لا يمكنك إقناع شخص برأي أو فكرة أو مشروع أو شراء سلعة إلخ، إلا إذا احترمت عقله ومشاعره حتى لو كان أصغر منك سنا وأقل خبرة، أو لديك معرفة لا يملكها مثل حالة الطبيب مع المريض. في اللقاءات العلمية، وفي الأعمال الرسمية، وفي المحاكم يعتمد الإقناع على المعلومات والبيانات والتقارير والأدلة والبراهين، في الاتصال غير الرسمي بين الناس في الحياة اليومية، وفي اللقاءات العائلية، وبين الأصدقاء تختلف أساليب الإقناع ولغة الحوار، في النوع الأخير من الحوار قد تسمع عبارات مثل (خذ هذا الدواء على مسؤوليتي) أو (سافر إلى .... وأتحداك إذا وجدت بلدا أفضل منها) أو (شف يخوي، اترك كل السيارات على جنب، واشتر سيارة..... اسمع كلامي ولا يهمك كلام الآخرين). يتفاوت الناس في التجاوب والإقتناع بتلك المشورات أو النصائح. الإنسان الوحيد الذي يملك قوة التأثير والإقناع ولا يحتاج إلى أدلة وبراهين هو الأم، يكفي أن تقول لابنها (طع شوري وأنا أمك) وسوف يقتنع وينفذ لأن الأم منبع الثقة. في الإدارة، من المهارات الأساسية المطلوبة في القياديين والمديرين القدرة على الإقناع، وفي هذا الميدان تختلف الأساليب من شخص لآخر، التغيير على سبيل المثال في استراتيجية المنظمة، وأنظمتها، وأساليبها، يتحقق بسهولة إذا سلكت الإدارة طريق الإقناع الذي يتطلب الحوار والمعلومات والحيثيات والمشاركة بالرأي، الطريق الآخر هو أسلوب فرض التغيير بالقرارات الفجائية، في هذا الطريق تظهر (مطبات) مقاومة التغيير. الثقة عامل مؤثر في الإقناع، الثقة بالوالدين، والصديق، والرئيس، والمتخصص، والكتاب، هذه الثقة تفقد قوة تأثيرها عندما تأتي النصيحة أو الرأي من شخص متناقض لا يستطيع إقناع نفسه، فكيف يجرؤ على إقناع الآخرين.! ولن يقنعك من يطرح رأيا قاطعا أو تهمة فإذا سألته عن الدليل قال لك (يا رجال، ما يحتاج دليل، واضحة مثل الشمس). في الإقناع تجتمع الثقة مع الخبرة مع الأسلوب مع التخصص مع الثقافة، فيكون الناتج مهارة اسمها الإقناع.