف الاستثنائية مثل ما تمر به بلاد العالم من الجائحة التي ضربت جميع مناحي الحياة وشلت الاقتصاد وفرضت وضعاً استثنائياً صعباً يجعل من الأهمية بمكان البحث عن الحلول والبدائل باستمرار، وقد كان التعليم عن بعد أحد هذه الحلول المهمة. ومع البدايات الصعبة للعام الدراسي ووجود بعض المشكلات الفنية والتقنية وجودة الاتصال وغيرها، إلا أن الأمور تسير بوضع جيد حتى الآن، وتنبئ بتحول رقمي قادم في العملية التعليمية، فرغم صعوبة تعويض وجود المعلم مع أبنائه الطلاب إلا أن الأمر يستحق التضحية، عبر التكامل بين المدرسة والمنزل وتفعيل الشراكة الحقيقية بينهما، وذلك حرصاً على سلامة أبنائنا جميعاً من فيروس يطل برأسه كل مرة ليعطل مسارات التنمية في دول دول العالم. وزارة التعليم بقيادة وزيرها المطوّر ورغم صعوبة التحديات إلا أنها تقود اليوم عملية تحول كبيرة حتى الآن، والأجمل أنها بأيدي أبناء الوزارة حيث أتاحت للمتعلم في التعليم العام الاختيار ما بين المنصة الافتراضية "مدرستي" وقنوات "عين" الفضائية ومنصات اليوتيوب وغيرها من البدائل الإلكترونية كل بحسب ظروفه، أما في التعليم العالي فقد كانت التعلم الإلكتروني عبر عماداته في الجامعات موجوداً منذ سنوات، وكانت الجائحة فرصة لاختباره ووضعه على المحك، وقد شاهدناه يتجاوز الأزمة في العام الماضي، ويبدأ قوياً رشيقاً منذ بداية هذا العام. المؤشرات جميعها تدل على أن النجاح سيكون حليف قطاع التعليم في قادم الأيام، وسيكون التعليم عن بعد خياراً مهماً للتعليم الجامعي بعد انتهاء الجائحة بإذن الله، وسيرتكز عليه التحول الرقمي، أما ما يتعلق بالتعليم العام فقد أكد معالي وزير التعليم أنهم يعملون باستمرار على تطوير خصائص المنصات وإضافة خصائص أخرى لها لتكون أكثر تفاعلية وهذه ميزة التقنية الحديثة، الأهم معالجة تعدد المنصات واستخدام التقنية السهلة التي تكون بمتناول الجميع. متخصص في القيادة التربوية*