الإشادة بجهود هؤلاء الرجال أمانة في عنق كل كاتب صحفي رغم انقطاعي عن الكتابة الصحفية منذ مدة ليست بالقصيرة، إلا أنه ليس من السهل أن تمر هذه الأزمة (فيروس كورونا) من غير أن أكتب مقالاً واحداً عن رجال ضحوا بوقتهم وراحتهم في سبيل راحتنا. ولاشك أن كل من في هذا البلد يتفانى في خدمة وطنه ومجتمعه كل في ما يخصه، ولكن سأقتصر في مقالي هنا على صنفين منهما تجلت جهودهما في هذه الأيام بشكل واضح، وأكبر مشكلة واجهتني في كتابة هذا المقال، أنني لا أستطيع أن أفضل جهود أي منهما على الآخر. ففي الوقت الذي نمضي فيه أيام هذا الشهر الفضيل آمنين مطمئنين في بيوتنا، نجدهم قد بذلوا كل ما في وسعهم لخدمتنا، والسهر على راحتنا، فجزاهم الله عنا خير الجزاء، ولا يحتاج أن أفصل جهودهما، فبمجرد الإشارة إليهما سيتفق معي الجميع. فأول الصنفين، هم جنودنا البواسل على الحد الجنوبي الذين يحافظون على أمننا، وأيضاً جنودنا المنتشرون في جميع مدن المملكة، وقراها وطرقها لكي يحافظوا على صحتنا، بناء على التوجيهات الصادرة لهم من ولاة الأمر حفظهم الله. وأما الصنف الآخر فهم الطواقم الطبية بجميع مسمياتها، من أطباء وممرضين ومساعدين وإداريين...إلخ، بقيادة الوزير الرائع، الذي أينما حل نفع. ومما يميز هؤلاء الرجال رغم الإجهاد وضغوط العمل الذي يبذلونه، هي الابتسامة الجميلة والتعامل المرن، الذي يلمسه كل من تعامل معهم. وأيضا لا ننسى التناغم الجميل بين المواطنين وهؤلاء الرجال، الذي بفضله أصبحت بلادنا في منأى عن كوارث لا تحمد عقباها، مما جعلها مضرب المثل في مكافحة هذا الوباء الخطير، مما جعل بعض مواطني الدول المتقدمة طبياً، يتمنى العيش فيها خلال هذه الأيام العصيبة، والفخر كما قيل هو ما شهد به الغرباء. وأخيراً لم يكن لجهود مكافحة هذا الوباء أن تنجح، لولا أن هناك قيادة حكيمة رحيمة، جعلت أمن شعبها وصحته فوق كل اعتبار، كيف لا وهي التي تتبع مواطن العمالة، وتجري الفحوصات اللازمة لهم، وتعالجهم بالمجان، حتى لو كانت إقامتهم غير نظامية. همسة: الأزمات هي التي تكشف حقيقة حكام الشعوب، وتلاحمهم معها.