حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الخميس من "انقسامات" الأسرة الدولية التي تساهم في استمرار تفشي وباء كوفيد-19، بعد يومين على إعلان الولاياتالمتحدة رسميا انسحابها من المنظمة. وقال غيبريسوس متحدثا إلى دبلوماسيي الدول الأعضاء "لن نتمكن من التغلب على الجائحة إن كنا منقسمين". فيما عينت منظمة الصحة العالمية رئيستين للجنة مستقلة لمراجعة استجابتها لجائحة كورونا التي انتقدتها الولاياتالمتحدة. ونقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء عن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس قوله في اجتماع مع الدول الأعضاء، إنه تم اختيار هيلين كلارك، رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة، وإلين جونسون سيرليف، رئيسة ليبيريا السابقة، ليترأسا اللجنة بشكل مشترك. وسوف تقدم اللجنة تقريرا مؤقتا في نوفمبر القادم. وتعرضت منظمة الصحة العالمية لانتقادات بشأن استجابتها لتفشي الفيروس من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي سحب الولاياتالمتحدة من المنظمة العالمية، قائلا إنها مقربة جدا للصين. ورد تيدروس بأن المنظمة تصرفت بشكل مناسب بناء على المعلومات التي توفرت لديها، وأن باقي العالم كان لديه الكثير من الوقت للاستعداد لمكافحة تفشي المرض. وقال تيدروس إن كلارك وجونسون سيرليف، اللتين تم اختيارهما بالتشاور مع الخبراء والدول الأعضاء، سوف تختاران باقي أعضاء اللجنة. واقترح أنه بالإضافة إلى التقرير المؤقت، سوف تقدم اللجنة تحديثات شهرية. وسوف تستعرض اللجنة الاستجابة الدولية للوباء، بما في ذلك استجابة منظمة الصحة العالمية. ومن المتوقع أن تصدر اللجنة تقريرها الكامل في مايو العام المقبل. وفي ذات السياق، أجبر وباء كوفيد-19 الذي يتسارع انتشاره في العالم وفقا لمنظمة الصحة العالمية، أستراليا على إعادة فرض تدابير العزل في ملبورن ثاني مدينة في البلاد يسكنها خمسة ملايين شخص، في الوقت الذي تجاوز فيه عدد الإصابات الثلاثة ملايين في الولاياتالمتحدة. وتشهد هذه المدينة تفشياً جديداً لوباء كوفيد-19 بتسجيل نحو مئة إصابة جديدة يومية فيها منذ أيام، وهي ضربة للسلطات التي بدا أنها نجحت في السيطرة على فيروس كورونا المستجد. وفرض على سكان ملبورن الثلاثاء عزلا جديدا لستة أسابيع، يدخل حيز التنفيذ اعتبارا من منتصف ليل الأربعاء الخميس. وتمنع المطاعم والمقاهي من تقديم أطباق إلا للخارج، فيما أرغمت النوادي الرياضية وصالات السينما على إغلاق أبوابها من جديد. وعلى السكان البقاء في بيوتهم إلا لدواعي العمل وممارسة الرياضة وزيارة الطبيب أو شراء المواد الضرورية، ولم ترفع هذه الإجراءات في المدينة إلا مؤخرا. وأكد دانيال أندروز رئيس وزراء ولاية فيكتوريا وعاصمتها ملبورن، أن هذا هو الحل الوحيد الممكن لأنه بخلاف ذلك، "من المحتمل" أن تسجل "آلاف" الإصابات. * لم ينخفض العدد بعد انسحابها من منظمة الصحة العالمية، ما زالت الولاياتالمتحدة البلد الأكثر تضرراً من جائحة كوفيد-19 التي توفي جراءها 545 ألفا في العالم، سواء على صعيد الوفيات أو على صعيد الإصابات. وأظهرت بيانات جامعة جونز هوبكنز المرجعية حتّى الساعة 20,30 (00,30 ت غ الخميس) أنّ إجمالي عدد المصابين بكوفيد-19 في الدولة الأكثر تضررا بالوباء ارتفع إلى ثلاثة ملايين و46 ألفا و351 شخصا، توفي منهم لغاية اليوم 132 ألفا و195 شخصاً. وبعدما استقرت أرقام الجائحة في بؤرها الأولى في الولاياتالمتحدة، لا سيما في نيويورك، تشهد البلاد منذ أسابيع تزايدا في وتيرة الإصابات في الجنوب والغرب. ودفع التزايد الكبير في أعداد المصابين في بعض الولايات حكوماتها إلى تعليق عملية رفع تدابير الإغلاق، وصولاً في بعضها إلى إعادة فرض بعض الإجراءات التي كانت رفعت في السابق ولا سيما إعادة إغلاق الحانات. ونفى الرئيس دونالد ترمب الذي دعا الأربعاء المدارس في البلاد إلى إعادة فتح أبوابها حقيقة هذا الارتفاع في عدد الإصابات. وكتب على تويتر "تراجع معدل الوفيات بوباء كوفيد-19 عشر مرات!". وارتفع عدد الإصابات في تولسا (أوكلاهوما) بعد أكثر من أسبوعين تقريبا من عقد اجتماع في إطار الحملة الانتخابية لدونالد ترمب في هذه المدينة وفقاً للسلطات الصحية المحلية. وقال مدير المعهد الأميركي للأمراض المعدية أنطوني فاوتشي "ارتفع إن عدد الإصابات ولم يتراجع يوما إلى المستوى الأول وهو يرتفع مجددا الآن". وأضاف فاوتشي في مقابلة عبر الإنترنت مع مدير معاهد الصحة الوطنية فرانسيس كولينز "إنه وضع خطير ينبغي علينا التعامل معه فورا". وفي هذا السياق، حذّرت منظمة الصحة العالمية من قابلية انتقال الفيروس جوا على بعد أكثر من مترين وأوصت بتهوية قوية للأماكن العامة الداخلية. -ارتفاع الحالات عالمياً سجلت في أميركا اللاتينية والكاريبي ثلاثة ملايين إصابة أكثر من نصفها في البرازيل منذ بدء تفشي الوباء، بحسب حصيلة أعدتها الثلاثاء فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية. ورغم إصابته بالفيروس، وتسجيل بلاده ثاني أكبر عدد إصابات بالوباء الذي فتك بأكثر من 67 ألف شخص فيها، لم يتراجع الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو عن تشكيكه بخطورة المرض. وقال بولسونارو البالغ 65 عاماً في حديث تلفزيوني "أنا بخير"، بعدما أعلن إصابته بالفيروس. وقد تجاوز عدد الوفيات في البيرو عتبة ال11 ألفا بعد أسبوع من بدء الرفع التدريجي لتدابير الإغلاق وسجلت المكسيك رقماً قياسياً يومياً جديداً بلغ 6995 إصابة الأربعاء. والأرقام الرسمية ترتفع بسرعة في فنزويلا: ففي حين سجلت 1500 إصابة حتى الاول من يونيو، فقد أصبح هذا العدد 7 آلاف بعد شهر فقط. وقالت بيلار وهي ممرضة، لفرانس برس إن ارتفاع عدد الإصابات في ولاية زوليا على الحدود مع كولومبيا أدى الى وضع "مروع" في مستشفى ماراكايبو الجامعي. وأعلنت إيران الأربعاء أن حصيلة الوفيات بفيروس كورونا المستجد تخطت 12 ألفا وأنها تعتزم إعادة فرض قيود في طهران لمنع انتشار جديد للمرض. وما زالت الأرقام منخفضة نسبياً في إفريقيا، سواء من حيث الإصابات أو الوفيات بكوفيد-19 لكن القارة تجاوزت عتبة 500 ألف إصابة الأربعاء. وفي أوروبا، يبدو الوضع الوبائي مستقراً، رغم أن القارة العجوز تسجل أكبر عدد وفيات (200 ألف) جراء الوباء، أكثر من ثلثيها في المملكة المتحدة وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا. وفي صربيا، اندلعت اشتباكات جديدة الأربعاء في بلغراد خلال مسيرة للمتظاهرين الغاضبين من إدارة السلطات لأزمة فيروس كورونا المستجد. وفي فرنسا، أعلن رئيس بلدية باريس أن المدينة ستطلق ألعابها النارية التقليدية من برج إيفل في 14 تموز/يوليو لكن بدون جمهور. أما فنلندا، فقد أعلنت إعادة فتح حدودها أمام السياح من 17 دولة أوروبية مستثنية فرنسا ولوكسمبورغ. وفي لندن، أصبح المتحف الوطني في بريطانيا أول متحف رئيسي يعيد فتح أبوابه الأربعاء مع تدابير وقائية مثل فرض وضع كمامات وتحديد مسارات أحادية الاتجاه للزوار. يقوم أفراد الأمن باستخدام مكبر الصوت للتذكير بالإجراءات الاحترازية في طوكيو «رويترز»