هو النهج التاريخي الثابت والحصن المنيع لمملكتنا المجيدة وشعبها الكريم، فعندما ابتسم "ملكٌ" ابتسم الوطن، ومن بسمة محيّاه تماهت ثلاثون مليون ابتسامة ترسم مستقبلًا مشرقًا لوطن لا يعرف المستحيل، همته كجبل طويق، وطموحه عنان السماء.. ترأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء الماضي، وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لخادم الحرمين أثناء ترؤسه الجلسة، وظهر - حفظه الله - مبتسمًا بطريقة عفوية وهو يقلب ورقات على مكتبه. أثار مقطع الفيديو حالة تواشجيّة عظيمة من التفاعل على نطاق واسع بين المغردين الذين عبروا عن حبهم الغامر لخادم الحرمين الشريفين، ومنه انهالت التعليقات التي تضمنت عبارات الدعاء للملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بأن يحفظهما الله ويوفقهما في إدارة شؤون المملكة والارتقاء بها دائمًا كما هي في مصاف ومقدمة الدول عربيًا وعالميًا. تلك مكانة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لدى وطنه العظيم وشعبه الكريم، فمن خلال نظرة متسقة نزدان فخرًا بأنه وعبر تاريخه المجيد، يرسو دائمًا على مرافئ لا حدود لها من التجلي والحكمة والحضور الأخاذ، يبرهن فيه دائمًا على جدارة الحكمة وبعد الأفق وروح الأسرة الواحدة بين القيادة والشعب؛ لتعكس عمق إدراكه لرسالة تأريخ "الأوطان" المؤمنة بأن لا حضور أو رسالة تنبعث منها ونحوها إلا برسالة أصيلة تتغلغل في العقول والقلوب قبل النفوس ونحو كل الاتجاهات والزوايا وما بينهما. وللمتابع لمسيرة مليكنا العظيم يجد أنه منذ توليه مقاليد الحكم، تصدّر فيها عديد من التحديات والمخاطر، التي حولها إلى ملاحم من الإنجازات والأرقام داخليًا وخارجيًا، وتوجها برسم قرارات وأوامر ملكية متعددة ومرسخة لأركان الدولة في جهد ظهر جليًا للعالم بأسره وبمعادلة لا حدود لها من تخليد "الأوطان" والسمو بها، فكان القائد الفذّ في كل الأزمات التي تعصف بالعالم ليظلّ فارس الميدان حفظه الله. كما أن حصيلة أكثر من "ستة عقود" من التجارب والمواقف الإنسانية والخيرية والإدارية والثقافية والتاريخية والسياسية جعلت من الملك سلمان بن عبدالعزيز شخصيةً حاضرةً على مستوى الأصعدة، تميزت بقربها من المواطن والمسؤول، وامتلاكه "كاريزما" اختصت به كقائد استطاع منذ أول ملامح توليه مقاليد الحكم السير على النهج الذي سار عليه الملك المؤسس عبدالعزيز وأبناؤه من بعده. فكانت الرؤية التي ينتهجها الملك سلمان إضافة إلى خبرته الواسعة وحنكته الحكيمة؛ جعلته يتفرد في قيادة المملكة نحو المستقبل بالذكاء السياسي والاطلاع الثقافي والانتظام في أداء الأعمال واحترام الأوقات، التي انعكست جلية على كل قراراته، لتبعث اطمئنانًا للمواطنين والعالم أجمع، ورسالة قوية أن السعودية ستحافظ على مكتسباتها باستراتيجية واضحة شفافة حازمة؛ لتحقق مستقبلًا أكثر إشراقًا، وحضورًا دوليًا متألقًا، وتنمية شاملة مستدامة في ظل ظروف استثنائية وتحولات سريعة، في كل مجالات التطوير وعصور النمو المؤسسي بدماء شابة مؤهلة ابتكاريّة قادرة على مواكبتها في منعطف مهم في تاريخ المملكة بقيادة عراب المستقبل ورؤيته ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان. ومرورًا بمحبة وحكمة الملك سلمان -حفظه الله- نجد أنها أتت من سجل حياةٍ عمليةٍ عُرفت بالتميز والإخلاص والوفاء، فهو خريج مدرسة المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وخمسة ملوك تعامل معهم كأخٍ وعونٍ ومُشيرٍ، فكان أنموذجًا للشخصية القيادية والإنسانية الوفيّة مع إخوانه بوقفاته معهم منذ نعومة أظفاره، سائرًا على خطاهم في كل ما تقلّده من مناصب ومواقع قيادية أظهر فيها سياسته وحكمته لستة عقود متعاقبة. المملكة قوية بقيادتها الحكيمة وشعبها المجيد في مواجهة الشدائد بتلاحم وتعاضد وتعاون المواطن مع دولته لتجاوز جميع المراحل الصعبة والاستثنائية التي مرت بها عبر التاريخ، ويبقى حب الملك سلمان الأزلي في قلوب شعبه المجيد تجسيدًا لحرصه ومحبته أيضًا لشعبه وبعد نظره وحنكته وحكمته، على كل ما من شأنه المحافظة على أمن وأمان وصحة ومستقبل المواطن والمقيم بحياة كريمة رحيبة. وهذا باختصار هو النهج التاريخي والثابت والحصن المنيع لمملكتنا المجيدة وشعبها الكريم نحو ولاة أمره، فعندما ابتسم ملك ابتسم الوطن، ومن بسمة محيّاه تماهت ثلاثون مليون ابتسامة ترسم مستقبلًا مشرقًا لوطن لا يعرف المستحيل، همته كجبل طويق، وطموحه عنان السماء. دمت خادم الحرمين الشريفين قائدًا أشم، ودمت يا وطني في حرزٍ وعزٍ من الله.