أصبحت الرياضة حاضراً صناعة، لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي، وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها ويتابعون تفاصيلها. تكشف البطولات الكبرى لكرة القدم عن التفاتت رجال السياسة والثقافة إلى ذلك المعشب الأخضر الجذاب، فيتحول رجال الصف الأول في البلدان مع المثقفين في لحظات إلى مشجعين من الدرجة الأولى في مدرجات الملاعب أو مهتمين خلف الشاشات الفضية. يحضر الكثير من الساسة والمثقفين إلى مدرجات الملاعب خلف منتخبات الوطن، «دنيا الرياضة» تكشف الوجه الكروي لغير الرياضيين، عبر زاوية «الخط الأبيض» التي تبحث عن رؤيتهم للرياضة، وتبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم وضيفنا اليوم هو مشرف عام التعليم العالي للطلاب الصم وضعاف السمع بجامعة الملك سعود الدكتور بدر السحيمي. لعبت كرة القدم وتوقفت.. وحياتي الأدبية كلها «تسلل» * هل الاعلام مقصر في تغطية مواهب الصم وضعاف السمع الرياضية؛ لإبرازها على نطاق واسع؟ * نعم هناك تقصير واضح وكبير إعلاميا حيث يوجد لدينا مجموعة من المواهب حققوا إنجازات ونجاحات مبهرة ومراكز متقدمة في العديد من الرياضات ولم تأخذ حقها إعلاميا من الجهات ذات العلاقة مثل هيئة الرياضة، ورعاية الشباب. اللاعب المسلم نقل ثقافة مميزة ورسائل دعوية بالابتسامة وحسن التعامل * حول المبادرات المجتمعية ومسؤوليات الأندية التي بدأت تتفاعل هل تقوم بأدوارها وهل نحتاج لتفاعل كل الأندية؟ * نعم هناك دعم من بعض الأندية ولكن بخجل واستحياء ودورها غير فعال بشكل كبير ونحتاج إلى مزيد من تفعيل المبادرات ومسؤوليات الأندية أن تكون أكثر تفاعلا مع ذوي الإعاقة وإبراز إنجازاتهم ورفع معنوياتهم وقد لاحظنا أن هناك فعاليات وحملات تقام خلال المباريات وهذه تستطيع الأندية من خلالها بالتعاون مع المختصين بتوجيه رسائل لدعم ذوي الإعاقة. ارتباط الرياضة بالإعلام تثقيفي وترويحي وتحفيزي * ماذا يحتاج ضعاف السمع والصم من هيئة الرياضة؟ * هيئة الرياضة لها دور كبير وجبار في كافة المجالات ولكن بالنسبة للصم وضعاف السمع هناك تقصير وقد يكون هذا التقصير مشترك مع الجمعيات التي تهتم بالصم وضعاف السمع لأنه لا يوجد هناك تواصل بين الجهات ذات العلاقة وهناك أكثر من منظمة لها أنشطتها وبرامجها يجب أن تتكاتف مع الهيئة العامة للرياضة حتى نخرج بمخرجات رياضية نتفاخر بها لهذه الفئة من المجتمع. * وماذا يحتاجون من الإعلام والأندية؟ * يحتاجون التغطية لمناسباتهم وزياراتهم في أنديتهم الخاصة وإبراز دورهم في المجتمع ونجاحاتهم التي حققوها وأنهم اعضاء فعالون متى ما أتيحت لهم الفرصة وسيقدمون الكثير ويجب على الأندية دعم جميع فئات ذوي الإعاقة مادياً ومعنوياً. * هل حسابات الأندية بمواقع التواصل الإعلامي تقوم بدور إيجابي للجماهير، أم لك رأي حولها؟ * حسابات الأندية في موقع التواصل الاجتماعي تقوم بدور إيجابي رغم أنني مقصر في هذا الجانب ولا أستطيع أن أجيب بشكل قاطع وأعتقد أن كل نادٍ تهمه جماهيره ويقدم لهم الدعم والتحفيز بالحضور والتواصل بشكل إيجابي وتحرص جميع الأندية على إدخال السرور على محبينها. * هل ترى أن ثمة علاقة تجمع الرياضة بالإعلام؟ * نعم بكل تأكيد لولا الإعلام لم تكن هناك رياضة والعكس كذلك، وأغلب مرتادي الرياضة مؤثرون في المجتمع، والرياضة ارتباطها بالإعلام تثقيفي وترويحي وتحفيزي ومتنفس للجميع، وأن دورهم إيجابي ويقومون بإيصال رسالة إلى الإعلام الرياضي. * بين رواتب اللاعبين ورواتب الأكاديميين.. من يغلب من؟ * رواتب الأكاديميين لا تذكر مقارنة برواتب اللاعبين والإعلاميين في الوسط الرياضي، ومن وجهة نظري المتواضعة هذه المقارنة غير عادلة. * هل تعتقد لغة المال طغت على جانب الإبداع والإخلاص؟ * الإخلاص يجب أن يكون في القول والعمل في جميع تعاملاتنا وحياتنا وهو قاعدة يجب الاعتماد عليها، أما الإبداع إذا كنت مبدعا فيجب أن نفرق بين الغث والسمين وإذا كان لدي منتج للبيع فسأكون مخلصا في كيفية الإبداع في عرضه وتقديمه فيجب أن يكون عليه مبلغ من المال، لذا يجب أن يكون الإبداع حاضرا مع الإخلاص. * هل سبق أن أقدمت على عمل وكانت النتيجة تسلل بلغة كرة القدم؟ * في الحقيقة أنا اكملت دراستي الجامعية وبعدها تم تعييني في وزارة الخدمة المدنية بشكل منتظم وكان معدلي متميز وتعينت في التعليم بدون تسلل وبعدها قدمت على الجامعات السعودية كمعيد وقُبلت في ثلاث جامعات وفضلت ان اختار جامعة الملك سعود واصبحت استاذا في كلية التربية ولم أتسلل أيضا وهذا بعد توفيق الله وجهد شخصي. * يقال إن مساحة الحرية في الكتابة الرياضية أكبر منها في الشؤون الأخرى.. إلى أي مدى تقنعك هذه المقولة؟ * نعم صحيح في الرياضة هناك انتقاد وتبني وجهات نظر، وتنظير أكثر في الطرح على العكس عندما تتحدث في الشؤون الاجتماعية أو النفسية أو التي تمس الكيانات البشرية أو السياسية فمساحة الحرية تكون مقيدة، أما الرياضية في حدود الأخلاق العامة وبدون تجريح أو التقليل وتحليل المحتوى الرياضي فهذا فيه من المساحة بشكل أكبر. * الشهرة عالم، كيف يمكن أن تكون شهرة اللاعبين طريقا لتكريس السلوك الحضاري في حياة النشء؟ * الشهرة سلاح ذو حدين واعتقد أن المجال الرياضي يتابعه شريحة كبيرة من المجتمع وفئة الشباب في المملكة تشكل أكثر من 70 % لذلك فهم مهتمون بالجانب الرياضي واللاعبون يشكلون دورا كبيرا وعلى الرغم بأنني مشجع نصراوي وغير متعصب ولست متابعا بدقة فأنا شخصيا معجب بشخصية اللاعب نواف التمياط فهو إنسان ذو خلق وثقة وكذلك محمد الشلهوب فهو لطيف في تعامله مع الجميع وأيضا الكابتن سامي الجابر في إدارته وتطويره لنفسه رجل متزن وهناك الكثير الذين ينقلون صورة حضارية عن مجتمعنا السعودي. * في الرياضة يحصد الفائزون والمتألقون الكؤوس فما الذي يقلل ذلك لدى المبدعين في المجالات الأخرى ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا؟ * في الرياضة المميز دائما يصل إلى مايصبو إليه، ولكن في المقابل لدينا مثقفون ومخترعون وأصحاب أفكار نيرة ولم يحصدوا كؤوسا ولم يلتفت إليهم أحد، وهذا سلبي بأن الرياضة تغطت ولكن في المقابل هناك أكثر من أمر يجب التحفيز عليه في المباريات الكبيرة والجماهيرية المفترض أن تشهد تكريما للمخترعين والأكاديميين المميزين وأيضا أبناؤنا أصحاب الإعاقة الذين حققوا إنجازات أو من طلاب التعليم. -العقل السليم في الجسم السليم عبارة نشأنا عليها رغم خطئها فكم من شخصية عبقرية لاتملك جسدا سليما، * باختصار نريد منك عبارة بديلة منك لجيل المستقبل؟ * أقول لجيل المستقبل «ثقوا بالله وبأنفسكم» فالنجاحات لا تأتي بسهولة وأن الإنسان لم يخلق عالما إو مميز إلا بالمحاولة والخطأ والتحفيز والتمكين وتستطيع أن تسمع من نفسك رقما صعبا بالتوكل على الله والإرادة والمحاولة. * هل ترى بأن الرياضة ثقافة، وإن كانت كذلك فكيف نتعامل مع تلك الثقافة على الوجه الأكمل؟ * نعم هي ثقافة بالأخلاق وبإيصال رسالة إلى الشعوب الأخرى عندما نشاهد عددا من المسلمين في الأندية الأوربية وهم ينقلون صورة حسنة عن الإسلام ورسائل دعوية بشكل إيجابي بدون كلام أو يذكرون شيئا للطرف الآخر بالابتسامة والأخلاق وحسن التعامل والمبادرة ويجب على جميع الرياضيين أن يتحلوا بالأخلاق الكريمة والبعد عن التعصب الرياضي. * في نظرك هل الرياضة تفرق أم تجمع، ولماذا؟ * من منظور إيجابي تجمع وتخلق أجواء إيجابية أما اذا كان هناك منظور سلبي فهي تفرق وتنشر التنافس البغيض الذي يبني عليه مشاكل وأحقاد وهذا ما لا ينبغي أن يكون في مجتمعنا فهي تجمع وكلنا نننظر إليها إيجابيا. * بمعيار النسبة المئوية ما نصيب الرياضة من اهتمامتك ؟ * لا تتجاوز متابعتي الرياضية 15 % أو أقل بكثير بحكم انشغالي في تخصصي. * متى كانت آخر زيارة لك للملاعب الرياضية؟ * كانت آخر زيارة لي قبل سنتين في ملعب جامعة الملك سعود مناسبة لإحدى الجهات الرسمية ودخلت فيها إلى أرضية الملعب أما كمشجع في المدرجات في استاذ جامعة بول استيت في أميركا عام 2014. * لمن توجه الدعوة من الرياضيين لزيارة منزلك؟ * الحقيقة أتشرف بكل رياضي بزيارة منزلي. * بصراحة ماهو ناديك المفضل؟ * أميل لنادي النصر ولكن غير مهتم وليس لدي حماس لمتابعة المباريات. * أي الألوان تراه يشكل الغالبية السائدة في منزلك؟ * اللون الذهبي واللون الرصاصي. o لمن توجه البطاقة الصفراء؟ * لكل شخص سلبي ويبعث السلبية في مجتمعه ولمن حوله. o والبطاقة الحمراء في وجه من تشهرها؟ * لكل شخص مهما عملت معه من وفاء وتقدير ومساعدة ودعم بعدها يتنكر وينسى الجميل والمعروف. * لو خيرت أن تعمل في حقل الرياضة من أي أبوابها ستدخل؟ * سوف أدخلها عن طريق الهيئة العامة للرياضية حيث كانت لي مبادرة فيما يخص ذوي الاعاقة وخدمتهم، ولو سنحت لي فرصة العمل فسأهتم بجانب تعزيز وخلق فرص لأفراد ذوي الاعاقة في الجانب الرياضي وفتح المسار أمامهم والتركيز عليهم. وأتمنى أن أجد هذه الفرصة. o كلمة أخيرة توجهها إلى الجماهير السعودية * نحن لدينا رسالة سلام ومحبة ووئام يجب أن نبعثها من خلال أنديتنا ومن خلال حضور المباريات وتمثيل المملكة في المحافل الدولية خير تمثيل بعيدا عن التعصب الرياضي والفرقة والتقليل من الطرف الآخر وأن نكون خير سفراء لرياضتنا وديننا الإسلامي. السحيمي يتحدث خلال اللقاء السنوي سامي الجابر محمد الشلهوب نواف التمياط