فن الإقناع هو مزيج من مخاطبة العقل والقلب ويطلق عليه لقب فن لأن إجادته تتطلب بعض المهارات، إن أراد الشخص أن يكون ناجحا في حياته وقادرا على جذب انتباه وثقة الناس المحيطين به فلا بد له أن يتحلى بهذه الصفة فهي تعتبر المفتاح للطرق الموصلة للنجاح. بالإقناع تنفتح له بعض أبواب الحياة والتي يستطيع أن يدخل من خلالها الى قلوب وعقول الناس المحيطين به، ويستطيع بسهولة كسب ثقتهم فيه وبالتالي تزداد نجاحاته في الحياة. قد ينظر أحيانا الى مهارة الاقناع على انها صفة تحمل في طياتها صفات أخرى مثل التلاعب والمناورة (وقد يكون كذلك) ولكنها أبعد ما تكون الى المعنى السيئ الذي قد يفهم من هاتين الصفتين للبعض، إذ إن الإقناع الفعال هو خليط من الاستفسار والتعلم والتفاوض وطرح الحلول. وأكثر ما يدور في عقل الشخص الذي يقوم بالإقناع هو الإجابة عن الاسئلة التالية: كيف يقنع الطرف الآخر بفكرة؟ اي لغة جسد وحديث سيستخدم في عملية الاقناع، وهل سيتبع طريقة الحوار البناء ويترك الجدل العقيم واي طرق منطقية سيطرح وأي خلاصة يبتغي الوصول اليها. وهذا هو المفهوم الأساسي لفن الإقناع والذي تقام له الدورات لتعلمه. ولكن للأسف البعض قد ينضم لهذه الدورات لاستخدام هذا الفن لأسباب شخصية تخدم مصالحه العامة والخاصة بغض النظر عن خسارة الطرف الآخر أو التلاعب بمشاعره. فن الاقناع لا يحتاج لعلم ودراسة بل هو ملكة لدى الشخص يطورها بطرق متعددة ومن هذه الطرق البحث عن نقاط الضعف لدى الطرف الآخر واستغلالها أسوأ استغلال، حتى يحقق المراد من متطلباته مقنعا الطرف الآخر بأن هذا الأمر هو من مصلحته ومتطلب لديه أيضا. ونقاط الضعف لدى الشخص هي أمر خفي لا يظهر للعيان ويجتهد الشخص بعدم ايضاحه ولكن هناك بعض البشر يتقنون فن الاستماع الجيد والذي يتفوق على فن الاقناع، ومن خلال الحديث المرسل والعشرة والنقاش السلمي الذي يراد منه مشاركة القريب لبعض الأمور التي قد يضيق بها الصدر يستطيع بدهاء التقاط هذه النقطة، ومن ثم استغلالها على النحو السيئ واللعب على هذا الوتر الحساس والذي يجعل فن الاقناع هنا يتحول فنا للاستغلال والخداع، لذلك احذر ان تقتنع بالكلام المرسل بل اطلب أن يكون الكلام مبنيا على البراهين والدلائل، وأن يكون الكلام منطقيا واضحا وصريحا حتى لا تقع في براثن من يحقق غايته الشخصية عن طريقك.