الرياضة أصبحت صناعة لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي، وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها سواء حديثاً أو منذ فترة طويلة. الوجه الآخر الرياضي لغير الرياضيين تقدمه «دنيا الرياضة» عبر هذه الزاوية التي تبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم، وضيفنا اليوم هو. الأديب والشاعر محمد أبو شرارة.* كيف تقيم أنشطة الأندية الأدبية؟ * الأندية الأدبية تعيش مرحلة وفاة دماغية، لأنها تعيش هذه الفترة بلا دعم حقيقي، وأنشطتها شبه متوقفة، لولا جهود بعض رؤساء الأندية في إنعاشها، وننتظر من الوزارة إما دعماً حقيقياً أو إغلاق هذا الحلم المتبدد. * المسؤولية الثقافية في أنديتنا هل ترى بأنها غائبة ولم تقم بواجبها على أكمل وجه؟ -المسؤولية الثقافية كبيرة، وحلم المثقفين أكبر، والأندية الأدبية لم تستطع مواكبة هذا الحلم، وتبقى الأندية الأدبية رافداً مهماً إذا تم تفعيلها بالشكل المطلوب، ولكن لم يعد المثقف يعوّل عليها لضعف دعمها، وغيابها عن المجتمع. الأندية الرياضية تتعامل مع اللاعبين كسلع وصفقات ليس إلا الأندية الأدبية لدينا تعيش في مرحلة وفاة دماغية * هل كتبت يوماً شعراً في أحد الفرق السعودية بعد إنجاز؟ * لدى الفرق السعودية إنجازات تستحق الاحتفاء، ولكن الشعر عندي له فضاءات أخرى. * وهل تعدنا بكتابة قصيدة في حال حقق منتخبنا أي إنجاز مقبل؟ * الكتابة للمنتخب شرف، المهم أن يحقق إنجازاً حقيقياً، ليمنح للقصيدة فرصة التجلي. * كيف تقيم حملات التثقيف الأدبي في ملاعبنا؟ * للأسف لم تستطع الأندية الأدبية، أن تخلق جسراً للتواصل مع جماهير الأندية الرياضية، ولا أرى تأثيراً لحملات التثقيف، بل يزيد التعصب، وتتأجج نار الخلاف، وآمل من وزارة الثقافة أن تخلق مشروعاً حقيقياً للتواصل مع جماهير الرياضة، فهم قوة كبرى للتأثير في المجتمع. * ما الحملة التثقيفية الأدبية التي ترى بأننا يجب أن نقوم به في وسطنا الرياضي عاجلاً؟ * أتمنى أن تكون هناك حملات لمنع التعصب، ونشر ثقافة المحبة، وتقبل ميول الآخر. * الشهرة عالم، كيف يمكن أن تكون شهرة لاعبي الكرة طريقاً لتكريس السلوك الحضاري في حياة النشء؟ * النجم الرياضي يستطيع أن يوصل الرسالة أكثر من أي نجم آخر، ولكن للأسف الأندية الرياضية تتعامل معهم كسلع وصفقات ليس إلا، رغم أنهم يمتلكون محبة جارفة في قلوب الشباب، وتستطيع الأندية تمرير رسائل إيجابية وتوعوية ووطنية من خلال هؤلاء النجوم. * في الرياضة يحصد الفائزون والمتألقون الكؤوس، فما الذي يقلل ذلك لدى المبدعين في المجالات الأخرى طبياً ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً؟ * لو وضعت الكؤوس في المجالات التي ذكرت، لرأيت من يتنافس لحصدها، ولكن للأسف لا تجد هذه المجالات أي دعم أو تشجيع، ولعل الرؤية الجديدة تخلق مجالات للمنافسة والطموح. * كانت الرياضة للصحة والمتعة، والآن أصبحت للمال أكثر؛ من أفسد بياضها؟ * التعصب، وغياب الوعي. * كيف صارت لغة المال والاحتراف طاغية على الإبداع والإخلاص عند اللاعبين السعوديين؟ * لأن الأندية الرياضية تخاطبهم بلغة المال، وتشتري ولاءهم بالمال، فهم يستجيبون للغة التي يخاطبونهم بها، اللاعب يجب أن يكون وطنياً يحمل رسالة وطنه وأن يحمل روح المسؤولية تجاه وطنه وجمهوره، ويعزز قيمه لا أن يتحول إلى سلعة يباع ويشترى. * بين رواتب اللاعبين ورواتب والأدباء والمثقفين، من يغلب من؟ * وهل للمثقفين والأدباء رواتب! عقد لاعب واحد يوازي ميزانية أندية أدبية برمتها. * بعد إقرار وفاعلية الرياضة النسائية، ماذا ينقصها لتكون أكثر تألقاً؟ * أن تكون في الحدود اللائقة بأنوثة المرأة، وألا تحولها إلى رجل آخر. * بين القمر والشمس هل هناك ثمة مكان لميولك؟ * بين القمر والشمس فراشة ضوء، وميلاد ربيع، ومطر مُحتمل لتكتمل زهرة القصيدة، القصيدة فقط. * لمن توجه الدعوة من الرياضيين لزيارة منزلك؟ * لكل لاعب يحمل روح المسؤولية تجاه وطنه، وقيمه وجمهوره. * هل سبق وأن أقدمت على عمل وكانت النتيجة تسللاً بلغة كرة القدم؟ * أسير بتأنٍ كبير، حتى صرت أخشى أن تنتهي اللعبة ولم أسدد الهدف! * العقل السليم في الجسم السليم" عبارة نشأنا عليها رغم خطئها؛ فكم من شخصية عبقرية لا تمتلك جسداً سليماً، باختصار نريد منك عبارة رياضية بديلة لجيل المستقبل؟ * هذه مقولة للفيلسوف اليوناني طاليس، ولها وجه من الصحة فليست خاطئة تماماً، وتحتاج لمناقشة وتفصيل، ويجب أن نعلم أن العقل قائد، والجسم ينفذ أوامر القائد، فمتى اكتملت قوة القيادة ومهارة التنفيذ كان النجاح والتفوق، ولكن العقل قد يستغني عن الجسد في أمور الفكر والعلم والفلسفة، ولكن الجسد لا يستغني عن العقل في كل حالاته. * ما المساحة الحقيقية للرياضة في حياتك؟ * لا أعرف منها إلا رياضة الفكر. * متى كانت آخر زيارة لك للملاعب السعودية؟ * شرفٌ لم أنله! * أي الألوان تراه يشكل الغالبية السائدة في منزلك؟ * منذ الصغر كنت أحلم بالإمساك بقوس قزح، كبرت وكبرت معي محبة أطيافه السبعة. * لأي الأندية تدين الغلبة في منزلك؟ * أحاول أن أملأ أطفالي بثقافة الحب والجمال، ولهم حرية الميول حينما يكبرون. * البطاقة الحمراء في وجه من تشهرها؟ * الفساد. * ولمن توجه البطاقة الصفراء؟ * للمسؤولين عن الفساد. * إن قيض لك اقتحام المجال الرياضي ما الأمر الذي تحسب له ألف حساب؟ * تجاوز التعصب بنشر ثقافة المحبة وتقبل الآخر، واحترام ميولهم، وأن تعكس ملاعبنا صورتنا الحضارية، بأن تكون الرياضة هدفاً للرقي بالإنسان في صحته ووعيه ومحبة وطنه. مشاركته في برنامج أمير الشعراء مع ابنه وابنته في مناسبة شعرية محمد أبو شرارة أبو شرارة مع ابنه الأول