أكد الدكتور سعيد السريحي أن الحداثة في جوهرها هي مُساءلة للعقل، موضحًا وجوه الاختلاف بين المنجز الحداثي والتطوير، جاء ذلك خلال محاضرة (تراث الحداثة)، التي قدّمها ضمن برامج الملتقى الإثرائي لمسابقة «اقرأ» في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي. حيث تناول السريحي في جلسته «تراث الحداثة»، التي قدمها كأصل فلسفي يمكن له أن يتمظهر في عدد من المعارف والعلوم، وباعتبارها مساءلة للعقل لما هو مستقر وثابت، وذكر السريحي كيفية تنامي العلوم بالشكل التدريجي ومراحل انتقالها من مستوى لآخر، وعن تجديد العلم وتطويره، والقفزات في العلوم التي تنقض ما سبقها من إنجازات. وقال أيضًا: يتأتى طموح البرنامج من أنه محرض على القراءة، ومنفتح على مختلف مناطق المملكة، ذلك أن مجموع الحاضرين يشكلون مختلف المدن التي جاؤوا منها ويقدمو أنموذجا للمشاركة الوطنية في فعالية ثقافية، وهذه النخبة من الشباب والفتيات يمثلون نموذجًا لما نتوخاه من شباب وشابات يُعنى بالثقافة، ويتكرس للنهل من مختلف مشاربها. وبيّن الاختلاف بين المنجز الحداثي والتطوير حيث قال: المنجز الذي يتكرس عبر مناقشة ومساءلة ونقض ما استقر في تاريخة يمكن لنا أن نسميه منجزاً حداثيًا، أما ما يتأسس على التاريخ ويشكل امتداداً له فإنه بإمكاننا أن نسميه تطوير. وكان لقاء السريحي بالمشاركين في الملتقى يدور حول عدة مواضيع تشكل اهتماماتهم، حيث تطرق للشعر، ومتى أصبح الإنسان شاعراً؟ وكيف اكتشف الإنسان الشعر، وماذا يعني الشعر وعلاقته بقائله وبملقيه، وطرحت العديد من الأسئلة الفلسفية التي تحفز النشء على البحث والتوسع الثقافي، وللسرد حضور مختلف حيث قرأ السريحي صفحات من كتابه القادم (ذباب الوقت). ولاحظ السريحي تمتع المشاركين في مسابقة «اقرأ» الذي صنعته القراءة، ووصفهم ب»نخبة القراء» الذين يتمتعون بتوقٍ صنعته الكتابة، ويعرفون قيمة التأسيس وإعادة الإنتاج، وثقة النفس، ويفصحون عما يقولون ويعترضون ويسعون إلى نقض المقولات. وقال أيضًا: الذي يميز هذا الجيل من الشباب هو تعدد الوسائل والتعامل مع الثقافة بجدية، لا سيما أن المشاركين في مسابقة اقرأ هم «نخبة النخبة». جانب من اللقاء