أقل من ثمانية أسابيع تفصل الأميركيين عن يوم الانتخابات الكبير، والذي ستلعب الدور الأكبر في حسمه ستة ولايات أميركية متأرجحة ستحدّد الفائز في البيت الأبيض. وبحسب آخر استطلاعات للرأي فإن المرشح الديموقراطي جو بايدن لا يزال يتقدّم على الرئيس ترمب في الولايات الستة المتأرجحة ولكن بفارق ضئيل في كل من اريزونا وميشيغان وكارولاينا الشمالية وبنسيلفانيا ويسكونسن، بينما تؤكد نتائج الاستطلاعات أن نسبة كبيرة من المهاجرين من أصول لاتينية لا يزالون عازمين على انتخاب الرئيس ترمب في ولاية فلوريدا الهامة وأن سياساته تجاه المهاجرين غير الشرعيين لا تزعجهم. وأعلن الرئيس ترمب يوم الخميس أن حملته استخدمت معظم الكاش المتوفّر من التبرّعات لمواجهة "فيروس الصين" مؤكداً عزمه استخدام أمواله الخاصة لمد حملته بدعم مالي من أمواله الخاصة بما يصل إلى المئة مليون دولار. وفي خضم التنافس الشديد بين المرشحين ترمب وبايدن، توجّه الرئيس ترمب للمرة الثانية في غضون شهرين إلى ميشيغان الأميركية منفقاً أكثر من 4 ملايين دولار أميركي في الولاية حيث نشرت حملته ثلاثة إعلانات مختلفة في ميشيغان تركز على فيروس كورونا وتخبر الأميركيين من خلال الإعلان بأن الولاياتالمتحدة شارفت على الوصول إلى خط النهاية في مواجهة الوباء مع التوقع بالإعلان عن لقاح في وقت قريب من شأنه أن يعيد الاقتصاد الأميركي إلى الحياة بالإضافة إلى اتهام جو بايدن بأنه ضعيف الشخصية وأداة بيد اليسار الراديكالي. وركّز المرشح الديموقراطي جو بايدن أيضاً على ولاية ميشيغان، وهي ولاية ديموقراطية في العادة إلا أن ترمب تمكّن من الفوز بها في انتخابات العام 2016، حيث أنفقت حملة جو بايدن أكثر من 86 مليون دولار في الولايات المتأرجحة مقارنة ب17 مليون دولار أنفقها دونالد ترمب في الفترة نفسها. وأعلن عدد من كبار رجال الأعمال الجمهوريين عزمهم عن ضح المزيد من الأموال لدعم حملة الرئيس ترمب بما في ذلك تمويلهم لاعلان بقيمة مليون دولار يستهدف ولاية اريزونا ويسلّط الضوء على حالة انعدام الامان والاستقرار في الشوارع الأميركية بسبب المظاهرات التي يذكيها اليسار الراديكالي. اتهام بالتآمر لا شكّ أن خصوم الرئيس ترمب يتحضّرون لشن المزيد من الهجمات السياسية ضده، يتم الإعلان عنها تباعاً كلما اقتربنا من موعد الانتخابات في نوفمبر، وكان آخرها حديث الصحفي الأميركي بوب ودورد عن اعتراف ترمب له بأنه يخشى كثيراً من فيروس كورونا ويعتقد أنه خطير على الرغم من محاولات ترمب الممنهجة للتقليل من خطورة فيروس كورونا في تصريحاته العلنية. وبعد أن فضح الصحفي ودورد ما دار بينه وبين الرئيس ترمب معلناً عن وجهة نظر الرئيس المناقضة لحقيقة ما يعلن عنه عن وباء كوفيد 19، خرج الإعلامي تاكر كارلسون، مقدّم البرامج الشهير في شبكة "فوكس نيوز" الجمهورية ليؤكد أنه علم من مصدر موثوق ومقرب من الرئيس ترمب بأن السيناتور الجمهوري لندسي غراهام، هو من قام باقناع الرئيس ترمب بالجلوس مع بوب ودورد، لينتهي الأمر بنشر ودورد لفحوى الحديث مع ترمب في كتاب يهاجم فيه الرئيس ترمب الذي اقتنع بعد تردد بالجلوس مع الصحفي وذلك بعد أن توسّط له السيناتور لندسي غراهام. واتّهم كارلسون غراهام بالتواطؤ مع الصحفي لفضح الرئيس ترمب وإلحاق الضرر السياسي بترمب، كما ذكّر كارلسون بمعارضة غراهام الحادة لترمب قبل أن يصبح المرشح الرئاسي للحزب الجمهوري، وعدم اتفاق غراهام مع ترمب في معظم الملفات السياسية.