وجدت الدراسات أن هناك درجة من الثراء إذا وصل لها الشخص فإن هذه آخر مرحلة يستمتع فيها بماله، لا توجد أي متعة شعورية بعد هذه المرحلة، الدرجة هي 75 ألف دولار أميركي في السنة كما يخبرنا العالم دانيل كانمان. الذي يصل لهذا، أي ما يعادل 281 ألف ريال في السنة أو قرابة 23 ألف ريال في الشهر، فإن بعد ذلك كل الأشياء التي يمكن أن يشتريها المال لن تزيد متعته، هذا في الدول ذات الغلاء المعيشي، أما الأرخص فإن الرقم ينخفض أكبر بكثير ويكفيك من المال أقل. إذا كان راتبك الشهري 5 آلاف ريال وزاد إلى 10 آلاف فإن هذه الزيادة يمكن أن تجلب لك متعاً جديدة لم تقدر عليها من قبل، كقدرتك على التقسيط لشراء سيارة جديدة مثلاً. إذا زاد هذا إلى 23 ألف ريال في الشهر فإنك ستجد المزيد من المتع التي يأتي بها المال، كالسفر البعيد أو سلع ثمينة، لكن لو زاد دخلك من 23 ألفا إلى 50 ألفا أو 100 ألف أو 500 ألف في الشهر، فإن الزيادة في المتعة الشعورية لها رقم قاسه العلماء: «صفر»، يمكن أن تشتري سيارات فاخرة وتسكن في القصور وتسافر لأرقى المدن، لكن الزيادة الحقيقية في المتعة معدومة. ظهرت فرضيات تحاول التفسير، من أبرزها أن الشخص كلما زاد ماله قلت قدرته على تقدير المتع الصغيرة، شخص لا يرضى إلا أن يسكن في فنادق الدول الثرية ويقود أغلى السيارات، هل سيستمتع برحلة للبرية يشرب فيها القهوة وينام في خيمة؟ وهذه التجربة لا يجد البعض متعته إلا فيها! الطريقة الوحيدة لزيادة المتعة عند وجود تلك القفزات الكبيرة بعد 23 ألفا هي في العطاء، فبذل المال في أوجه الخير مما وُجد أنه يزيد سعادة المُعطي، بل إن المخ يبدو وكأنه مبرمج أن يكون سعيداً عندما يُعطي المحتاجين، ومن يفعل ذلك باستمرار فهذا مما يُغبط عليه، ويستحق كل تلك السعادة.