في الوقت الذي تتأزم فيه الأوضاع داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي بين الليكود وحزب «كاحول لافان» على خلفية أزمة ميزانية الدولة، يسعى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلى تشكيل حكومة ضيقة لتجنب سيناريو انتخابات رابعة، بحسب ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية. وتشير التقديرات أن نتنياهو وفي حال فشل في تشكيل حكومة بديلة وضيقة يتجه إلى انتخابات رابعة في تشرين ثاني/نوفمبر المقبل، وذلك قبيل بدء جلسات محاكمته في ديسمبر 2021، و عقد 3 جلسات أسبوعية وإرغام نتنياهو على حضور الجلسات. وتأتي هذه التطورات، في الوقت الذي أعلن الليكود و»كاحول لافان» بشكل منفصل، الليلة الماضية،عن عدم انعقاد جلسة الحكومة الأسبوعية، المقررة امس الأحد، وذلك على خلفية أزمة مشروع الميزانية وإصرار وزير الأمن، بيني غانتس، على المصادقة على ميزانية لعامين، فيما يتمسك نتنياهو بإقرار ميزانية لعام فقط. ورجحت صحيفة «يسرائيل هيوم» أن نتنياهو يبحث احتمالات تشكيل حكومة يمينية ضيقة خلفا لتحالف الليكود مع «كحول لافان»، وأفادت الصحيفة أنه خلال مشاورات أجراها نتنياهو مؤخرا مع العديد من المقربين منه، نوقشت إمكانية تشكيل حكومة بدون «كاحول لافان» مع شركاء محتملين سواء حزب «يمينا» برئاسة نفتالي بينيت أو حزب «يسرائيل بيتنو»، برئاسة أفيغدور ليبرمان. وأفادت الصحيفة أن نتنياهو أعطى الضوء الأخضر لمقربين منه بحث هذا المسار وإجراء مباحثات مع أشخاص مقربين من ليبرمان وبينيت، لكن مصادر في حزب الليكود أكدت بأن هذا العرض قوبل بالرفض، فيما أكدت مصادر في «يسرائيل بيتنو» للصحيفة أنه لا يوجد أي احتمال للانضمام إلى حكومة برئاسة نتنياهو، وهو ذات الموقف الذي عبرت عنه شخصيات من «يمينا». إلى جانب ذلك، أفادت القناة 12 الإسرائيلية،أن نتنياهو يراهن أيضا على انضمام لحكومته لمنشقين عن «كاحول لافان»، مع بقاء يوعاز هندل، وتسفي هاوزر عن كتلة «طريق إسرائيل» في الائتلاف الحكومي. ووفقا للقناة الإسرائيلية، فإن نتنياهو التقى مؤخرا بوزيرة الهجرة بنينا تامانو-شطا، ووزير الاستيعاب عومر يانكلوفيتش، عن حزب «كاحول لافان» لبحث إمكانية الانشقاق عن «كاحول لافان» والانضمام إلى حكومة ضيقة برئاسة نتنياهو، وهو الاحتمال الذي نفته شطا ويانكلوفيتش، وأكدتا أن الاجتماعات مع نتنياهو بمشاركة طواقم مهنية، تطرقت إلى مسائل مهنية تتعلق بوزاراتي الهجرة والاستيعاب وقد تم تحديث وحتلنة غانتس بالاجتماعات مع نتنياهو. وكتب شطا تغريدة على «تويتر» قالت بها» الاجتماع عقد بمعرفة غانتس، أنا لن أكون شريكة بحكومة ضيقة»، وهو ذات الموقف الذي عبرت عنه يانكلوفيتش في تغريدة لها. ويأتي ذلك، فيما تتواصل دائرة الاحتجاجات في العديد من المدن وعلى مفارق الطرقات في البلاد وقبالة منزل رئيس الحكومة في القدس، المطالبة بتنحي نتنياهو بسبب تهم الفساد، والفشل في إدارة أزمة «كورونا» والأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد بسبب الجائحة. وادعى الليكود في بيان صدر عنه أن إلغاء جلسة الحكومة جاء في أعقاب رفض «كاحول لافان» طرح خطة مساعدات اقتصادية في ظل أزمة كورونا بحجم 8.5 مليار شيكل، أعدها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير المالية، يسرائيل كاتس. فيما ادعوا في «كاحول لافان» أن إلغاء الجلسة جاء في أعقاب رفض الليكود المصادقة على «الأنظمة التي تحدد عمل الحكومة وتضمن استقرارها»، ورفض الليكود تنفيذ بنود الاتفاق الائتلافي، مشددين على أن «هذه ليست المرة الأولى التي لا يفي فيها الليكود بتعهداته، وأي أعذار أخرى تعتبر كذبا على الجمهور». وكانت التقارير الصحفية قد أشارت في وقت سابق،إلى أن مركبات الائتلاف الحكومي فشلت في التوصل لاتفاق حول أجندة الجلسة الأسبوعية للحكومة، والمواضيع التي ستطرح لمناقشة الوزراء. وتشير التطورات السياسية في إسرائيل إلى أن انتخابات مبكرة باتت قريبة، وذلك على خلفية عدم المصادقة على الميزانية ووسط خلاف عميق بين نتنياهو، الذي يريد المصادقة على ميزانية للعام الحالي فقط، و»رئيس الحكومة البديل»، بيني غانتس، الذي يصر على المصادقة على ميزانية للعامين الحالي والمقبل، كما ينص الاتفاق الائتلافي بينهما. تجدد موجة التظاهرات وفي سياق متصل، تواصلت التظاهرات أمام مقر إقامة رئيس الحكومة في القدس وأمام منزله في قيسارية وفي عدة مناطق من البلاد، للمطالبة باستقالة نتنياهو، لفشله في إدارة أزمة كورونا وتورطه بملفات فساد. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية («كان-11»)، نقلا عن الشرطة أن عدد المتظاهرين أمام مقر إقامة نتنياهو في مدينة القدس، شهد مشاركة 15 ألف محتج، كما تظاهر آلاف آخرون أمام منزله بمدينة قيسارية. وتظاهر بدعوة من حركة «الرايات السوداء» الآلاف في عدة تقاطعات وشوارع وجسور من البلاد، وخاصة في مدينة تل أبيب. وطالب المتظاهرون باستقالة نتنياهو بشكل فوري، مرددين شعارات مثل: «هذه حرب على الفساد»، «هذا احتجاج من أجل استعادة الديمقراطية». وأفاد موقع «والا» العبري بأن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت 4 متظاهرين يساريين خلال الاحتجاجات التي جرت أمام مقر ديوان رئيس الوزراء في شارع بلفور بالقدس، فيما جرت تظاهرات أمام منزله في قيسارية. وأوضح أن قوات الشرطة أخلت آلاف المتظاهرين من أمام مقر نتنياهو مما حدثت اشتباكات معهم، واعتقلت عددا منهم بما فيهم مصور صحيفة «هآرتس» أوهاد زفايجنبرغ.