وصل خبيران من منظمة الصحة العالمية إلى بكين السبت في مهمة استكشافية قبل بدء تحقيق تريد هذه الهيئة الدولية إجراؤه حول مصدر فيروس كورونا المستجد في الصين في نهاية 2019، بينما تجاوز عدد الوفيات في البرازيل سبعين ألفاً. وتأتي زيارة الخبيرين وهما؛ عالم أوبئة، ومتخصص في الصحة الحيوانية، بينما أطلقت منظمة الصحة العالمية الجمعة نداءً حذر من مواجهة ارتفاع كبير في عدد الإصابات في العالم مؤخراً. وأودى الوباء حتى الآن إلى وفاة أكثر من 556 ألف شخص وما زال ينتشر خصوصاً في الولاياتالمتحدةوالبرازيل حيث تجاوز عدد الوفيات السبعين ألفاً الجمعة. وعند إعلانها الجمعة عن توجه الخبيرين إلى الصين، قالت الناطقة باسم المنظمة ماغريت هاريس إنهما سيجريان محادثات مع مسؤولين صينيين وسيحددان الأماكن التي ينبغي على بعثة التحقيق المقبلة زيارتها. وقالت هاريس "أحد الأسئلة الكبرى هو تحديد ما إذا كان الفيروس انتقل إلى الإنسان من حيوان، وإذا كان الأمر كذلك، فمن أي حيوان؟". التدخل بسرعة أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الجمعة أن "عدد الإصابات في العالم ارتفع أكثر من الضعف في الأسابيع الستة الأخيرة". وبعدما تحدث عن هذا الوضع المقلق، شدد على ضرورة التدخل بسرعة عندما تظهر بؤر للوباء. وقال غيربييسوس "وحده التحرك الجريء ترافقه وحدة وطنية وتضامن عالمي يمكن أن يقلب المسار". وأضاف "هناك أمثلة كثيرة في العالم تدل على أنه حتى لو كان الوباء كثيفاً جداً، يمكن السيطرة عليه". ورحبت الولاياتالمتحدة الجمعة بالإعلان عن تحقيق المنظمة في الصين. وقال السفير الأميركي في الأممالمتحدة في جنيف أندرو بريمبرغ "نعتبر هذا التحقيق العلمي مرحلة ضرورية للحصول على فهم كامل وشفاف للطريقة التي انتشر فيها هذا الفيروس في العالم". وجاء هذا التصريح إيجابياً على غير العادة، من قبل الولاياتالمتحدة التي بدأت الثلاثاء رسمياً إجراءات انسحابها من منظمة الصحة العالمية. وتنتقد واشنطن المنظمة منذ بداية الأزمة وتتهمها بالتأخر في الرد على أسئلتها بعد ظهور الفيروس. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مايو أنه "سينهي العلاقة" بين الولاياتالمتحدة ومنظمة الصحة العالمية التي وصفها بأنها "دمية بيد الصين". والولاياتالمتحدة هي الدولة الأكثر تضرراً بالوباء. وقد بلغ عدد الوفيات بالفيروس فيها 133 ألفاً و969، حسب أرقام نشرتها جامعة جونز هوبكينز الجمعة. أكثر من سبعين ألف وفاة في البرازيل يواصل وباء كوفيد-19 انتشاره في أميركا اللاتينية أيضاً، التي أصيب قادة عدد من دولها بالفيروس. ففي بوليفيا أعلنت الرئيسة الانتقالية جانين أنييز المرشحة للانتخابات الرئاسية في سبتمبر الخميس أنها مصابة بالمرض. من جهتها، أعلنت رئيسة البرلمان البوليفي إيفا كوبر الجمعة التي تأتي في المرتبة الثانية في هرم السلطة في البلاد، أنها مصابة بكورونا أيضاً. في فنزويلا، أعلن الرئيس نيكولاس مادورو تمديد حالة الطوارئ التي فرضت لمنع انتشار الوباء شهراً واحداً، بينما قال وزير النفط طارق العيسمي إنه مصاب بكوفيد-19. والأمر نفسه ينطبق على نائب الرئيس ديوسدادو مابيلو الذي أعلن ذلك الخميس. في البرازيل أعلن الرئيس جاير بولسونارو بنفسه أنه مصاب بالفيروس. والبرازيل هي الدولة الأكثر تضرراً بالوباء في أميركا اللاتينية، والثانية في العالم. وقد تجاوز عدد الوفيات فيها عتبة السبعين ألفاً بعد تسجيل 1214 وفاة إضافية الجمعة. وبذلك يرتفع عدد الإصابات إلى 1,8 مليون. ورفعت بوغوتا البؤرة الرئيسية للوباء في كولومبيا، مستوى التأهب في مواجهة انتشار الفيروس وستعزز إجراءات عزل السكان. وسجلت في كولومبيا 133 ألفاً و973 إصابة بما فيها 4717 وفاة. ويسجل ظهور إصابات مجدداً في دول كان يبدو أنه تمت السيطرة على الوباء فيها. ففي أستراليا فرض الحجر مجدداً لستة أسابيع على سكان ملبورن البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة. وأعلنت هونغ كونغ من جهتها إغلاق المدارس مجدداً اعتبارا من الاثنين بسبب "زيادة متسارعة" في الإصابات. وظهرت بؤر جديدة في أوروبا القارة التي سجل أكبر عدد من الوفيات فيها بلغ مئتي ألف (من أصل 2,8 مليون إصابة)، لكن يبدو أنها سيطرت على الوضع حالياً. وفي فرنسا، تجاوز عدد الوفيات بالفيروس ثلاثين ألفاً بعد تسجيل 25 وفاة جديدة منذ الخميس، لكن عدد الذين يعالجون في العناية المركزة يتراجع. وفي أوزبكستان، فرضت السلطات حجراً جديداً على السكان بعد ارتفاع كبير في عدد الإصابات، من 3661 في الأول من يونيو إلى 11 ألفاً و857 الجمعة بعد زيادة يومية بلغت 472.