نقل وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ تحيات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لوزراءِ التربية والتعليم في الدول الأعضاء في منظمة «الإيسيسكو»، وتطلعهما إلى أن يسهم المؤتمر الاستثنائي الافتراضي الذي تعقده المنظمة تحت شعار «المنظومات التربوية في مواجهة الأزمات والكوارث (كوفيد-19)»، في تعزيز مسيرة تعليم الدول الأعضاء، والمحافظة على استقرار بلدانها ونمائها. وقال آل الشيخ في كلمته خلال رئاسته أعمال المؤتمر اليوم (الخميس) بمشاركة 43 دولة، و12 منظمة دولية «نجتمع اليوم صفاً واحداً في أزمة عصفت بالعالم أجمع، وفرضت تداعياتها على دول العالم إعادة النظر في كثير من سياساتها عامة، والتعليمية خاصة، سعياً إلى إيجاد الحلول البديلة لكثير من النظم التي كانت تُعد قبل أزمة كورونا من الثوابت التي لا تحيد عنها الأنظمة التعليمية، فكانت الإجراءات الاحترازية التي تنشد الحكومات منها المحافظة على سلامة المجتمعات سبباً لكثير من التغيّرات الطارئة، والانطلاق بتأثيرها المباشر نحو أفق رحب من البدائل التقنية التعليمية، التي تقوم بالدور المنشود لاستمرار العملية التعليمية دون توقف وبكفاءة عالية». وأوضح وزير التعليم أن المسؤوليات الملقاة على وزارات التربية والتعليم تستوجب السعي المستمر في البحث، ليس عن المتاح في تقديم المعرفة للطلاب فحسب، بل أبعد من ذلك، مضيفاً: «أحسبنا تجاوزنا صدمة المفاجأة، وامتلأت ممارساتنا خلال الفترة الماضية بالخبرات، واستوعبنا الكثير من التحديات التي أحاطت باستمرار العملية التعليمية بكفاءة عالية، فكانت كل عقبة تواجهنا تمثل رصيداً متراكماً من الخبرات التي ذللت الخروج من هذه الأزمة بمكاسب تعليمية عظيمة، ونهضت وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية بقطاعاتها كافة تجاه واجباتها كبقية مؤسسات الدولة، ومستظلةً بتوجيهات قيادتنا الحكيمة، ودعمها غير المحدود للقطاع التعليمي، سواءً في التعليم العام أو التعليم الجامعي». وأضاف آل الشيخ: «في ظل هذه الجائحة، تتطلع أوطاننا منا إلى استحداثِ الجديد المفيد، وكلي أمل أن تكون مخرجات هذا المؤتمر مثرية وملهمة للجميع، وتمتد على إثرها الجسور بين دول المنظمة لتعم الفائدة، ويكون للأطروحات المقدمة دور موجّه إلى تطوير الممارسات التعليمية في الأزمات، وما تنبني عليه هذه الممارسات من احتياجات تشريعية وتنظيمية وتقنية؛ لتذليلِ كافةِ الصعاب التي يواجهها التعليم في دولنا تحت ظل هذه الجائحة، وبما يلبي حاجاتنا الوطنية الحالية والمستقبلية، ويمنح تعليمنا دوره التنموي والاقتصادي المأمول منه». وأشار إلى أن التعليم عن بُعد في وزارة التعليم بالمملكة ليس قصة جديدة، بل إنها مهمة أصيلة من مهمات الوزارة، وشرعت في تقديمها قبل أزمة كورونا بسنوات، موضحاً أن الجديد الذي تحقق بعد أزمة الفايروس المستجد كان يمس جانب تطوير أوعية التعليم عن بُعد، والتوسع فيها؛ لتعظيم قاعدة المستفيدين، باستحداث إضافات نوعية تتمثل في زيادة قنوات البث التلفزيوني التعليمي الحي، لتصل إلى 20 قناة من قنوات عين الفضائية، إضافةً إلى بث كل الدروس عبر قناة دروس عين في اليوتيوب، ومنظومة التعليم الموحد، وبوابة المستقبل، وبوابة عين الوطنية، أو من خلالِ المنصات التي تخص الجامعات الحكومية والأهلية كافة. وأكد الوزير أن تقديم المعرفة عبر هذه الأوعية مستمر حتى بعد توقف الدراسة، لكي تستمر فائدة الطلاب منها، وبما ينعكس إيجاباً على نواتج تعلمهم، وتضيق الفجوة في الفاقد التعليمي الذي تسببت فيه الظروف القاهرة، وما نتج عنها من تعليق الدراسة حضورياً، مبيناً أن وزارة التعليم في المملكة تعكف الآن على مراجعة وتقييم كل الممارسات التعليمية التي قُدمتْ لتذليل هذه الأزمة خلال الفترة الماضية؛ رغبةً في توسيع تطبيقها على جميع أنظمة التعليم ومراحله، وتحسين الخدمة، وتجويدها بصورة محكمة.